شمس نيوز/تمام محسن
تصوير/حسن الجدي
لم تمنع ظروف الإغلاق في قطاع غزة بسبب جائحة فيروس كورونا، معلم الموسيقى أنس النجار، من متابعة دروسه مع طلابه، فالموسيقى من وجهة نظره تساعد الأطفال على تفريغ الطاقة السلبية التي باتت تغلّف الكون.
ويقول النجار، المشرف الأكاديمي في معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى بغزة، إن "درس الموسيقى -عن بعد- يمنح الأطفال فسحة للتفريغ عن النفس في ظل هذه الظروف، وتعطي للطلاب حافزًا للتدريب وتطوير موهبتهم الموسيقية واستغلال حالة الفراغ بأمر ممتع ومفيد".
وكغيره من المؤسسات التعليمية في القطاع، أغلق معهد إدوارد سعيد أبوابه في منتصف مارس/آذار المنصرم ، في ظل الإجراءات المفروضة لمنع انتشار فيروس "كورونا" المستجد والذي أدى إلى إصابة 13 شخصًا في قطاع غزة، فيما وصل إجمالي الإصابات في فلسطين إلى 329 حالة، حتى صباح اليوم الخميس.
ويقول النجار، "كانت لدى المعهد خطة مسبقة للتوجه نحو التعليم عن بعد حفاظاً على سلامة الطلاب وسلامة العاملين في المعهد ولكي لا ينقطع الطلاب عن حصصهم والحفاظ على مستواهم الأكاديمي".
يسند جهاز اللابتوب على آلة البيانو ثم يجري اتصالا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع طلابه.. الآن بدأ الدرس الموسيقي والذي قد يستمر لنحو الساعة يعزفون خلالها ألحان تراثية وكلاسيكية عذبة تحلق بهم خارج حدود الكون الموبوء بالقلق وفيروس كورونا.
لكن الأمر لم يكن أبدًا بهذه السلاسة، فبعض الطلاب لا يملكون آلة موسيقية خاصة بهم، ما دفع بالمعهد لإعارة طلابه كافة الآلات الموجودة لديه، خصوصا في ظل صعوبة توفر بعض الآلات في قطاع غزة مثل البيانو والقانون، وفق النجار.
ويقول النجار: "بشكل عام نحن في المعهد نقوم بكافة الوسائل المتاحة للاستمرار بالتعليم للطلاب لكي يحافظوا على مستوياتهم وليرفهوا عن أنفسهم في ظل هذه الظروف الصعبة ".
ويشير أيضًا إلى، أن من بين التحديات التي واجهتنا في التعليم الإلكتروني مشكلة دوزنة الآلة الموسيقية، فالطلاب صغار السن غير قادرين على دوزنة الآلة الموسيقية بأنفسهم.
لكن لا شيء لا تستطيع التكنولوجيا حلّه، فلجأ مدرسو المعهد إلى أحد تطبيقات الهاتف المحمول لتعليم الأطفال ضبط آلاتهم بإشراف أستاذتهم.
وعلى رغم التحديات التي تواجه طلاب المعهد ومدرسيه في متابعة أنشطتهم الموسيقية افتراضيًا، يبدو النجار راضيًا عن النتائج التي حققوها، قائلًا: "إن نحو ٩٠٪ من طلابنا يتلقون الدروس أون لاين بشكل منتظم والنتائج جيدة جداً، بالإضافة إلى أن هناك التزام وحضور من الطلاب بشكل ممتاز ومتابعة من الأهالي".
ويعد "معهد إدوار سعيد الوطني" المدرسة الوحيدة في القطاع التي تدرس الموسيقى لنحو 200 طالب من كلا الجنسين، من سن السابعة حتى سن الرابعة عشر. ويتعلم خلال الطلاب خلال هذه المراحل العزف على كافة الآلات الموسيقية ضمن نظام أكاديمي متنوع يمتد على تسع سنوات.