بقلم / خالد صادق
دائماً ما تنظر «اسرائيل» الى السلطة الفلسطينية نظرة دونية تنم عن عنصرية بغيضة, وترى انها سخرت السلطة فقط لخدمة كمصالحها الامنية واهدافها السياسية وقد وصف مسؤول في وزارة الصحة الإسرائيلية، السلطة الفلسطينية بأنها «ثقب أسود» فيما يتعلق بعدد المصابين بالفيروس، لأنه لا توجد طريقة لمعرفة عدد المرضى في أراضيها، مضيفًا أن العدد الذي سجلته السلطة حاليًا 171 إصابة «لا يعكس الواقع» نظرًا لقلة عدد الاختبارات التي أجريت في هذه المناطق. واضاف مسؤول في وزارة الصحة الإسرائيلية: «لن يكون مفر من ضم الضفة الغربية الى اسرائيل طبيا», الغريب ان هذه التصريحات الصهيونية المهينة لا تستفز السلطة, ولا تدفعها للتحرك لمواجهة سياسة «اسرائيل» العنترية بحقها, وكأن «اسرائيل» تتحدث عن كيان آخر غيرها, وكأن الامر لا يعنيها من قريب او بعيد, وهي ارتضت ان تنظر اليها «اسرائيل» على انها مجرد «ثقب اسود», يمثل خطرا على سلامة «اسرائيل» واستقرارها الطبي, وعلى «اسرائيل» ان تضم الاراضي الفلسطينية في الضفة المحتلة طبيا, وتقوم هي بمنع تفشي المرض لأنها لا تثق في امكانيات السلطة الطبية.
«اسرائيل» التي تصدر فايروس كورونا الى الضفة الغربية المحتلة والقدس, وتقوم بإرجاع العمال الفلسطينيين العاملين داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48م حاملي الفيروس الى الضفة, والقائهم على قارعة الطريق في مشهد يدل على عنصرية وعدم اخلاقية الاحتلال, تخشى من عدم قدرة السلطة على وقف انتشار المرض, رغم ان الحالات المصابة بفايروس كورونا في الأراضي الفلسطينية لم يتجاوز 171 اصابة, بينما وصل العدد في «اسرائيل» الى نحو 7030 حالة مصابة بوباء الكورونا, بالإضافة الى 38 حالة وفاة بين الاسرائيليين, وهناك تقديرات بأن يتفشى المرض لدى «اسرائيل» بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة, فمن الممكن ان ينتشر هذا الوباء, ومن المنوط به ان يتخذ اجراءت السلامة من تفشي الوباء السلطة التي لديها 171 حالة مصابة بالفايروس, ام اسرائيل التي لديها 7030 حالة مصابة بالوباء القاتل, لكنها النظرة الاسرائيلية الاستعلائية والعنصرية التي ترى تصدير الازمات للفلسطينيين الطريقة الانجع للتخلص من الضغوط الداخلية عليها, خاصة بعد تفشي الوباء في شخصيات حكومية لديها بينهم وزير الصحة الصهيوني.
عادة «اسرائيل» دائما ان تبحث عن «ثقب اسود» يتحمل انتكاساتها على كل الاصعدة السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية وأخيراً وليس اخرا الطبية, والثقب الاسود الذي تتحدث عنه اسرائيل يتيح لها ان تمارس خطواتها واطماعها بأريحية, وهي ترسم لمسلسل قادم بفرض حجر صحي على السلطة الفلسطينية باتهامها بانها لم تقم بدورها في تفشي وباء كورونا, وهذا يعطيها الحق بالحجر على السلطة والقيام بمهمة مواجهة المرض حسب رؤيتها, فبدلا من ان تقوم «اسرائيل» برفع يدها عن اموال المقاصة التي تحتجزها, وامداد السلطة بما يلزم لمواجهة الوباء, ورفع الحصار عن قطاع غزة, وادخال المساعدات الطبية اللازمة للقطاع تتحدث عن ضم الضفة الغربية طبيا, «فإسرائيل» تتعامل مع السلطة بحوار الذئب والخاروف « (فقد اراد الذئب أن يأكل الخروف فظل يخبره عن حجج تجعل الحياة سيئة ولا تستحق العيش, وكان آخر هذه الحجج أن فروه ملئ بالأتربة والعجج فرد عليه الخروف: كلني ومتتحججش). واسرائيل تريد ان تقنع السلطة بأنها «ثقب اسود» وتنتظر ان ترد عليها السلطة كما رد الخروف .. كلني ومتتحججش»
اسرائيل اللي عندها 7030 حالة مصابة بفايروس كورونا بدها تقنعنا ان السلطة اللي عندها 170 حالة مصابة بالكورونا هي اللي بدها تنشر المرض عندها, انه منطق الطغيان ولغة المتجبرين والظلمة , وهذه اللغة لا يمكن مواجهتها الا بلغة اشد فكما قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيي السنوار ردا على تهديدات وزير الحرب الاسرائيلي نفتالي بينت بمنع علاج كورونا عن غزة قبل إطلاق سراح اثنين من جنوده: «أقول لنفتالي بينيت إذا وجدنا أنّ مصابي «كورونا» في قطاع غزة لا يقدرون على التنفس سنقطع النفس عن 6 مليون اسرائيلي، وسنأخذ ما نريده منكم «خاوة», هكذا يجب ان تحاور هؤلاء وهذه هي اللغة التي يفهمونها جيدا.