غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر إسرائيل تقتل الوزير "أبو عين"... عداوة تاريخية

شمس نيوز/غزة

أعلنت مصادر طبية فلسطينية، بعد ظهر اليوم الأربعاء، عن استشهاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية، زياد أبو عين، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية.

وقالت المصادر إن أبو عين تعرض لاعتداء من قبل قوات الاحتلال، وأصيب بالاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز المثيرة للدموع تجاه مسيرة مناهضة لبناء الجدار العنصري في بلدة "ترمسعيا"  برام الله، وتوفي متأثرا بإصابته.

وأكدت أن قوات الاحتلال اعتدت أيضا بالضرب المبرح على أبو عين.

ويعتبر أبو عين أحد قيادات الثورة الفلسطينية التاريخيين ويشغل منصب عضو المجلس الثوري لحركة فتح وكان يشغل منصب وكيل وزارة الأسرى منذ العام 2003 ، وقبلها شغل منصب مدير عام هيئة الرقابة العامة التي أنيط بها محاربة الفساد وتقييم أداء السلطة الوطنية الفلسطينية ، كذلك انتخب رئيسا لرابطة المقاتلين في المحافظات الشمالية وعضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح ، ورئيس اتحاد الصناعيين الفلسطينيين ومسؤول ملف الرقابة الحركية بحركة فتح والآن ملف الرقابة الحركية بالمجلس الثوري .

أبو عين كان اعتقل في العام 1977 أثناء ترؤسه اتحاد شباب فلسطين داخل فلسطين ، وفي العام 79 أعيد اعتقاله في الولايات المتحدة الأمريكية بعد مطاردة ساخنة من قبل الموساد والمخابرات الأمريكية بتهمة القيام بعمليات مسلحة أدت إلى قتل وجرح العشرات من الإسرائيليين ، حيث تم اعتقاله في سجن شيكاغو لمدة ثلاثة أعوام وذلك حتى يتم تسليمه لسلطات ألاحتلال الإسرائيلي ، حيث تحولت قضيته الى قضية عالمية حركت الضمير العالمي وأشعلت المظاهرات في شتى عواصم العالم ، مما أدى إلى عقد عدة اجتماعات من هيئة الأمم المتحدة ولجان حقوق الإنسان والجامعة العربية ، حيث صدرت عدة قرارات دعت الولايات المتحدة الأمريكية الى عدم تسليمه للاحتلال ، حيث استدعي السفير  الأمريكي  في عدد من دول العالم وذلك للضغط على بلادهم من اجل عدم تسليمه ، وخلال ذلك خاض ابو عين مجموعه من الإضرابات عن الطعام ، حيث رفضت السلطات الأمريكية السماح لطبيب من الصليب الأحمر الأمريكي زيارته ، فصمم أبو عين على مواصلة الإضراب المفتوح على الطعام مطالبا بحضور طبيب من الهلال الأحمر الفلسطيني من بيروت ، وهذا ما كان تحت ضغوط الإضراب عن الطعام والخوف على حياته بعدما تحولت قضيته إلى قضية رأي عام دولي ، حيث أحُضر طبيب بناء على طلب أمريكا من مستشفى عكا ببيروت أرسله الراحل الشهيد أبو عمار خصيصا لمعاينة أبو عين .

إلا أن الولايات المتحدة عمدت إلى تسليم أبو عين لإسرائيل حيث اقتيد وسط حراسات مشددة للتحقيق ، حيث اعتبر أبو عين أول فلسطيني في التاريخ يسلم لإسرائيل ، تلك التي حكمته بالسجن المؤبد وذلك من دون أي اعترافات وذلك تبعا لما كان يسمى قانون تامير ، حيث تطوع عدد كبير من المحاميين الدوليين والعرب والفلسطينيين للدفاع عنه ، ورأس الفريق رمزي كلارك وزير العدل الأمريكي السابق .

وفي عملية تبادل الأسرى في العام 83، كان أبو عين على رأس أسماء المحررين، ولكن وخلال عملية التحرير تم اختطافه من مطار اللد حيث كان يشرع بترحيله إلى القاهرة ومن ثم للجزائر مع عشرات الأسرى ، حيث أختطف على يد المخابرات الإسرائيلية أثناء عملية التبادل ، مما أوجد أزمة كبيرة بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي والصليب الأحمر الدولي ، بحيث  حضر رئيس الصليب الأحمر الدولي للقاء اسحق شامير آنذاك للمطالبة بالإفراج الفوري عن ابو عين والتوجه معه الى جنيف ، فكان رد شامير " ليس هناك اتفاق بيننا وبين المخربين ونحن قمنا بتبديل زياد بسجين آخر " مما حدا بالصليب الأحمر للتوجه إلى جنيف واستصدار قرار من مجلس حقوق الإنسان بإجماع دولي شامل ما عدا أمريكا وإسرائيل لإلزام  قوات الاحتلال الإفراج الفوري عن أبو عين ، حيث تعطلت صفقة تبادل الأسرى – احمد جبريل – لمدة عام ونصف بسبب تصميم جبريل على الإفراج عن أبو عين .

وفي العام 85 ، كان أبو عين من ضمن ال 36 اسما المرفوض تحريرهم ، إلا أن في صفقة عقدت مع المبعوث النمساوي نصت على أن يتم اختيار 18 أسيرا منهم من قبل القيادة العامة ، حيث كان زياد أبو عين من أولهم ، حينها صمم أبو عين على الخروج من الأسر إلى داخل الأرض المحتلة رغم تحذيرات القيادة له للخروج للخارج نتيجة  التهديدات المستمرة على حياته ، إلا انه صمم على البقاء في الداخل .

وخلال شهرين من إعادة الإفراج عنه ، أعيد اعتقاله إداريا ضمن سياسة القبضة الحديدية بأمر شخصي من اسحق رابين  ، وأعيد اعتقاله كذلك عدة مرات خلال الانتفاضات المتلاحقة .

للوزير أبو عين أربعة أبناء ، ثلاث ذكور وبنت وهو من مواليد 1959 .