بقلم / د. رضوان عبد الله
انتظرت المؤسسات التربوية والشخصيات المهتمة بالشأن التربوي الفلسطيني ظهور نتائج ال"كول"لمدارس الاونروا،كي يكونوا على بينة من مستويات تلك المدارس ان كان على مستوى التلامذة او الاساتذة او حتى الأهل، ولا توجد حتى مساء يوم الجمعة اية نتائج رسمية لذلك الامتحان الذي نعتبره تمهيديا لمعرفة مستويات التقدم او التقهقهر لطلاب مدارس الاونروا،ولكن التسريبات التي وصلت الينا،اما خطيا او شفويا لا تبشر بالخير .
وكالعادة قليل من المدارس تدعي الادارات انها متفوقة بنتائجها المبهرة والاغلبية تكون ما دون الوسط ،ان لم تكن راسبة بانهيار. وهذا يرجع بي الى لقاء عام حضرته في احدى مدارس صيدا منذ اكثر من عشرة اعوام ، وكنت ممثلا عن الاهل ،حيث كان لدي ولد وبنت في مدرستين من مدارس الاونروا في منطقة صيدا، يوم دعينا للقاء مدير عام الاونروا في لبنان، وحضرت بصفتي الشخصية والتمثيلية.
المحزن والمؤسف ليس ما تفاجأ به المدير العام من كلامي،الذي تحدثت اليه بصراحة وجرأة ووضوح،ومن ثم اعطيته رسالة بمثابة دراسة شاملة عن واقع التعليم في مدارس الاونروا وامكانية عمل خطوات صادقة و واضحة من اجل النهوض بالمستوى التعليمي لمدارس الاونروا،ولكن المحزن والمؤسف ما تحدث به مندوبوا اللجان الهمروجة،والذين لم يتحدثوا به عن شيء نافع بل عن امور شخصية بسيطة جدا جدا يمكن حلها من خلال مكتب المنطقة وبدون اي منية ولا تدخل ولا واسطة ولا محسوبية لانها ( مش حرزانة). ان دل ذلك على شيء فانه يدل على المستوى المنخفض لثقافة تمثيل تلك الهماريج في جلسة هامة مع مدير اقليمي للاونروا جاء ليستمع لمشاكل وهموم شعبنا ويأخذ الملاحظات عله يستند اليها لعمل شيء ايجابي كما وعد.
لا اخفي سرا ان مشروع " الريميديال " ، وبكل تواضع ، استند بكثير من عناون تنفيذه على بعض ما تقدمت به خطيا الى السيد المدير العام في تلك الجلسة،وبكل ثقة عمل به او بكثير من اجزائه استنادا على توصياتي ومقترحاتي او بعضا منها .
ولكن لا زالت مستويات التلامذة في مدارس الاونروا تتأرجح بين ما دون الوسط والحسن،و ذلك لاسباب عديدة يتحملها سداسي الاضلاع الاونروا،المدراء،الاساتذة،الاهل،المؤسسات المحلية،والطلاب ايضا.وهذا ما كنت قلته لسعادة المدير في جلسة المصارحة تلك .
وما يؤسف اشد الاسف ان مكافأة من يعمل باخلاص (وليس انا فحسب) هو الاستبعاد،ولكن بالمقابل كنا نرى كيف ان كثيرا من التلامذة في برنامجنا التدعيمي والحمد لله يتقدمون من الوسط والضعيفي المستوى الى المستوى الاول،وبكل فخر،وعندي الامثلة وبالاسم وبالعلامات.ولكن المؤسف جدا والمحزن كثيرا ليس الترفيع الآلي كما يدعي البعض، بل المؤسف ان طلابا في العديد من تلك المدارس وفي كل المناطق، يصلون الى الصف الثالث والرابع ابتدائي ولا يميزون الكلمات بل لا يعرفوا قراءة الاحرف.وهذا ليس ذنبهم بل ذنب المعلم اولا والموجه ثانيا والمدير ثالثا،و(اللي بدوا يزعل يزعل).ولا اخاف ان اضرب مثلا في احدى مدارس الاونروا صارحني تلميذ، ببراءة الاطفال ، حيث طلب الاذن لان يكلمني ،وفوجئت حين ناداني ودق على زجاج غرفة المعلمين حيث كنت جالس واشار باصبعه طالبا الاذن انه يريد مكالمتي،وحين خرجت لالقاه بالملعب وطأطأت اذاني اليه، فاجأني بالقول وبكل جرأة احببتها منه فعلا: (يا استاذ ؛ انا المشكلة ما بعرف الحروف العربية ولا الانكليزية....!!!).
الجريمة الاكبر ايلاما من ذلك حين كنت في احد شوارع مخيم من مخيمات اللجوء ، وصودف ان ثلاثة شبان بعمر الورد يمشون امامي ، ولاحظت صدفة انهم يقرأون ورقة لم اكن اعلم ما فيها، وحينما حاولت ان اتجاوزهم ناداني احدهم : يا عم ! ممكن تقرأ لنا هذا الاعلان؟!...يا حرام....اعلان وبخط كبير لا يعرفون قراءته...!!) .
والمصيبة الكبرى حين استفسرت منهم عن مستواهم التعليمي اذ انهم فاجأوني ، وهم يجيبوني بكل خجل ، انهم انهوا العام الماضي الصف السادس، كما اعلنوا لي بوقتها....وللعلم الاعلان كان لمعهد مهني...ربما يريدون ان يكملوا تعليم مهني...وهذا مؤشر جيد انهم يبحثون عن حل لهم ، ولو منفردين ، او ربما بتشجيع ما مباشر من الاهل ، او غير مباشر من معلم او معلمة بالقول كما يحصل( روح فتشلك عشي شغلة تنفعك بدل ما تظلك ترسب بالمدرسة ....)، وهذا يحصل كثيرا والشكاوى كثيرة بهذا الخصوص.
ان ما يحزننا فعلا ان تصبح بعض مدارسنا نزهة لبعض المعلمين ،حيث كان البعض منهم يسخر منا حين يرون معنا دفتر تحضير ، او بعض كراتين ملونة كوسيلة ايضاح.كنا نستعملها مع التلامذة الاطفال ،والمحزن الاكثر حزنا ان كثيرا من مسؤولي الامانة على تربية وتعليم الجيل الناشيء كانوا يعلمون ( غلط) ، ولا تتفاجأوا حين اقول ان نصا باللغة الانكليزية يعطيه معلما او تعطيه معلمة ، ويوجد به ثلاث الى خمس كلمات خطأ،والنص لا يتجاوز العشرة اسطر.
أكثر من ذلك كيف يكون لمعلم او معلمة لغة عربية او اجنبية ان يكون طالبا من الطلاب بصف ثالث او رابع تتجاوز علاماته بالفصل الاول ما معدله ال93بالمئة....لانه قريب لحضرة المعلم او المعلمة،او ربما كان التلميذ حفيدا من احفاد سيبويه،او شكسبير !!!.اما من يستحق العلامات ويكون من المنافسين الاول فلا يتم الاهتمام به لانه لا قريب لمعلم ولا من ابناء او بنات انسباء معلمة ، حتى لو كان من احفاد الصحابة رضي الله عنهم اجمعين .
لا نتجنى على احد،ولكن من يمنع الطاقم التربوي من ان يعمل بامانة واخلاص،بل من يمنع دائرة التجهيل والترفيع الالي بالاونروا بان تراقب عمل الموجهين والمعلمين والمديرين ؟؟ وان اردنا ان نكون صريحين وواضحين اكثر نتساءل بوضوح عن من يمنع التربويين ، من مؤسسات واشخاص ، ان تراقب معدلات ومستويات المدارس ام ان لها مصلحة في ان يكون هناك مراكز تخصصية هنا وهناك وهنالك...؟؟!!!!
بالعودة الى الاونروا، نحن نصر ونؤكد على دورها الخدماتي في مخيمات اللجوء ولكن بالمقابل نؤكد الا تكون هذه المؤسسة الاممية مزرعة دواجن ولا مرتعا للمحسوبيات والواسطات،بل نصر ان تبقى شاهدا على نكبة شعبنا بوجود المربيين والمربيات والمدراء والمديرات و بقية الطاقم الامين على مسؤوليته الوظيفية والمخلص لعمله في اي دائرة وقسم كان، ليس فقط بالمدارس ولا بدائرة التجهيل والترفيع الالي بل ببقية الدوائر وخصوصا ان النكبة مستمرة،ولا يخفف من وطأتها عن شعبنا الا كل امين على اجيالنا لحين عودتنا الى ديارنا.اما نتائج الكول فنتركها لمن يريد فعلا ان يكون ابناءنا وبناتنا في مأمن من ناحية المستوى التعليمي ،لا ان تكون معدلات احدى المناطق ، مثلا لا حصرا ، حوالي ال55 بالمئة، وهذا فأل سيء بل ونتيجة غير مرضية ، الكل السداسي الاضلاع اعلاه يتحمل نتائجها. اما بقية المناطق الاونرواتية......فأنظروا اليها وفتشوا عنها بطريقتكم....وطالبوهم باصدارها رسميا...!!!
وكالعادة قليل من المدارس تدعي الادارات انها متفوقة بنتائجها المبهرة والاغلبية تكون ما دون الوسط ،ان لم تكن راسبة بانهيار. وهذا يرجع بي الى لقاء عام حضرته في احدى مدارس صيدا منذ اكثر من عشرة اعوام ، وكنت ممثلا عن الاهل ،حيث كان لدي ولد وبنت في مدرستين من مدارس الاونروا في منطقة صيدا، يوم دعينا للقاء مدير عام الاونروا في لبنان، وحضرت بصفتي الشخصية والتمثيلية.
المحزن والمؤسف ليس ما تفاجأ به المدير العام من كلامي،الذي تحدثت اليه بصراحة وجرأة ووضوح،ومن ثم اعطيته رسالة بمثابة دراسة شاملة عن واقع التعليم في مدارس الاونروا وامكانية عمل خطوات صادقة و واضحة من اجل النهوض بالمستوى التعليمي لمدارس الاونروا،ولكن المحزن والمؤسف ما تحدث به مندوبوا اللجان الهمروجة،والذين لم يتحدثوا به عن شيء نافع بل عن امور شخصية بسيطة جدا جدا يمكن حلها من خلال مكتب المنطقة وبدون اي منية ولا تدخل ولا واسطة ولا محسوبية لانها ( مش حرزانة). ان دل ذلك على شيء فانه يدل على المستوى المنخفض لثقافة تمثيل تلك الهماريج في جلسة هامة مع مدير اقليمي للاونروا جاء ليستمع لمشاكل وهموم شعبنا ويأخذ الملاحظات عله يستند اليها لعمل شيء ايجابي كما وعد.
لا اخفي سرا ان مشروع " الريميديال " ، وبكل تواضع ، استند بكثير من عناون تنفيذه على بعض ما تقدمت به خطيا الى السيد المدير العام في تلك الجلسة،وبكل ثقة عمل به او بكثير من اجزائه استنادا على توصياتي ومقترحاتي او بعضا منها .
ولكن لا زالت مستويات التلامذة في مدارس الاونروا تتأرجح بين ما دون الوسط والحسن،و ذلك لاسباب عديدة يتحملها سداسي الاضلاع الاونروا،المدراء،الاساتذة،الاهل،المؤسسات المحلية،والطلاب ايضا.وهذا ما كنت قلته لسعادة المدير في جلسة المصارحة تلك .
وما يؤسف اشد الاسف ان مكافأة من يعمل باخلاص (وليس انا فحسب) هو الاستبعاد،ولكن بالمقابل كنا نرى كيف ان كثيرا من التلامذة في برنامجنا التدعيمي والحمد لله يتقدمون من الوسط والضعيفي المستوى الى المستوى الاول،وبكل فخر،وعندي الامثلة وبالاسم وبالعلامات.ولكن المؤسف جدا والمحزن كثيرا ليس الترفيع الآلي كما يدعي البعض، بل المؤسف ان طلابا في العديد من تلك المدارس وفي كل المناطق، يصلون الى الصف الثالث والرابع ابتدائي ولا يميزون الكلمات بل لا يعرفوا قراءة الاحرف.وهذا ليس ذنبهم بل ذنب المعلم اولا والموجه ثانيا والمدير ثالثا،و(اللي بدوا يزعل يزعل).ولا اخاف ان اضرب مثلا في احدى مدارس الاونروا صارحني تلميذ، ببراءة الاطفال ، حيث طلب الاذن لان يكلمني ،وفوجئت حين ناداني ودق على زجاج غرفة المعلمين حيث كنت جالس واشار باصبعه طالبا الاذن انه يريد مكالمتي،وحين خرجت لالقاه بالملعب وطأطأت اذاني اليه، فاجأني بالقول وبكل جرأة احببتها منه فعلا: (يا استاذ ؛ انا المشكلة ما بعرف الحروف العربية ولا الانكليزية....!!!).
الجريمة الاكبر ايلاما من ذلك حين كنت في احد شوارع مخيم من مخيمات اللجوء ، وصودف ان ثلاثة شبان بعمر الورد يمشون امامي ، ولاحظت صدفة انهم يقرأون ورقة لم اكن اعلم ما فيها، وحينما حاولت ان اتجاوزهم ناداني احدهم : يا عم ! ممكن تقرأ لنا هذا الاعلان؟!...يا حرام....اعلان وبخط كبير لا يعرفون قراءته...!!) .
والمصيبة الكبرى حين استفسرت منهم عن مستواهم التعليمي اذ انهم فاجأوني ، وهم يجيبوني بكل خجل ، انهم انهوا العام الماضي الصف السادس، كما اعلنوا لي بوقتها....وللعلم الاعلان كان لمعهد مهني...ربما يريدون ان يكملوا تعليم مهني...وهذا مؤشر جيد انهم يبحثون عن حل لهم ، ولو منفردين ، او ربما بتشجيع ما مباشر من الاهل ، او غير مباشر من معلم او معلمة بالقول كما يحصل( روح فتشلك عشي شغلة تنفعك بدل ما تظلك ترسب بالمدرسة ....)، وهذا يحصل كثيرا والشكاوى كثيرة بهذا الخصوص.
ان ما يحزننا فعلا ان تصبح بعض مدارسنا نزهة لبعض المعلمين ،حيث كان البعض منهم يسخر منا حين يرون معنا دفتر تحضير ، او بعض كراتين ملونة كوسيلة ايضاح.كنا نستعملها مع التلامذة الاطفال ،والمحزن الاكثر حزنا ان كثيرا من مسؤولي الامانة على تربية وتعليم الجيل الناشيء كانوا يعلمون ( غلط) ، ولا تتفاجأوا حين اقول ان نصا باللغة الانكليزية يعطيه معلما او تعطيه معلمة ، ويوجد به ثلاث الى خمس كلمات خطأ،والنص لا يتجاوز العشرة اسطر.
أكثر من ذلك كيف يكون لمعلم او معلمة لغة عربية او اجنبية ان يكون طالبا من الطلاب بصف ثالث او رابع تتجاوز علاماته بالفصل الاول ما معدله ال93بالمئة....لانه قريب لحضرة المعلم او المعلمة،او ربما كان التلميذ حفيدا من احفاد سيبويه،او شكسبير !!!.اما من يستحق العلامات ويكون من المنافسين الاول فلا يتم الاهتمام به لانه لا قريب لمعلم ولا من ابناء او بنات انسباء معلمة ، حتى لو كان من احفاد الصحابة رضي الله عنهم اجمعين .
لا نتجنى على احد،ولكن من يمنع الطاقم التربوي من ان يعمل بامانة واخلاص،بل من يمنع دائرة التجهيل والترفيع الالي بالاونروا بان تراقب عمل الموجهين والمعلمين والمديرين ؟؟ وان اردنا ان نكون صريحين وواضحين اكثر نتساءل بوضوح عن من يمنع التربويين ، من مؤسسات واشخاص ، ان تراقب معدلات ومستويات المدارس ام ان لها مصلحة في ان يكون هناك مراكز تخصصية هنا وهناك وهنالك...؟؟!!!!
بالعودة الى الاونروا، نحن نصر ونؤكد على دورها الخدماتي في مخيمات اللجوء ولكن بالمقابل نؤكد الا تكون هذه المؤسسة الاممية مزرعة دواجن ولا مرتعا للمحسوبيات والواسطات،بل نصر ان تبقى شاهدا على نكبة شعبنا بوجود المربيين والمربيات والمدراء والمديرات و بقية الطاقم الامين على مسؤوليته الوظيفية والمخلص لعمله في اي دائرة وقسم كان، ليس فقط بالمدارس ولا بدائرة التجهيل والترفيع الالي بل ببقية الدوائر وخصوصا ان النكبة مستمرة،ولا يخفف من وطأتها عن شعبنا الا كل امين على اجيالنا لحين عودتنا الى ديارنا.اما نتائج الكول فنتركها لمن يريد فعلا ان يكون ابناءنا وبناتنا في مأمن من ناحية المستوى التعليمي ،لا ان تكون معدلات احدى المناطق ، مثلا لا حصرا ، حوالي ال55 بالمئة، وهذا فأل سيء بل ونتيجة غير مرضية ، الكل السداسي الاضلاع اعلاه يتحمل نتائجها. اما بقية المناطق الاونرواتية......فأنظروا اليها وفتشوا عنها بطريقتكم....وطالبوهم باصدارها رسميا...!!!