غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور ألاء وأمينة تُنشآن أكبر مزرعة لـ"لؤلؤة ألمانيا" في غزة

زراعة الفطر بغزة ‫(1)‬.jpg

شمس نيوز/ توفيق المصري

بعد "بسترة" القش في وعاء كبير لمدة 3 أيام، نزلت ألاء المصري (26 عامًا) من منزلها في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إلى زاوية على أطراف البيت خصصتها لمشروعها في زراعة الفطر المحاري، لتبدأ مرحلة الشغف.

تفتح ألاء بيد طرف كيس، ورفيقتها أمينة الخطيب (26 عامًا) تمسك طرفًا آخر، ثم تضع حفنة قشٍ بعد تصفيتها جيدًا من الماء داخله، وتنثر عليها أمينة بذور الفطر.

تربط ألاء الكيس بحبل وتناول طرفه لصديقتها التي تسلّقت كرسيًا لتعليقه في سقف الغرفة، فقد حان وقت الزراعة بعد موسم انتهيْنَ للتو من قطف ثماره.

والفطر المحاري الملقب بـ"اللؤلؤ" فطر شائع صالح للأكل، تم زراعته لأول مرة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى، ثم انتقلت زراعته إلى جميع أنحاء العالم.

زراعة الفطر بغزة ‫(1)‬ ‫‬.jpg
 

ويعد الفطر المحاري من الأغذية الصحية الغنية بالأحماض الأمينية والبروتينات والعناصر الهامة لصحة الانسان، حيث بيًنت الدراسات الطبية أن الفطر المحاري يحتوي على مواد تقي وتوقف نمو الأمراض السرطانية.

تخرجت آلاء وأمينة من قسم اللغة العربية والإعلام خلال عام 2016، ولم تتمكنا من الحصول على فرصة عمل في مجال تخصصها في ظل ارتفاع معدلات البطالة في قطاع غزة؛ ففكرن في خلق فرصة عمل لهن عبر زراعة الفطر.

باتت ألاء ليلتها بعد أن روت الفطر داخل الأكياس المعلقة، حتى يقطف جافًا، وفي الصباح قالت لصديقتها أمينة التي حضرت من بيتها القريب من المزرعة لمساعدتها: "يلا يا شاطرة عنا قطف"، ثم أخذت كل واحدة منهن زاوية، للبحث عن حبات الفطر الكبيرة "المكتملة النمو".

تجربة تصفها ألاء بـ "الفاشلة" كانت أولى محطات انطلاقها في زراعة الفطر، فبعد مضي 3 سنوات على انتظارها فرصة عمل عقب تخرجها من الجامعة، وجدت أن عددًا قليلًا من المزارعين يقومون بزراعة الفطر المحاري بإنتاج لا يتعدى الـ 30 كيلو شهريًا، وشكل ذلك دافعًا لها لإجراء تجربة صغيرة، بزراعة سلة واحدة كانت تعمل على ريها مرة واحدة يوميًا، إلا أنها فشلت.

زراعة الفطر بغزة ‫(1)‬.jpg
 

عدم نجاح تلك التجربة دفعها للقراءة والبحث والتعمق أكثر في كيفية زراعة الفطر، والتوجه لوزارة الزراعة لشرح المعيقات والمشكلات التي واجهتها في زراعة السلة، فأخبرتها الأخيرة بضرورة تجهيز غرفة بشكل كامل.

وزراعة الفطر المحاري بسيطة ولا تحتاج إلى تكاليف كبيرة في الانتاج، ولكن تتطلب عناية ورعاية واسعة بدءًا من اختيار المكان المراد زراعته فيه من حيث نسبة الرطوبة ومدي التهوية، وتتم زراعة الفطر في أحواض بلاستيكية أو شبكية.

وتحتاج زراعة الفطر كما تشير ألاء إلى بيئة مغلقة لا تدخلها الشمس أو الحشرات، ودرجة رطوبتها من 80-90 هيجروميتر، ودرجة حرارة 25 درجة مئوية.

ويستطيع المزارع أن يحصل على عائد مالي سريع ومرتفع بعد شهر من زراعته وقطفه، حيث يعتبر من الأساليب الناجعة في محاربة الفقر والبطالة في عدد كبير من الدول حول العالم .

توّسع الإنتاج دفعها لأن تستعين بصديقتها أمينة التي تسكن على مقربة من منزلها، حتى يكتمل ويصبح مشروعًا لهن يكسرن من خلاله واقع البطالة في قطاع غزة.

تنتهي ألاء وأمينة من قطف محصول الفطر، ثم تبدآن بتنظيفه ووزنه كل وقية (250 غرام) على حدة، وتغليفه ثم وضع ختم رخصة العمل في زراعة الفطر من وزارتي الاقتصاد والزراعة.

ويبلغ ثمن وقية الفطر المحاري 8 شواقل، فيما تنتج مزرعتها التي تعتبرها "أكبر مزرعة في غزة" 150 كيلو شهريًا.

يسكن في قلبها الشغف وهي توضح، أنه بعد نثر بذور الفطر – في زرعها الجديد-يدخل فترة حضانة لمدة أسبوعين داخل أكياس مغلقة أو سلال مغلقة، وبعد مضي الأسبوعين تعمل على إحداث ثغرات في الأكياس، حتى ينمو الفطر خلال 4 أيام.

تترك ألاء أمينة لتكمل مهمة التغليف، وتذهب إلى ري الفطر المزروع حديثًا، و تحمل بيد جهاز الري وبيد قاذف الرذاذ الذي تقول إنها بحاجة إلى دعم المؤسسات لتوفير جهاز ضباب أتوماتيكي، يجنبها عناء النزول من الطابق الثالث لريها كل ساعة –حيث تسكن- ، وإلى جهاز تسخين يزيح عنها المجهود الكبير الذي تبذله مع أمينة في بسترة القش التي تتم على مدى 3 أيام في أحيان كثيرة كانت تجري تلك العملية في أواني كبيرة على "الحطب"، كما تقول.