بقلم:هديل ضمرة
إنّ مشاعر الإنسان هي وليدة لحظات حياته، ف ما شعر به في الأمس لن يشعر به مجدداً، و مشاعره في المستقبل لم يجربها ولا يستطيع أن يتوقعها كليّاً ، وهذا ما يجعل الإنسان غير قادر على فهم نفسه بشكل تام، فهي دائمة المفاجآت.
في كثير من الأحيان، يظن الإنسان أنه قد تعلّم من تجارب الحياة، وأنه قد تغير، فقتل خوفه وضعفه وكل أشكال الهوان في نفسه، وفي إحدى المواجهات، هُزمت جميع تآويله، فقد حصّن نفسه وترك الداء داخلها.
يميل الإنسان إلى استعجال الحزن واستبعاد الفرح، إنّه يخشى الانتكاسات العاطفية فيحاول بذلك تجنبها، فيقضي عمره بائساً، وما البؤس إلا انتكاسة طويلة الأمد، تقتل فيه كل شيء جميل.
يولد الإنسان غير مدرك وغير مسؤول عن أي شيء، ثم يكبر ويدرك ويتوّلى المسؤوليات ويحمل الهموم... الخ، وبالتالي يفترض أن أسعد مرحلة في حياته قد انقضت في ذات اليوم الذي أدرك فيه أنه لم يعد طفلاً.
مواجهة هذه الحقيقة هي إحدى أهم المواجاهات التي يجب أن يخضع لها الإنسان في حياته.
يميل الإنسان غالباً إلى تقمص دور الضحية، قليل الحظ ، من يقصر الناس في حقه ، وجميع الأدوار التي لا يحتاج في تأديتها بذل أدنى مجهود أو مبادرة، الأدوار السهلة، التي تعفيه من التفكير والإحساس بالمسؤولية تجاه الاخرين ، أو مجرد الاقتراب من إحساس تأنيب الضمير.
أحياناً يحتاجُ الإنسان إلى الوهم كحاجته إلى الحقيقة.