شمس نيوز/تمام محسن
يقول المثل العربي "الثالثة ثابتة". بعد جولتين انتخابيتين خاضتهما "إسرائيل" في أقل من عام تأمل الكتلتين السياستين بتحقيق "فوزًا مريحًا" ينهي حالة الجمود السياسي في البلاد، منذ انتخابات أبريل/نيسان الماضي في ظل العجز الملازم لجهود تشكيل الحكومة.
وحتى صبيحة اليوم، أظهرت النتائج الأولية بعد فرز حوالي 72% من الأصوات، حصول كتلة اليمين التي يقودها بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، على 58 مقعدًا، فيما تحصل كتلة وسط-يسار والقائمة المشتركة على 56مقعدًا.
والنتائج كما يلي: حزب الليكود 35 مقعدًا، تحالف "أزرق أبيض" 32 مقعدا، والقائمة المشتركة 17 مقعدًا، و"شاس" 9 مقاعد، و"يهدوت هتوراه"، 8 مقاعد، و"يسرائيل بيتنا" 6 مقاعد، وتحالف "العمل - غيشير- ميرتس" 7 مقاعد، وتحالف أحزاب اليمن المتطرف "يمينا" 6 مقاعد، بينما حزب "عوتسما يهوديت" لا يتجاوز نسبة الحسم.
ما يعني أن أي من الكتلتين –حتى اللحظة-لا يمكنها تشكيل حكومة ائتلافية من 61 نائبًا، دون دعم حزب "إسرائيل بيتنا" بمقاعده الستة، والذي يتمسك بلقب "بيضة القبان" في الجولة هذه أيضًا.
كذلك لا يزال شبح الانتخابات الرابعة يلوح في الأفق، في ظل النتائج الآنفة الذكر، وتمسك ليبرمان بشروطه للانضمام لحكومة نتنياهو.
وقال ليبرمان في تغريدة عبر تويتر اليوم الثلاثاء، إن حزبه لن ينضم لحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو، طالما أن أحزاب الحريديم المتطرفة "شاس - يهدوت هتوراة" مشاركة في تلك الحكومة. لكنه أكد أن حزبه لن يسمح أيضًا بأن تكون هناك انتخابات رابعة.
بيضة القبان**
انسحاب ليبرمان في أواخر عام 2018 من حكومة ائتلافية، دفع البلاد إلى انتخابات مبكرة في نيسان، منحت حزبه خمسة مقاعد، قبل أن تجري انتخابات أخرى في أيلول/ سبتمبر الماضي أوصلت حزبه إلى 8 مقاعد.
تمكن ليبرمان في الجولتين من جعل حزبه مثل "بيضة القبان" أو "صانع الحكومات" رافضًا الانضمام لكتلة اليمين، وكتلة الوسط واليسار ما تسبب بإفشال تشكيل حكومة والتوجه للانتخابات الأخيرة.
وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، إن "ليبرمان لا يزال يملك مفاتح تشكيل الحكومة المقبلة"، مشككًا في قدرة نتنياهو على تشكيل الحكومة في ظل النتائج الأولية المعلنة.
سيناريوهات تشكيل الحكومة **
يرى جعارة في اتصال لـ"شمس نيوز"، أن هذه الجولة من الانتخابات لم تسفر عن خاسر، قائلًا "الليكود خرج منتصرًا من هذه الجولة لكن لا يوجد "منهزم"، إذ أن اليسار-وسط يشكل 56، ومع ليبرمان يشكلان جدار أمام نتنياهو لمنعه من تشكيل الحكومة".
ويطرح جعارة عدة احتمالات لتشكيل الحكومة ما دامت أي من الكتل لم تحصد 61 مقعدًا، وهي:
أولا: أن يشكل نتنياهو الحكومة بعد اقناع عناصر من تحالف "أزرق أبيض" بالانضمام إلى الليكود، ويحتاج حتى اللحظة إلى ثلاث نواب.
وكانت مصادر مقربة من الليكود رجحت أن ينجح نتنياهو بإقناع أورلي أفيكسيس من حزب الجسر، أو يوعز هاندال من أزرق -أبيض، بالانضمام لحكومته المقبلة، مشيرةً إلى أنه ربما يكون هناك شخصيات أخرى.
ثانيًا: أن يشكل "أزرق أبيض" الحكومة إذا جرى التوافق بين زعيم التحالف الجنرال بيني غانتس وليبرمان، بالإضافة إلى دعم القائمة المشتركة بمقاعدها الـ17 للحكومة من الخارج.
جدير بالذكر أن، ليبرمان أعلن في أكتوبر الماضي أنه يرفض المشاركة في أي حكومة إسرائيلية مقبلة، تعتمد على دعم الأحزاب العربية، واصفًا القائمة المشتركة بـ"الطابور الخامس".
فيما أكدت القائمة المشتركة، الأحد الماضي، أنها لن تدعم أو تشارك في أي حكومة يكون ليبرمان، جزءاً منها.
ثالثًا: في حال لم يتمكن أي الحزبين من تشكيل الحكومة، ينتقل التكليف إلى الكنيست، أو الدعوة إلى انتخابات رابعة.
نتنياهو ..السجن؟
يعول نتنياهو الذي يواجه تهمًا بالفساد على نجاح كتلته هذه المرة في تشكيل الحكومة وترأسها، ويعول عليها للنأي بنفسه عن السجن الذي بات قاب قوسين أو أدنى، وفق مراقبين.
ففي نوفمبر الماضي، قرر المدعي العام أفيخاي مندلبليت، رسميا، توجيه اتهامات لنتنياهو تشمل الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وذلك في القضايا المعروفة باسم 1000 و2000 و4000.
وإذا كان نتنياهو يحتل منصب رئيس الوزراء فإن ذلك سيحرره من أي التزام قانوني لتقديم استقالته إذا ما وجهت إليه اتهامات رسمية في قضايا الفساد.