شمس نيوز/ أريحا
بعدما أنهى غالبية المزارعين قطف البطيخ من أراضيهم، معلنين بذلك انتهاء الموسم السريع بشكل شبه كامل، كانت نتائج التسويق في البداية سلبية وليست كالمتوقع، حسبما نقلت وكالة وفا الرسمية عن عدد من المزارعين.
ويقترب موسم البطيخ في طوباس والأغوار الشمالية من نهايته بشكل كامل، بعد أن قطف المزارعون أغلب المساحات المزروعة، لكن الموسم الذي يصفه الكثيرون بأنه سريع، بدأ بشكل سلبي من حيث الأسعار التي تأثرت بشكل كبير بالتسويق.
ويوضح الوكيل المساعد للقطاع الاقتصادي في وزارة الزراعة طارق أبو لبن، أن طوباس والأغوار الشمالية أنتجت هذا الموسم ما يقارب 45% من مجمل الإنتاج الكلي.
ويزرع الفلسطينيون بمناطق بمدينة أريحا وبالأغوار الشمالية وبمدينة جنين نحو 1700 آلاف دونم من البطيخ والتي تنتج قرابة ثمانية آلاف طن وهي تشكل من 20-25% (ربع) استهلاك الفلسطينيين بالضفة.
وتدل الأرقام على أن كمية البطيخ الفلسطيني لم تغط أكثر من ثلث حاجة الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وعلى الرغم من أن وزارة الزراعة لم تصدر أية تصاريح لاستيراد البطيخ الإسرائيلي، إلا أن مدير غرفة تجارة طوباس معن صوافطة، كشف عن وجود بطيخ إسرائيلي مهرب، أضر بأسعار البطيخ الفلسطيني.
أما قلة المنتج هذه هي كلمة السر بالنسبة للتجار الذين يرفضون شراء البطيخ الفلسطيني، الذين يتذرعون بأن التاجر الإسرائيلي يوفّر لهم المنتج طوال الموسم وليس لفترة محدودة كما يفعل المزارع الفلسطيني.
وبحسب مدير عام الإرشاد والتربية الريفية بوزارة الزراعة صلاح البابا، فإنه لا يسمح بدخول أي منتج إسرائيلي يتزامن إثماره وطرحه مع نظيره الفلسطيني حماية للمزارع الفلسطيني وتشجيعًا له.
ويضيف البابا: "في شهر يونيو/حزيران تبلغ عظمة إنتاج البطيخ الفلسطيني وتنتهي بنهايته تقريبًا، وأن غزارة الإنتاج تأتي من المناطق الغورية، لكن حاجة السوق تبقى أكبر".
وتكمّن المعضلة التي يواجهها المزارعون الفلسطينيون في التفاوت الزماني، وكميّة المنتج الإسرائيلي؛ فالمزارع الإسرائيلي يبدأ زراعة البطيخ في أواخر شهر ديسمبر/كانون أول بالمناطق الصحراوية جنوب البلاد، ثم يتدرج بزراعته في المناطق الشمالية "وبهذه الطريقة يبقى منتجه حاضرًا طوال الموسم"، بحسب المزارع عماد الصالح الذي يواظب الصالح على زراعة أرضه في سهل مرج ابن عامر بمدينة جنين شمال الضفة الغربية منذ نحو أربعة عقود. (نقلاً عن الترا فلسطين)
يقول الصالح: إن الفلسطينيين استعادوا زراعة البطيخ في السنوات القليلة الماضية بشكل كبير وكثّفوا إنتاجهم، وهم بذلك يحاولون إعادة المجد للبطيخ الفلسطيني الذي كان يغزو الأسواق العربية في ثمانينيات القرن الماضي، ويضيف "ما نواجهه اليوم عاشه المزارعون بتلك الفترة حين تخلوا عن زراعته".
ورغم أن المحصول المهرب قد أضر بأسعار البطيخ المحلي (لفترة من الزمن)، فإن مدير دائرة زراعة الأغوار الشمالية هاشم صوافطة، يرى أن البطيخ الفلسطيني هو الأفضل من حيث الجودة لأسباب تتعلق بنوعية الأسمدة، وكميتها، ونوعية المياه التي روي منها.
وهذه الأيام أمكن مشاهدة صور بثها ناشطون وإعلاميون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عن البطيخ الفلسطيني في أكثر من مدينة بالضفة الغربية، وهذا الذي لم يكن في بادئ الأمر. وأمكن تدارك هذه المشكلة من خلال حملات البيع المباشر، التي ترمي لعرض البطيخ المحلي المُسمى بـ"البقلاوة" في عدة أماكن متفرقة من الضفة الغربية.
ويوضح المنسق العام لإئتلاف جمعيات حماية المستهلك صلاح هنية، أنهم تحدثوا مع الغرف التجارية، والمزارعين، حول حملات منظمة للتسويق المباشر للبطيخ المحلي في مناطق الضفة الغربية، حسبما نقلت وكالة "وفا".
* صور من عرض بائعي البطيخ لجذب الزبائن، عند مدخل مدينة أريحا.