قائمة الموقع

بالصور الزوجان محمد ونجلاء يحرسان كنزًا أثريًا داخل متحفهما شرق القرارة

2020-03-16T10:57:00+02:00
resized_065A4854.jpg

شمس نيوز/ تمام محسن

مع صبيحة كل يوم، يتوجه محمد أبو لحية وزوجته نجلاء إلى معملهم الصغير، يرتديان معطف المختبر الأبيض ويعتكفان على إنعاش قطعة أثرية عثرا عليها، مؤخرًا، ويقدر عمرها بآلاف السنوات.

محمد (31 عامًا) ونجلاء (29 عامًا)، فنانان تشكيليان، وجدا شغفهما في جمع القطع الأثرية وترميمها، قادهما هذا الشغف إلى تأسيس متحفهما الخاص في بلدتهم القرارة، شمال شرق محافظة خانيونس، جنوب قطاع غزة.

يحرس محمد وزوجته في المتحف الذي أطلقا عليه "متحف القرارة الثقافي" نحو 35000 قطعة أثرية جمعاها على مدى سنوات عدة بمساعدة المزارعين وسكان البلدة، ويرجع تاريخ هذه الآثار والبقايا لحقب زمنية مختلفة وحضارات عدة مرت على المنطقة، مثل الحضارة الكنعانية، الرومانية، البيزنطية وكذلك العثمانية.

ويقول محمد لـ"شمس نيوز": نتلقى دائما اتصالات من السكان إنه تم العثور على قطعة أثرية خلال حراثة الأرض أو أن أحد ما يحتفظ بقطعة تراثية ورثها عن أجداده ويريد بالتخلي عنها لصالح المتحف".


 

ويضيف، "جمعنا على مدار ست سنوات أكثر من 35 ألف قطعة أثرية مختلفة".

فيما تقول نجلاء، إن تأسيس المتحف جاء لإيمانهما بضرورة حماية الأثار كونها تمثل ماضي الشعب الفلسطيني وجذوره العريقة في الأرض، وهوية السكان، لكنها تواجه خطر الاندثار والتهميش نتيجة عدم الوعي بأهميتها.

"بدنا الناس تتعرف على هوية هذه البلاد وتاريخها الغني"، تقول نجلاء. لذلك شرعا أبواب متحفهما للسكان مجانًا حيث يستقبلان بشكل مستمر رحلات مدرسية ويقيمان أمسيات ثقافية وأدبية في المكان.

وأسّس الزوجان، اللذان يديران المتحف بمساعدة متطوعين، معمل ترميم ملحقا بالمتحف من أجل ترميم القطع الأثرية وحمايتها.

وتقول نجلاء: "توجهنا لفكرة إنشاء مختبر ترميم مقتنيات أثرية، كأول مختبر في قطاع غزة، بسبب كمية المقتنيات الأثرية اللي بتوصلنا مُهلكة أو مُكسرة أو جزء منها مفقود نتيجة قلة الوعي الثقافي لفئات المجتمع المحلي من مزارعين، من مهندسين، من عمال، بشكل عام، لأهمية وقيمة هذه القطعة".

للقيام بمهمة الترميم التي يصفانها بـ"المعقدة"، تلقى الزوجان تدريبًا على أيدي خبراء في مجال ترميم الآثار، وتقول نجلاء إن موهبتهما كفنانين تشكيليين يسر المهمة عليهما.


 

وتتابع بالقول، بينما تشير إلى قطع رومانية صغيرة على الطاولة يقدر عمرها بنحو 1600 عام، إن " تصليح القطع الأثرية مهمة ليست بسيطة وكل خطوة يجب أن تدرس بدقة وحذر حتى نتمكن من استعادة القطعة كما كانت تقريبا، وخشية ألا نفقدها".

يستخدم محمد ونجلاء أداوت بسيطة في مختبرهما، مثل القطن، الجبس، فراشي الرسم، مواد لاصقة، والطلاء، وقد يستغرقهما إنقاذ قطعة ما ستة أشهر، كما يقول محمد، لكن السعادة التي تغمرهما بعد النجاح تستحق هذا العناء.

لكن محمد يقول، فيما يستعرض مقتنيات المتحف، إن ترميم الآثار في قطاع غزة يواجه صعوبات كبيرة نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي والوضع الاقتصادي المتهاوي، فهي تحصل على حصة قليل من الدعم المالي مقابل القطاعات الأخرى.

على رغم من عدم تلقيهما أي معاونات حكومية مالية، يصمم الزوجان على المضي قدمًا في مشروعهما بالحفاظ على تاريخ المنطقة، ويتطلعان إلى أن يُصبح لديهما مختبرًا متطورًا، وشراء معدات وأجهزة لترميم الآثار أكثر احترافية لتيسير مهمتهما.

ويؤكدان أن بلدتهما لا زالت تحتفظ بالكثير من الكنوز الأثرية المدفونة، لم يكشفها عنها بعد، وتحتاج إلى التنقيب.

اخبار ذات صلة