بقلم / د. إبراهيم فؤاد عباس
لفت نظري كتابًا وأدباء بارزين من عدة دول عربية يرددون مقولات وينشرون معلومات ويكتبون تعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لا تمت للحقيقة بصلة، يسعون من ورائها إلى تشويه نضال الشعب الفلسطيني وتلطيخ سمعة الشعب الفلسطيني، والتشكيك بحقوقه المشروعة، والأكثر إيلامًا أن البعض منهم يباهي باصطفافه إلى جانب المحتل الصهيوني، أما الأدهى من ذلك كله فهم تلك الفئة التي تتجاوز الحدود العقدية بالتقليل من أهمية القدس والمسجد الأقصى بالنسبة لنا كمسلمين، وبالتالي محاولة المس بالعقيدة بتجاهل أن القدس أولى القبلتين ومسرى رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والمسجد الأقصى المبارك ثالث الحرمين الشريفين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال. كما أنهم يسيئون بطريق غير مباشر إلى مسيحيي العالم، خاصة الكاثوليك الذين يعارضون استيلاء اليهود على القدس الشرقية لأنهم يرفضون من حيث المبدأ أن تخضع تلك البقة المقدسة- بالنسبة لهم على الأخص وبالنسبة للعالم المسيحي قاطبة بعامة- لليهود. أما المضحك المبكي فإنهم لا يتركون مناسبة ليعبروا فيها عن آرائهم المسمومة إلا ويرددون الاسطواة المشروخة بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم.. ومها جئت لهم بالأدلة التي تثبت بطلان هذه التهمة، ومهما تأتي بالاحصاءات التي تؤكد على أن باعة الأرض الفلسطينية هم من الأسر اللبنانية والسورية .. وكم باعوا وكيف ومتى.. ودور الانكليز والعثمانيين من قبلهم في تسهيل استيلاء اليهود على تلك الأراضي، لا يمكن أن يصدقونك .. ولا يمكن أن ينتقدوا تلك الأسر التي باعت بأي حال من الأحوال.
أولئك المضللون يلومون الفلسطينيين اليوم بمقالاتهم المسمومة وتصريحاتهم المستغربة لأنهم رفضوا – يمينًا ويسارًا ، فتحًا وحماسًا، صغيرًا وكبيرًا، رجالاً ونساءً تلك الصفقة التي تفوح منها رائحة النتنانة وتكشف بكل جلاء عن وجهها الماسوني القبيح..يريدوننا أن نوافق على صفقة أقل مساوئها أنها تجردنا من حق تقرير المصير.. وما يدعو إلى الاستغراب أكثر أن تلك الحفنة من أحباء صهيون تؤيد تلك الصفقة التي يتصدر القدس عاصمة إسرائيل أول بنودها .. يريدون من الشعب الفلسطيني أن يوافق على صفقة رفضتها الجامعة العربية ومظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي وروسيا والصين ..الخ. يرديدوننا أن نلغي حقوقنا المشروعة التي أقرتها المرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والمبادرة العربية للسلام من أجل إرضاءهم وإرضاء ترامب ونتنياهو .. لا أيها السادة ! ونحن بريئون منكم ومن عملكم.. شعبنا عظيم وحر وحي ..ونحن لم نبع أرضنا .. ولم نبع قدسنا .. ولم نبع كرامتنا.. والعالم كله يقف معنا ..
والظاهرة التي لا أجد لها أي تفسير، هي أن تقدم لمثل أولئك الإخوة المضللين كافة الأدلة والقرائن التي تؤكد على عروبة فلسطين والقدس وتأتي لهم بأدلة من القرآن وحتى من التوراة فلا يقنعهم ذلك البتة، لتجدهم يرددون كالببغاء أن القدس كانت عاصمة لإسرائيل قبل ألفي عام، وعندما تثبت لهم أنها كانت عاصمة للدولة الكنعانية قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام لا يقتنعون، وعندما تقول لهم أن اليهود انقطعوا عنها ألفي عام كانت خلالها مع أهلها العرب وأنها ظلت عاصمة لفلسطين حتى في فترة حكم الصليبيين وفي فترة الانتداب البريطاني على فلسطين لا يقتنعون أيضًا ويصرون على تصديق المقولات الصهيونية. وتراهم يتباهون بجهلهم عندما يرددون كالببغاوات أن اسم إسرائيل ورد في القرآن بينما لم يرد اسم فلسطين.. فلا يسعك إلا أن تشفق على ما هم فيه من جهل عظيم.. وغالبية هؤلاء مع الأسف ممن يسمون أنفسهم بالليبراليين ، لكن يجمعهم قاسم مشترك واحد هو جهلهم بتاريخ فلسطين وبالقضية الفلسطينية وبحقدهم على الفلسطينيين وإعجايهم بنتياهو .