قائمة الموقع

خبر مميزات فى الوطـن العـربي لن تجدها فى أي مكان فى العالم

2014-12-10T12:47:17+02:00

تعوّدت كلمــا قابلت أي أحد فى العــالم الواقعي أو الافتــراضي ، أن يكون موضوع النقـاش – أي نقــاش – يصــب في إتجــاه واحد محدد ، غالبــاً :

 أريد أن أهــاجر لأي بلــد فى العالم ، حتى لو كـان ( موزمبيــق ) أو جزر الكاريبي .. نحن نعيــش فى منطقــة سوداء ملعــونة ، والهجـــرة الشــرعية ( أو غيــر الشرعية ) هي الحل الوحيــد للخلاص ..

هــذا النقــاش تقريباً يتكــرر كل يــوم .. ويبدو أنه لن يتغيــر أبداً حتى يُهــاجر جميع العرب من أوطانهم ، أو يموتوا وهم يسعــون للهجـــرة .. 

ولكن الســؤال : هل فعــلاً بلادنــا بهــذا الســوء ؟ .. هل من المعقــول أن تتميـــز كل دول العـالم – حتى الفقيــر والمُتراجع منها – بمميــزات ما ، ونحن لا نمتلك أي مميــزات من أي نوع ؟

بعــد أيــام من التأمل ، توصلت إلى حقيقــة أن لدينــا فعلاً كعــرب مميــزات هائلة فى اوطاننــا ، يستحيــل أن تجــدها فى أي وطــن آخر !

اقــرأ أولاً .. ثم قـــرر !

*********************



قُــرص الشمـــس

أكتب هذه السطــور بعد أن قرأت لتوّي خبــراً أن الولايات المتحدة تضــربها موجة بــرد قارس ( أو قارص ؛ كلاهما لغويـاً صحيح ) جعلت درجات الحرارة تنخفــض إلي حد مخيــف ، وصــل إلى عشــرات الدرجـات تحت الصفـــر.. وهي درجة حرارة تجعلك تصــاب ( بقضمــة البــرد ) واستئصــال الجزء الظاهر منك حتى لو كــان أنفـــك ، بعد تعرضك للبــرد خلال عشــر دقائق ..

فى بلادنا ، أســوأ درجــات الحرارة بها لا تقــل عن الصفــر .. مهمــا كانت موجــات البرد والصقيــع فى بلادنا ، إلا انها تظــل مجــرد نوبــات لطيفــة تتردد علينــا من وقت لآخر .. فى الوقت الذي ينتفض فيه العــالم كله برداً ..

لمـاذا لا يستفيــد العرب بشمسهم الدافئــة المُطلة على بلادهم فى كل فصــول السنة ، بعمــل أي مشــروعات عملاقة للطاقة الشمسيــة ؟ .. الاجابة ببساطة هي اننا لا نستفيــد بأي شئ على الإطلاق أصــلاً ، سواءاً فى بلادنا أو فى بلاد غيــرنا ..

الشمــس فى بلادنــا نعمـــة لن تشعــر بهـا إلا إذا ركبت الطائرة وذهبتَ بعيــداً ..

******************



أكشـــن بلا حـــدود !

تخيل نفســك تعيش فى سويســرا .. جنيـف مثلاً .. تستيقظ صباحا ، تتثـاءب في استمتــاع ، تفتح النافــذة .. تجد كل شئ حولك أخضــر أنيق ، نظيــف ، مرتب .. تتناول طعام الافطــار ، وتذهب إلى عملك ، ثم تذهب لتلعب بعض الرياضة ، أو تمــارس رياضة المشــى على ضفاف بُحيــرة ساحــرة أو نهــر رائق نظيـف .. تعود لتتنــاول عشاءك .. وتشرب كوباً من الحليـب .. ثم تذهب لتنــام ..

ما أتعس هذه الحيـــاة !! .. حيــاة كئيبــة مملة غبيــة روتينية نمطيــة إلى أبعــد مدى ..

فى منطقتنــا العربية ، التحــدي الحقيقــي الذي تعيشــه كل يــوم هو أن تغــادر بيتك كقطعــة كامــلة .. وتعود إليه مــرة أخرى كقطعة كاملــة أيضــاً ..

التحدي الحقيقي أن تعــود إلى بيــتك ككائن بشــري طبيــعي ، وألا تتحــول – تحت أي ظرف – إلى جثة محتــرقة أو شئ يُشبــه العجيــن ، بسبب انفجــار قنبلة مــا بجانبــك ، أو اصطـدام سيــارة مفخخـــة بــمؤخــرتك ..

تقريبـاً لا يوجد عربي لم يسمع فى حياته طلقــات الرصاص أسفــل منزله ، او استمــر فى الركــض المحمــوم لمدة نصف ساعة كاملة بعــد أن عرف أن ثمة أحمق ما قام بإلقــاء قنبـــلة قريبة منه ، وأنها على وشك الإنفجــار .. هذه أمور يعرفها كل العــرب تقريبـاً ويعيشــونها يومياً ، ولم تعـــد حدث اليــوم أو حديثــه ..

تخيّل مدى الاثارة والتشــويق والروعــة التى نعيشها كل يــوم فى بلادنا الطيبة المبــاركة ، مقارنة ببــلاد الحُمقــى الذين لا يكفــون عن أكل الزبــادي لمكافحة ترهلات البطــن ، ويعتبــرون أن وفــاة ( كلب العائلة ) هي مصيبــة كبــرى تستحق الحُزن لشهـــور طويــلة ! :?

*****************



تناقضــات لن تجد لهــا مثيــل فى العالــم

وهو شئ فــريد ، أعتقــد ان العــرب فقط هم من يتميــزون به عن العالميـــن ..

 فســاد مالي .. فســاد اداري .. فســاد اخلاقي .. أعلى نسبة تحــرش بالنساء فى العالم تقريباً .. اعلى نسبة لمشـاهدة أفلام إباحيــة .. فســاد نفســي .. تكفيــر .. عصبيــة .. صوت عالي .. إقصــاء .. تخويـــن .. ارهــاب .. فتـــن طائفيـــة .. فتن إجتمــاعيـــة .. كوارث اقتصــادية كلها تتعلق بالفســاد .. إلخ

ولكن ، بمجــرد أن يرتفــع الأذان مُعلنــاً الصــلاة ، أو يدق جرس الكنيســة .. يتوقف الجميــع فجــأة ، وترتســم على الوجوه علامات الخشـــوع والاحتــرام .. وينتظــرون – بمنتهى الصبــر – انتهــاء النداء الإيمــاني ، وربمـا يذهب معظمهم لأداء الصــلاة ..

 انتهت الصــلاة ( بمختلف أنواعها وطوائـف المؤدّين لها ) .. نعود مرة أخرى للفساد المالي ، الأخلاقي ، الطائفي ، الإباحي ، التكفيـــري ، التحرش ، الرشــوة ، الاستغلال ، الصــوت العالي ، الكــراهيــة ، الإقصــاء .. إلخ

فى رأيي الشخصي ، لن تجـــد أبداً فى أي مكــان فى العالم هــذا النمــوذج الفريد ، الذي يستحــق أن يُدرّس كظــاهرة مدهشــة غير مسبــوقة فى تاريخ البشـــر ..

حتى القبــائل البدائيــة فى غابات الكونغـــو لا يعيشــون بهذا التنــاقض ( الديني / النفسي / الانســاني ) الذي يُديــر الرؤوس !

أشهر 10 عُظماء ” مجانين ” في التاريخ !

***********************

الحيــاة في المـاضــي السحيـق

تقابل المصـري فيخبــرك بإبتسـامة مُشــرقة : مصــر أم الدنيــا .. تقابل الســوري فيخبــرك بإبتسامة واسعة : سوريــا الله حاميــها .. تجلس مع العراقي فيخبــرك بإبتســامة ودود : العراق مهــد الحضــارات .. تخاطب المغــربي فيعلن لك بإبتســامة دافئــة : المغـــرب مُلتقى حضارات العالم .. وهكذا مع كل الجنسيات العربية..

تقــول لهم جميعاً أن هذا كله ماضــي صنعه اجداد عظمــاء ، انتهــى وذهب بغيــر رجعة .. ولن يعــود طالمــا ظلّ الأحفــاد بهــذه العقليـــات ، فتكــون الإجــابة : نحــن مهــد الحضارات رغم أنفــك ، شئتَ ام أبيت ..

لن تجــد في العالم كلــه أنــاس يكتفــون بترديد هذه الشعارات التى أكل عليها الدهــر وشرب سوى فى هذه البــلاد الرحبــة الدافئــة .. نحــن من نســل أعظم من كان يحكمــون الدنيــا منذ آلاف السنين وكفــى .. وسنبقى كذلك .. حتى لو كنا الآن فقــراء جهلة معدمين متعصبيــن أُمييّـن طائفييــن معــدومي التأثيـــر والإنســانيــة  ..

سنظــل مهد الحضـارات رغــم أنفــك إلى أبد الآبديــن ..

10 من أعظـم العُلمـاء العــرب تأثيــراً فى تاريخ البشــريــة

***********************



لدينــا كل شئ .. ولا نفعــل شيئــاً

اذكــر لى أمة فى تاريخ البشــرية ، بها كل الموارد الطبيعية والبشـرية والصناعية والزراعية والفكــرية والتاريخية والحضارية والجغرافية والاجتمــاعية والطائفيـــة .. ثم تصمم على أن تكون أمة عاطلــة باطلــة بإصــرار يدعو إلى الاعجاب ..

لا يوجد سوانــا على ما أعتقــد ..

سؤال : هل الموارد الطبيعية والبشــرية فى الوطن العربي – ككـــل – أكبـــر أم أقل من بلد مثل بريطانيــا مثلاً ؟ .. اسبــانيــا ؟ .. ألمــانيــا ؟ .. هل سمعت فى حياتك أن ألمــانيا بها موارد طبيعية أكثــر من اي دولة عربيــة ؟!

نحن لدينــا كل شئ .. ولكننــا لا نفعل شيئاً على الإطلاق ، ولا نريد أن نفعــل .. وإذا فعلنــا نقــلّد الآخــرين .. وعندما نريد أن نقلّد الآخرين فإننا نعتمــد عليهم بالأساس ..

أعتقد أن شعــوب الإسكيمــو ذاتها لا تعيــش بهذا المُنطلق الإبداعي فى الحيــاة .. أي شعب فى الدنيــا لديه موارد طبيعية وبشــرية ، من الطبيعي ان يفعــل شيئــاً ما .. ولكننــا نتميــز عن كل شعــوب الأرض فى هذه النقطـــة ..

لا نفعــل أي شئ على الإطــلاق ، ولا نــريد أن يُعكـــر صفــونا أي أحد !

لهذه الأسباب العرب مُتخلفون تقنياً ! – دراسة

********************



سيــد القــوم ( أفشلهم ) !

وهو من أجمــل ماتتمتع به بلادنا على الإطلاق فى رأيي ، لا ينافسهــا فى ذلك أي منطقــة أو بلد على هذا الكوكب ..

الفشــل هو الحــل لجميع مشــاكلك .. الفاشل هو السيد الذي يحصــل على أرقى التعييــنات فى الوظائف الحكومية والخاصــة ..الفاشل فقط هو الذي يتم ترقيتــه استثناءياً مرة كل عـام فى أي عمــل ، ويتم مكافأتــه على فشــله الذريــع ، وإخلاصه الشديد فى إظهــار الفشل فى عمله ، وتحويل المؤسسة التى يعمل فيها إلى حالة عارمة من الفشـل ..

والنــاجح ؟ .. يُقتـــل ويُصلَب فتأكل الطيــرُ من رأســـه .. بالمعنـــى المجــازي أو المعنى الحرفي لا فرق بينهمــا ..

والمُبــدع المُبتكــر ؟! .. هذا أســوأ حالاً طبعاً .. كيف يجــرؤ أن يكون مبدعاً ذكيــاً فى دول مترهلة يغزوها الشيب والبيروقراطية فى كل مفاصلها وادواتها ؟ .. كيف يسمح لنفسه أصلاً أن يبتكــر شيئاً جديداً أو يُبدع فى تخصص مــا ..

لذلك ، فالفاشــل هو سعيــد الحظ الذي يعيش في هذه البــلاد ، ويعتلى أرفع المناصب .. والنــاجح سيشعر بالضيق قليلاً فى بداية مشــواره ، ثم يُصاب هو الآخر بحالة الغبــاء والتبلّــد والفشــل المُزمن المُحيط به من كل جانب ، فيتحول تدريجيــاً إلى فاشل آخر ..

ومن ثمّ ، تضئ له الحيــاة ، ويبدأ مشــوار السعـــادة فى وطنــه ، الــذي سيصــل من وراءه إلى تقلّد أرفع المنــاصب في يــوم من الأيــام ..

**********************



دورات الميـــاه

تركتهــا للنهايــة لحسـاسيــة الموضــوع ..

كثــيرون منكــم لا يعــرفون هذه المعلــومة المُرعبــة ، ولا يستطيــعون مجرد تخيلها وتصديقهــا .. لذلك ، دعونــي أقولها لكم بكــل وضوح وصــدق :

 تقــريباً ، العــالم كله – المتحضــر – لا يعتــرفون بالإختــراع العربي العبقــري ( الشطّاف ) .. ويصممــون على التطهّــر في شؤونهم البيــولوجية الخاصــة ، بإستخدام بعــض أوراق الحمــام الجافة ..

يوجد سيدات وآنســات يقـرأن هذا الكلام ، فلا داعي لمزيــد من الشــرح .. كل ما أريدك أن تعرفه أن الشعــور الجميل بالرطوبة والإنتعــاش الذي تشعــر به بعــد قضــاء حاجتك في أي دروة ميــاه عربية ، هو حتمــا شعــور فريد لن تشعــر به فى نيــويورك أو برليــن أو سيدني أو مونتــريال..

ما المشكــلة أن تعيش فى بيئة فقيــرة مليئة بالصراعات والمخاطــر والفتن الطائفيــة والسيارات المفخخـــة والتناقضــات المزعجــة ، ولكنــها – فى نفس الوقت – تضمـن لك أن تشعــر بهــذا الشعــور المحبب بالانتشــاء والرطوبة والانتعــاش بعد كل مــرة تقضــى فيها حاجتك ؟

فلتذهــب امريكا واستراليا وكندا واوروبا إلى الجحيــم ، إذا لم تكــن هناك شطّـافات فى دورات الميــاه !

****************

الواقع أنه يوجــد الكثيــر جداً من المميــزات الأخرى فى بلادنا العربيــة ، تجعــل الحيــاة هاهنــا مُنتهى الإثارة والتشــويق ..

اتّهــم الحيــاة في البلاد العربية بأي شئ ، ولكن يستحيــل أن يكــون ( الشعــور بالمــلل ) هو إحدى الأمــور التى تجعلك تريد أن تهــاجر للخــارج .. لأن المُتابع لأحداث المنطقة العربية من الخــارج أصلاً يستحيــل ان يشعر بالملل ، ويشعــر بأنه يشــاهد فيلم أكشن طبيعي متصـــل ومستمر ولا يتوقف ..

فما بالك بالذين يعيشــون داخل هذا الفيـــلم طوال أعمــارهم ؟! :?

أعتقــد انك ترى ( مميــزات ) اخـــرى نعيشهــا كعـــرب ، شاركنـا بها فى تعليقــك من فضلك !

للكاتب عماد أبو الفتوح

اخبار ذات صلة