شمس نيوز / عبدالله عبيد
بدأت المشاكل داخل الصف الفتحاوي والحكومة الفلسطينية بالطفو على السطح تدريجياً، وأصبح الكل الفلسطيني يلامسها ويعيش نتائجها.
فمنذ شهر تقريباً أشعلت قضية "بسام زكارنة" خلافاً حاداً بين الحكومة من جهة، وبين الرئاسة الرئاسة الفلسطينية من جهة ثانية، وانتهت القضية إعلاميا بالإفراج عن زكارنة على ذمة رئيس حكومة التوافق الفلسطيني د. رامي الحمدالله.
وبعد يومين أصدر رئيس السلطة محمود عباس قراراً بإحالة إبراهيم خريشة على ديوان الموظفين العام، وإقالته من منصبه كمدير عام للمجلس التشريعي، فيما اعترض عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، على القرار، مؤكداً خلال مؤتمر صحفي عدم قانونيته.
هذه المشكلات وغيرها قد تبدو اعتيادية بالنسبة للشارع الفلسطيني، ولكن الملاسنة التي حدثت بين رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور رامي الحمدلله وبين عزام الأحمد، وتكذيب بعضهما البعض على الهواء مباشرة عبر شاشتي تلفزيون فلسطين، وفضائية الفلسطينية، في برنامج “عالمكشوف” الذي يقدمه الإعلامي ماهر شلبي، أثار استغراب المتابعين، وعنون عدد من المتابعين والمغردّين على مواقع التواصل الاجتماعي صفحاتهم بعلامة تعجب تسبقها علامة استفهام .. ماذا يحدث؟
الجدال اشتعل بينهما حول تعيين وزيرة التربية والتعليم د. خولة الشخشير في هذا المنصب إبان تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية، فالأحمد يؤكد أن من اقترح اسمها هو الحمدالله، والآخر يكذب وينفي تأكيد الأحمد، بأنه هو من اقترح اسم الشخشير ضمن التشكيلة.
مؤشرات قوية
الكاتب والمحلل السياسي د. عصام شاور، يرى أن المؤشرات قوية على وجود خلافات داخل الصف الفتحاوي وفي مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، والتي بدأت تطفو على السطح تدريجياً، تنبئ بوجود خلافات عميقة جداً قد تتطور في الفترة القادمة.
وأكد شاور في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن هذه الخلافات ستؤثر على أداء حكومة الوفاق الوطني والأداء السياسي بشكل عام.
ولم يستبعد أيضا أن تؤثر الخلافات الداخلية لـ"فتح" والرئاسة، على المصالحة الداخلية الفلسطينية، بين حركتي "حماس وفتح"، معللاً ذلك بأن الأخيرة ستكون مشغولة في أمورها الداخلية، وحل مشكلاتها وصراعاتها.
وأضاف شاور: أي خلل في الصف الداخلي سواء داخل فصيل معين أو بين الفصائل، ينعكس سلباً على وحدة الصف الفلسطيني، ويؤثر على إنجاز المصالحة والتي هي ضرورة أساسية للتفرد في مواجهة العدو الإسرائيلي على مواجهة جميع الجبهات".
وأشار المحلل السياسي إلى أن هذه المشكلات "تلهينا وتبعدنا عن القضايا الأساسية"، منوهاً إلى أن هذه المشاكل تحدث من أجل المصالح الخاصة، بحسب تعبيره.
الإشكاليات طبيعية
في السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي تيسير محيسن، أن هذه الإشكاليات طبيعية، في ظل وجود نظام سياسي تحكمه "قيادات متنفذة سلطوية ليس لها علاقة بالمهنية في إدارة الشأن العام" بحسب وصفه.
وقال محيسن لـ"شمس نيوز": نحن نعلم أن ملابسات تشكيل الحكومة شابها كثير من الانتقادات والخلافات، ولكن في النهاية كان قرار الرئيس عباس هو النافذ في هذه الحكومة، وهناك نوع من المناكفة في المسؤولية عن تعيين واقتراح اسم معين لموقع ما في بعض الوزارات".
وأضاف: هذا الأمر في ظل هذه التشكيلة تحدث بعيداً عن الشفافية والنزاهة المعهودة وبعيداً عن الوضوح والمصارحة للشارع الفلسطيني الذي يجب أن يعلم حقيقة الأمور"، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس غير معني بتصعيد هذه الخلافات.
وأعرب محيسن عن اعتقاده أنه سيكون هناك كبش فداء في هذه المرحلة لهذه المناكفة والخلاف، مضيفا: ونحن كمراقبين ننتظر في الأيام القادمة مثل هذا النوع من التضحيات بأحد الأطراف المختلفة، وممكن أن يكون الضحية هو الطرف الأضعف".