شمس نيوز / عبدالله عبيد
اتفق خبراء في الشأن الإسرائيلي ومحللون سياسيون على أن إقالة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لوزير المالية يائير لبيد ووزيرة العدل تسيبي ليفني، خلق صراعاً كبيراً داخل الحكومة، موضحين أن نتنياهو ومن خلال إقالته لهذين الوزيرين حاول أن يوقف التدهور الذي يمكن أن يضيع مستقبله السياسي في الأيام القادمة".
وأكد الخبراء لـ"شمس نيوز" أن التحالفات ستكثر ضد نتيناهو وبرنامجه السياسي داخل الحكومة الإسرائيلية، مشددين على أن الطريق بعد إقالة لبيد وتسيبي ليفي، تؤدي إلى انتخابات مبكرة.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد أقال الثلاثاء الماضي، وزير المالية يائير لابيد ووزيرة العدل تسيبي ليفني لانتقادهما سياسته، وأعلن أنه سيدعو إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو: لن أقبل بمعارضة في حكومتي بعد الآن" موضحا أنه قرر إقالة الوزيرين، ومضيفا: لن أقبل بوزراء يهاجمون سياسة الحكومة ورئيسها من داخلها".
وأعلن نتنياهو أيضا أنه سيدعو إلى حل البرلمان "في أقرب وقت ممكن للذهاب إلى الشعب والحصول على تفويض واضح لقيادة إسرائيل" بحسب تعبيره.
تحالف جديد
وأعلنت الوزيرة الإسرائيلية المقالة، تسيبي ليفني، في مقابلة مع القناة الثانية الإسرائيلية، مساء الجمعة الماضي، عن تحالف سيعقد بين بعض أحزاب اليسار والوسط لمواجهة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في انتخابات الكنيست (البرلمان) القادمة.
وقالت ليفني في سياق حديث للقناة التلفزيونية الثانية: ستكون هناك قائمة مشتركة لبعض أحزاب اليسار والوسط بهدف إسقاط نتنياهو".
وأضافت أن "هدف أي تحالف تسعى إليه هو رفع عدد المقاعد في الكنيست (البالغة 120 مقعداً) لمواجهة نتنياهو".
يوقف التدهور
المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، د. وليد المدلل، يرى أن هناك إشكاليات كانت داخل الحكومة الإسرائيلية، نتج عنها صراعات بين أعضاء هذه الحكومة، مبيّناً أنه من خلال هذا الصراع تم انتقاد بنيامين نتنياهو.
وأشار المدلل في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن الإشكاليات تفجرت في الأيام الأخيرة بعد أن زادت الانتقادات لحكومة نتنياهو، منوهاً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يقبل أي انتقاد "لذلك قام بإقالة ليفني ولبيد من الحكومة، وقرر تبكير الانتخابات"، وفق قوله.
وأردف بالقول: لذلك أراد نتياهو أن يوقف هذا التدهور، الذي يمكن أن يضيع مستقبله السياسي في الأيام القادمة"، موضحاً في الوقت ذاته أنه التحالفات ضد نتنياهو وبرنامجه السياسي تضاعفت داخل الحكومة الإسرائيلية، بعد إقالة لبيد وليفني.
وأضاف: نتنياهو الآن في مأزق كبير، لذلك يحاول أن يستعجل الانتخابات، وهو يتشبث بمواقفه بحيث لا يخسر جمهوره الذي جاء به إلى هذا المنصب".
انتخابات مبكرة
من جهته، أكد المحلل السياسي أ. حسن عبدو، أن الطريق بعد إقالة لبيد وتسيبي ليفي، تؤدي إلى انتخابات مبكرة، متسائلاً : هل يستطيع نتنياهو أن يشكل ائتلافاً جديداً خلال المدة القادمة؟.
ولفت عبدو خلال حديه لـ"شمس نيوز" إلى أن إقالة نتنياهو للبيد وليفني قد تذهب بإسرائيل نحو الانتخابات، وبروز تحالف جديد بين نتنياهو والأحزاب الأكثر يمينية في المجتمع الإسرائيلي.
وأضاف: قد يبرز بينيت زعيم البيت اليهودي، كقوة جديدة أكثر تطرفاً، وبالتالي يشكل حالة بديلة عن نتنياهو"، مستبعداً في الوقت ذاته أن تشكل أحزاب الوسط واليسار حالة متماسكة يمكن أن تقصي اليمين عن السلطة.
وتابع عبدو: من الصعب أن تكون الأحزاب اليسارية حالة بديلة عن الأحزاب اليمينية المتطرفة، والأرجح في هذه السيناريوهات أن تتجه إسرائيل إلى مزيد من اليمينية، وإما أن يكون نتنياهو مرة أخرى في رئاسة السلطة أو لا يكون".
وأشار المحلل السياسي، إلى أن نتنياهو ما زال يشكل حالة مهمة في إسرائيل ولا يوجد في إسرائيل بديل له،، مستدركا: قد يخرج بديل له إذا كان هناك جهد أمريكي وأوروبي خلال ما قبل الانتخابات، يزيد الضغط على تحولات المجتمع الإسرائيلي".
وكان نتنياهو قرر، الخميس الماضي، حل الكنيست والتوجه إلى انتخابات مبكرة، بالتزامن مع تصدع الائتلاف الحكومي بخروج ستة وزراء منه، إثر إعلان حزب "يوجد مستقبل" الإسرائيلي (وسط)، يوم الثلاثاء، استقالة أربعة من وزراء حزبه بالحكومة الإسرائيلية على خلفية إقالة رئيسه وزير المالية الإسرائيلي (ورئيس الحزب) يائير لابيد، بالإضافة إلى إقالة وزيرة العدل تسيبي ليفني.