بقلم / خالد صادق
تحت عنوان "الجهاد الإسلامي يُضاعف قوته وتأثيره في الضفة في ضوء أزمة السلطة", قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" امس الخميس، أن حركة الجهاد الإسلامي تواصل من قوتها وتأثيرها في الضفة المحتلة، مستغلةً ضعف أجهزة الأمن الفلسطينية والأزمة الاقتصادية ووقف التنسيق الأمني مع "إسرائيل". ويبدو ان هذه التصريحات الاعلامية تأتي في اطار سياسة بث السموم وضرب العلاقة الداخلية بين الكل الفلسطيني, وحث السلطة على اعادة العلاقات بينها وبين الاحتلال الى طبيعتها السابقة, حيث التنسيق الامني والمدني, والعودة الى مسلسل المفاوضات العبثية التي لا تسمن ولا تغني من جوع, فالوسيلة الانجع للوصول لهذه الغاية الخبيثة هو التشكيك وتخويف السلطة من قوة حركات المقاومة الفلسطينية, وايهام السلطة ان الصراع بينها وبين الفصائل هو صراع تنافسي اقصائي للسيطرة على السلطة وقيادة الدفة, وان حضور هذه الفصائل بقوة على الساحة الفلسطينية سيكون على حسابها وسيؤدي الى زوالها, وحتى تمنع ذلك فان عليها ان تشتبك مع فصائل المقاومة الفلسطينية وتحديدا حركتي حماس والجهاد الاسلامي اللتان تطرحان نفسهما كبديل للسلطة حسب ادعاءات وسائل الاعلام العبرية التي تهدف لضرب العلاقة الفلسطينية, مستشهدة بالانقسام الذي حدث في قطاع غزة والذي توهم به السلطة بأنه قد يتكرر في الضفة الغربية, وان الضمانة لها علاقتها "بإسرائيل".
صحيفة يديعوت العبرية ذكرت أن حركة الجهاد الإسلامي منظمة مُلاحقة من قبل السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، إلا أنها ترفع رأسها وتنظم أنشطة علنية بمشاركة مقاومين في ذكرى وفاة الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي د. رمضان شلح ، لافتةً إلى أنه بسبب الوضع الاقتصادي وتهديدات الضم فإن السلطة تخشى مواجهة الجهاد, وهذا اسفين تحاول من خلاله ان تحمي نفسها خوفا من عودة النشاط السياسي للحركة بعد حالة الحراك الملموسة على ساحة الضفة والنشاط الملحوظ لقادة وكوادر وعناصر الحركة وهم يأبنون الدكتور رمضان ويفتحون بيوت العزاء له في الضفة ويستقبلون المعزين من كل الفصائل وقيادات السلطة والمؤسسات الحكومية والمواطنين, فهذا المشهد ازعج الاحتلال, خاصة بعد ان ايقن حجم الحضور الجماهيري في الضفة لحركة الجهاد الاسلامي رغم الحملات الاعتقالات وفرض سياسة القبضة الحديدية على قيادات وكوادر الحركة, ورغم ذلك فان لها حضور طاغي في الميدان, ولا يمكن تجاهلها, وان قيادة السلطة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس قدمت التعازي لحركة الجهاد الاسلامي في وفاة الامين العام السابق للحركة الدكتور رمضان شلح وهذا له معنى لدى الاحتلال وهو ان العلاقة الفلسطينية الفلسطينية اقوى دائما من المؤامرات التي يحيكها الاحتلال لشق الصف الوطني الفلسطيني وتشتيت الساحة الداخلية.
ورأت الصحيفة، "أن حركة الجهاد الاسلامي ضاعفت الأيام الأخيرة من تأثيرها في الضفة الغربية، مستغلةً ضعف أجهزة الأمن الفلسطينية والأزمة الاقتصادية، ووقف التنسيق الأمني مع "إسرائيل". وقالت الصحيفة: "في الأيام الأخيرة أقام نشطاء الجهاد الإسلامي بيوت عزاء في عدد من المدن بينها بيت لحم وجنين حيث تتواجد القوة الأكبر للجهاد في الضفة المحتلة، ويبدو الأمر نادراً مع ملاحقة نشطاء الجهاد قبل السلطة و"إسرائيل"، إلا أن السلطة سمحت بإقامة بيوت العزاء لشلح". وهذا معناه ان "اسرائيل" كانت تريد من السلطة منع اقامة بيوت عزاء لشهيد الامة الدكتور رمضان شلح رحمه الله, فإقامة بيوت العزاء لم يكن ابدا بسبب ضعف اجهزة امن السلطة ولا بسبب الضغوط الاقتصادية عليها, انما هو نابع من احساس السلطة بالمسؤولية الوطنية والانسانية تجاه حركة الجهاد الاسلامي وامينها العام السابق الدكتور رمضان شلح لفلسطين, فحركة الجهاد الاسلامي قدمت الكثير من اجل فلسطين, وقدمت امينها العام المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي والعديد من قادتها السياسيين والعسكريين, ولا زالت تقدم المزيد من التضحيات لأجل القضية الفلسطينية, وتتلاحم مع فصائل المقاومة للتصدي لمخططات الاحتلال ومؤامراته, وتسعى لوحدة وتماسك الجبهة الداخلية الفلسطينية لإسقاط كل المؤامرات والمخططات التي تحاك لتصفية القضية الفلسطينية, واخطرها ما تسمى "بصفقة القرن" التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية, وتؤسس لمرحلة نضال جديدة في وجه الاحتلال, بمشاركة كل الفصائل الفلسطينية والسلطة واجهزتها الامنية.
من الجيد ان يعترف الاحتلال بقوة حركة الجهاد الاسلامي في الشارع الفلسطيني بالضفة, ويدرك ان كل محاولاته لإنهاء وجودها هناك باءت للفشل, وعلينا كفلسطينيين ان نعي كيف يبث الاحتلال سمومه في هذه التصريحات وما هو الغرض منها, فمن يفهم طبيعة هذا الاحتلال يدرك تماما خبث نواياه.