شمس نيوز/ فلسطين المحتلة
تمارس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الإهمال المقصود والمتعمد بحق مدينة القدس المحتلة وأحيائها، في طريقة تعاملها مع تفشي فيروس كورونا، وقد بدا ذلك واضحًا من حجم الأرقام لأعداد المصابين بالفيروس التي تزداد يومًا بعد يوم.
وضمن حلقات التمييز العنصري، أظهرت عدد من الصور، تخصيص سلطات الاحتلال اليوم الأحد، عربات مجهزة لإجراء اختبار فيروس كورونا، على اليهود المتشددين دينيًا في القدس.
ومنذ انتشار فيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية، شكل المصابون من مدينة القدس وضواحيها نسبة 40% من مجمل المصابين، بحسب إعلان وزارة الصحة الفلسطينية.
ويتهم سكان مدينة القدس، حكومة الاحتلال بالإهمال والتقصير وتعمّد إخفاء حقيقة الإصابات بالفيروس بين صفوف المواطنين؛ رغبة منها في تفشي المرض بين أوساط الفلسطينيين.
وعدّوا أن ذلك إحدى الوسائل لممارسة الضغط على السكان وإرغامهم على ترك تلك المناطق والانتقال بالسكن إلى أماكن أخرى، ولا سميا تلك الأحياء القريبة من المدينة المقدسة ويوجد فيها احتكاك مباشر مع اليهود.
وكشف سكان حي وادي قدوم في بلدة سلوان شرق القدس، أن قريتهم تعاني الإهمال الكبير على عدة أصعدة، ومنها الجانب الصحي والوقائي.
ولفتوا النظر إلى أن أكياس القمامة والحاويات الممتلئة مكدسة في الشوارع دون أي مبالاة، علاوة على عدم وجود أي شكل من أشكال التعقيم للحارات هناك.
ورغم حالة الشلل التي أصابت أغلب الأحياء السكينة ووجود حالات كبيرة من العاطلين عن العمل، إلا أن حكومة وبلدية الاحتلال بالقدس لم تجد أي حلول لمثل تلك الحالات.
وعلى صعيد الإصابات وتفشي الفيروس، يتهم المواطنون حكومة الاحتلال بإخفاء جميع الأرقام والمعلومات عن السكان، ولا يقومون بإجراءات الوقاية والفحص لأي شخص يمكن أن يكون قد ظهر عليه آثار الفيروس أو المرض عمومًا بما في ذلك عوائل ومخالطو الذين تبين إصابتهم بالفيروس.
واتهم سكان بعض الأحياء العربية حول القدس في فيديوهات بثت على أكثر من صفحة مقدسية، ما يسمى بلجان الطوارئ بالتقصير في التعامل مع ملف فيروس كورونا، حيث تتعرض بعض المناطق للتهميش والإهمال.
ويفتقد أهالي الأحياء المقدسية والقرى المحلية للكوادر الكافية للوقاية من فيروس كورنا، سواء أكانت تلك الموارد مادية أو بشرية تتمثل بالطواقم الطبية والمتطوعين واللجان الحقيقية التي تتلمس حاجة الناس وتتعامل مع القضية بجد دون انحياز لمنطقة على حساب أخرى.
ويرفض السكان تعامل لجان الطوارئ مع السكان من منطلق الحزبية والفصائلية والمناطقية، والتقصير في إيصال المساعدات الطبية والتموينية إليها، رغم الحديث عن وصول الكثير من المساعدات من عدة أطراف في القدس حتى من الضفة الغربية.
تضييق على "أونروا"
المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" سامي مشعشع قال: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعيق عمل الطواقم في مخيمات القدس لمنع تفشي وباء فيروس كورونا في المدينة.
وأكد مشعشع أن سلطات الاحتلال بدأت حملة داخل البلدة القديمة وأحياء القدس ومخيماتها لمنع وصول جميع خدمات "أونروا" ووزارة الصحة الفلسطينية إلى المنتفعين اللاجئين.
وأشار إلى صعوبة الدخول والخروج من المخيمات، سيما مخيم شعفاط في إطار مواجهة كورونا، ما يؤثر على الأوضاع الاقتصادية لسكان القدس، جراء المنع الذي تقوم به بلدية الاحتلال في القدس، إضافة إلى اعتداءات الاحتلال المستمرة من اعتقالات واقتحامات وتضييقات على حركة المواطنين ومصالحهم.
وعدّ مشعشع أن هذا التضييق هو امتداد لكل التضييقات التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ سنتين، بعد قرار الإدارة الأمريكية نقل السفارة إلى القدس.