قائمة الموقع

أكاديمي بجامعة الإسراء يدعو لتأسيس إدارة لمكافحة العدوى في فلسطين

2020-04-10T15:32:00+03:00
الدكتور محمد مشتهى

شمس نيوز/غزة

دعا أكاديمي من قطاع غزة، وزارة الصحة لتشكيل إدارة عامة متخصصة لمكافحة العدوى في فلسطين، ووضع إستراتيجية لتفعيل الإجراءات الوقائية العامة، وألا تُقتصر الجهود الحالية على الحد من انتشار وباء "كورونا" المستجد فقط؛ بل العمل على إيجاد آلية خاصة للحماية من كافة أشكال العدوى دون استثناء.

وقال د. محمد مشتهى أكاديمي ومحاضر في جامعة الإسراء بغزة، إن تأسيس إدارة عامة لمكافحة العدوى في فلسطين سيكون له الآثر الكبير في الحد من عدوى المستشفيات والمراكز الصحية التي يموت بسببها مئات الآلاف ويُصاب عشرات الملايين سنويا على مستوى العالم.

وحذر مشتهى في حديث خاص لــ " قناة فلسطين اليوم" من أن جائحة عدوى المستشفيات (المستمرة) أخطر بمئات المرات من جائحة فايروس كورونا (العابرة)، من حيث مستوى عدد الإصابات، والوفيات، بل وتشكل خطراً على مستوى التكلفة المادية.

وبين أنه وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فان 1 من 10 مرضى في المستشفى تنتقل إليهم العدوى أثناء مكوثهم في المستشفى، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها يصاب فيها سنويا وقبل ظهور فايروس "كورونا" حوالى 14 مليون مريض جراء عدوى المستشفيات، بينما العدوى نتيجة فايروس كورونا أقل من هذا العدد بكثير.

وأوضح الدكتور مشتهى أن عدوى المستشفيات لم يرتبك العالم لأنه تعوّد عليها مما جعله يستهتر في مجابهتها ولم يضع الخطط الميدانية الفعّالة في مواجهتها؛ مستدركاً، فايروس كورونا جاء ليصوّب الحالة من جديد داعيا الجميع للالتزام بطرق منع ومكافحة العدوى، بل وأحدثت جائحة "كورونا" حالة من كي الوعي لدى عامة الناس بمن فيهم العاملين في المستشفيات مما جعلهم لإتباع إجراءات طرق ومنع العدوى بشكل إجباري، مما حدّ من انتقال العدوى داخل المستشفيات من العاملين إلى المرضى، ومن المرضى إلى العاملين، ومن مريض إلى مريض آخر، وبالتالي وفقاً للأكاديمي مشتهى كل ذلك سيعمل على تخفيض ملايين الإصابات والوفيات التي كانت موجودة قبل "كورونا" نتيجة لعدوى المستشفيات.

وبين مشتهى أن عدوى المستشفيات جائحة موجودة في كل دول العالم، وهي تعني اكتساب المريض عدوى من داخل المستشفى، وعلى مستوى العالم هناك المئات من الجراثيم والفايروسات والفطريات التي تسبب للمرضى عدوى المستشفيات، لافتاً إلى أن 30% "عالميا" من المرضى الذين يدخلون أقسام العناية المركزة يصابون بعدوى المستشفيات، أثناء تلقيهم الرعاية الصحية، وبلغ متوسط التكلفة للمريض الواحد المصاب بعدوى المستشفيات في أمريكا 12155$ لكل حالة، وهذه تكلفة مرتفعة جدا.

وأكد الأكاديمي د. محمد مشتهى – محاضر في جامعة الإسراء- على ضرورة الاستمرار والتمسك بالإجراءات الوقائية داخل المستشفيات والتي من شأنها أن تنقذ ملايين البشر سنويا من الإصابة أو الموت أو الإعاقة كما أنها توفر المال والمعاناة.

وتابع مشتهى قائلاً: "جائحة كورونا جعلت في المجتمع انتفاضة المطهّرات وأصبح كافة العاملين في المجال الصحي في ذروة الانتباه وقمة استخدام الإجراءات الوقائية والمطهّرات لمنع انتشار العدوى، من خلال الانتباه لضرورة لبس الكمامة عند الاقتراب من وجه المريض عند فحصه.

كما استعرض في معرض حديثه سلوكيات أصبح ينتبه لها عامة الناس  والأطباء والعاملين في حقل الصحة، كاستخدام القفاز عند التعامل مع المرضى، وانتبهوا لتطهير الأيدي بعد استخدام البصمة الالكترونية، وفرك أيديهم بالكحول عند لمسهم لمقابض أبواب الغرف وعدم المصافحة داخل المستشفى، وأصبحوا لا يستخدمون أغراض بعضهم البعض إلا بعد تطهيرها، كل هذه الإجراءات كانت كفيلة بالحد من عدوى المستشفيات.

ووضع د. مشتهى أمام وزارة الصحة الفلسطينية محددات وإجراءات من شأنها أن تحمي المرضى والعاملين في المجال الصحي وحتى المواطن العادي، داعياً الصحة كما منعت التدخين داخل المستشفيات من باب الحرص على سلامة المرضى، أن تصدر تعميما إلزاميا داخل المستشفيات فيما يلي:

1-  منع المصافحة نهائيا وبشكل دائم داخل المستشفيات، لا بين الطاقم الصحي وبعضه البعض ولا بين الطاقم الصحي والمرضى.

2-  عدم لمس المريض إلا بعد غسيل الأيدي بالماء والصابون، أو فرك الأيدي بالكحول جل، خصوصا عند لمس مريض والانتقال إلى مريض آخر.

3-  تطهير المكاتب والأدوات والأجهزة الطبية بشكل يومي بمادة الكلور المخفف.

4- عدم السماح نهائيا لأي أحد مريض من الطواقم الصحية (خصوصا مرض معدي) أن يتعامل مع المرضى.

5- تأسيس إدارة عامة لمنع ومكافحة العدوى.

ووفقاً الأكاديمي مشتهى وبحسب دراسات متخصصة فإن الإجراءات سابقة الذكر ستحد من انتقال العدوى داخل المستشفيات مما سيؤدي إلى انخفاض عدد المصابين وتعمل وبسرعة في شفائهم والتقليل من عدد أيام مبيتهم في المستشفيات بالإضافة إلى الحد من المضاعفات خصوصا بعد إجراء العمليات الجراحية مما يقلل من معاناة المرضى ويقلل من استخدام المستلزمات الطبية والعلاجات والفحوصات، وبالتالي يقلل من مقاومة المضادات الحيوية وكل ذلك يعود بالنفع على المجتمع بشكل عام.

اخبار ذات صلة