شمس نيوز / عبدالله عبيد

أبدى الشارع الفلسطيني تفاؤلا مشوبا بالحذر بإمكانية نجاح جولات الحوار المرتقبة في غزة خلال اليومين المقبلين في تحقيق المصالحة وطي ملف الانقسام، الذي يدخل عامه الثامن، خاصة في ظل تصريحات قادة حماس وفتح عن وجود نوايا حقيقية وجدية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وإنهاء الخلافات

وكان الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قد وصل إلى قطاع غزة، صباح اليوم الاثنين، عبر بوابة معبر رفح البري، قادمًا من العاصمة المصرية، القاهرة، للمشاركة باجتماعات المصالحة الفلسطينية.

ومن المقرر أن يصل وفد المصالحة الذي شكله الرئيس عباس إلى قطاع غزة يوم الأربعاء القادم، حيث يلتقي برئيس الحكومة إسماعيل هنية وبممثلين عن حماس أبرزهم أبو مرزوق. ويقول الطرفان إنهما سيبدأن تنفيذ ما تم التوقيع عليه في القاهرة وما تم إقراره في إعلان الدوحة.

جدية الطرفين

الطالب الجامعي حسن أحمد "21 عاماً" أعرب عن أمله في إتمام المصالحة هذه المرة، قائلا: نرى جدية من حماس وفتح حول هذا الموضوع، ونقول لهم إن الشباب الفلسطيني معكم في هذا الاتجاه".

وأضاف أحمد متحدثا لـ"شمس نيوز": كفانا انقساماً، مررنا بسبع سنوات عجاف، وعلى طرفي الانقسام الاستعجال بقدر الإمكان في إغلاق هذا الملف".

ويعتقد الطالب الجامعي أنه من الضروري إتمام المصالحة في هذه المرحلة، لأن الشعب الفلسطيني يعيش بأكمله بمأزق، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.

أتوقع خيراً

الشاب محمود اللوح "32 عاما"، يوافق سابقه الرأي في أن الطرفين جادان في إتمام المصالحة الفلسطينية هذه المرة، مضيفاً: أتوقع خيراً في هذه المبادرة التي طالما انتظرناها، لأننا نمر بواقع مرير على الصعيد الوطني".

وتمنى اللوح أن يتم إنجاز ملف المصالحة "لأنه فيه خير لأبناء شعبنا وقضيتنا"، خصوصاً وأن القدس تتعرض للتهويد والاقتحام اليومي، وقضية اللاجئين أصبحت في طي النسيان، منوهاً إلى أن هذه القضايا لا بد أن تعالج أيضاً بعد إتمام المصالحة فوراً.

وتابع اللوح في حديثه لـ"شمس نيوز": إنجاز المصالحة فيه خير ومصلحة لكافة الشعوب، لأن قضية فلسطين قضية محورية تهم الشعوب العربية والدولية، فأتمنى أن تكون الثالثة ثابتة" بحسب المثل العربي.

خطوة جيدة

بدورها، ترى الصحفية أنسام القطّاع، أن زيارة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى قطاع غزة اليوم خطوة جيدة، للسير قُدماً في ملف المصالحة وإنهاء الانقسام الذي شهدته الأراضي الفلسطينية طوال سبعة أعوام.

وقالت لـ"شمس نيوز": انتظرنا كثيراً إنجاز هذا الملف، وهذه اللحظة هي الفرصة المواتية لأن يتوحد الكل الفلسطيني، من أجل مواجهة التحديات والمخاطر التي تمر بها القضية الفلسطينية، خصوصاً في ظل التهديدات التي تمارسها حكومة الاحتلال على السلطة الفلسطينية".

وأضافت القطّاع: الأجواء العامة تُدلل على أن إنهاء الانقسام بات قريباً، ونرحب بكل الخطوات التي تدعم هذا السياق، على أمل أن تتم المصالحة هذه المرة حتى يصبح الوضع أفضل مما هو عليه".

علينا الانتظار

من جهته، أكد المحلل السياسي هاني حبيب، أن هناك الكثير من التطورات والتداعيات التي تشير هذه المرة لوجود جهد حقيقي من أجل إنجاز المصالحة، إلا أنه استدرك قوله: لكن وبنفس القدر من هذا التفاؤل إلا أننا مررنا بتجارب متتالية مضت دون تحقيق المأمول".

وقال حبيب لـ"شمس نيوز": يجب علينا الانتظار حتى توضع الاتفاقات التي تمت خصوصاً اتفاق القاهرة موضع التنفيذ، وقبل ذلك ستظل الشكوك تحوم حول توفر إرادة حقيقية لدى الأطراف المعنية".

وحول زيارة عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق قطاع غزة اليوم، شدد حبيب على أن الزيارة تؤكد جدية الجهود للتحرك من أجل إيجاد مناخ من التفاهمات وإعادة الثقة بين الطرفين، مشددا على ضرورة أن توضع الملفات المتعلقة باتفاق المصالحة في القاهرة موضع التنفيذ لإنجازها.

وأشار المحلل السياسي إلى أن هناك اجتماع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية نهاية هذا الشهر، وأن كافة الأمور المطروحة فيه ستحسم قريباً، موضحاً أن موقف حركة حماس من هذا الاجتماع سلبي، وما تزال هناك ردود عالقة وبحاجة إلى كثير من البحث والتوصل إلى اتفاق حولها" بحسب وصف حبيب.