بقلم/ د. خولة فتحي الشقاقي
تودع فلسطين والقدس والأمة الإسلامية من مشرقها إلى مغربها رجلا غاليا على قلوبها ... رجلا فريدا قل أن يجود الزمان بمثله..
عرفتك يا سيدي فارسا بطلا ، مثقفا واعيا ، محاورا مقنعا ، اديبا تنساب الكلمات من فمه كما تنساب بين أنامله لتعبر عن الحق والجهاد و الثورة بأعذب الألفاظ وأجمل التعابير ... كنت تعشق الشهادة وتودع الاستشهاديين وترسم خطوط النار وتقض مضاجع بني صهيون وتفضح المتخاذلين والمتآمرين والمنافقين والمرجفين... أسد هصورا مضيت تحمل هم الإسلام والمستضعفين في هذا السفر الطويل الذي ارق أمتنا وخرجت لتحيي همتنا وتعيد أملنا بالفجر الجميل ... أتذكرك حينما كتبت(سألتني خولة وين بابا يا عمو .. فمن يجيب خولة عن سؤالها....) لكني أدركت الاجابة في هذا الجهاد الطويل والعزم الاكيد والوفاء لرفيق روحك ودربك ...رأيت اليوم الإجابة هما وعزيمة وتأثرا في قلوب آلاف المسلمين الذين احزنهم رحيلك. . ابنتك خولة عرفت الإجابة منك ومن أمثالك ممن لايأبهون بقوائم الإرهاب ولا يخافون بطش المستكبرين ولا يبيعون شبرا من الوطن المسلوب ولاينسون أن المسجد الأقصى هو أية من القرآن ... تدمع عيني يا سيدي حين أراك تدفن جانب ابي رحمكما الله وأتذكر قائدنا واسوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وبجانبه سيدنا ابي بكر وعمر رضي الله عنهما كيف جمعتهم حجرة واحدة ، توحدوا فوق الارض رؤية وهدفا فما كان من التراب الا ان اشتاق ان يضمهم معا .. ان في رحيلك ابي عبد الله وصية اراك تتلوها وانت تقول اعملوا لمثل هذا اليوم اعملوا ليوم قريب سترحلون فيه جميعا عن هذه الدنيا وتسألون عما عملتم في هذه الأيام القليلة وصية ﻻبناء الأمة هذه فلسطين تناديكم وهذا الوعد قد اقترب فأعدوا أنفسكم ليوم الزحف والنصر ، وصية لأبناء فلسطين كونوا على قلب رجل واحد ولا تغرنكم الدنيا وزخرفها ، وصية لأبناء الجهاد والسرايا ليكن كل واحد منكم قائدا في السرايا كي تستمر قافلة الجهاد والمقاومة
قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".