بقلم / د. عبد الرحيم جاموس
تتصاعد حملات الترهيب والتشكيك والتبخيس في حق فلسطين الشعب والقيادة والسلطة والمنظمة، بسبب الموقف الوطني الثابت وضد المشروع الوطني بأكمله، بمختلف وسائل التهديد والوعيد والترغيب وبأدوات وأساليب مختلفة بدءا من قطع المساعدات إلى مواصلة سياسات الحصار والقتل والإعتقال والتجويع وهدم المنازل وقطع الأشجار وتجريف الأراضي ومصادرتها أو ضمها، كل ذلك من أجل ثني القيادة الوطنية عن مواقفها الوطنية الرافضة لصفقة القرن وغيرها من الخطط التصفوية للقضية الفلسطينية وكسر شوكة الشعب الفلسطيني وإحباطه عن مواصلة نضاله، تنشط العقارب والأفاعي التخذيلية التشكيكية الداخلية من خلايا العدو النائمة والمنتشرة الممثلة للطابور الخامس ودوره الخطير تحت دعاوى الإصلاح وغيرها من المواقف، مستخدمة مختلف وسائل الإعلام وخاصة منها وسائل التواصل الإجتماعي ويتداولها الخبثاء والمحبطين، إضافة إلى المواقف غير الواعية وغير الواقعية للبعض، كل ذلك بهدف كسر شوكة القيادة والشعب الفلسطيني من خلال أساليب متعددة ومتنوعة منها تكريس حالة الإنقلاب والعمل على استمرار شق الصف الوطني الذي لا يخدم سوى المحتل ومشاريعه التصفوية، اليوم 14/06/2020 يكون قد أكمل الإنقلاب عامه الثالث عشر، فماذا جنى شعبنا الفلسطيني وقضيته من هذا الإنقلاب ؟
هل هناك من فائدة فيه لشعبنا سواء في غزة أو غيرها لتعطيه مبررا للبقاء والإستمرار؟
من هم رعاته والمحافظين على ديمومته ومازالوا يمنحونه أوكسجين الحياة ..؟! بتكليف من قيادة البيت الأبيض وأدواتها في المنطقة حسب اعترافهم، سواء في عهد الرئيس ترامب أو من سبقوه، لم تعد قواعد اللعبة الإقليمية والدولية خافية على أحد...
إن هذه الحملات المبرمجة ماهي إلا هجمات إسرائيلية أمريكية مرتدة على الموقف الفلسطيني والعربي والدولي من ضرورة إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية وعلى مباديء عملية السلام والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وعلى مبادرة السلام العربية ...
رغم شدتها وضراوتها وخبث وسائلها السرية والمعلنة، ومهما تهاون البعض أو تواطئ البعض الآخر معها، إنها لن تفلح ولن تستطيع تغيير المواقف الثابتة للشعوب والدول العربية وغيرها من دول العالم الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة وغير القابلة للتصرف في وطنه فلسطين ...
طالما أن الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية ثابتون على مواقفهم وصامدون في وجه هذه الهجمات والمخططات السياسية والديبلوماسية والأمنية والمواقف المشبوهة، فإنها مصيرها الفشل الذريع.
إن كافة دول العالم تدرك وفي مقدمتها الدول الشقيقة عربية وإسلامية وتعرف يقين المعرفة أن القضية الفلسطينية ليست قضية تجارية أو اقتصادية رابحة أو خاسرة ..!
إنما هي قضية تحرر وطني وقضية إنهاء احتلال واستعمار بغيض يرزح تحت وطأته الشعب الفلسطيني ويكتوي بناره يوميا على مدار اثنان وسبعون عاما آن له أن ينتهي ...
وآن للشعب الفلسطيني أن يتمتع بحريته واستقلاله وأن يعود اللاجئ منه إلى وطنه ومدينته وقريته ودياره وأن يعمرها ويعيش فيها في أمن واستقرار وسلام وآن الأوان للشعب الفلسطيني أن يقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس .. وأن يبني مستقبله فيها بحرية واحترام وأمان ...
من يعتقد أنه قادر على كسر الموقف الوطني للشعب والقيادة الفلسطينية من هذا الأمر فهو واهم ...
لن تستطيع كافة التهديدات وحملات التشكيك المبرمجة ولا أموال الدنيا وغيرها من المغريات أن تنهي هذه القضية الضاربة جذورها في أعماق الجغرافيا والتاريخ ...
إن الفشل الذريع ينتظر كافة الحملات والمؤامرات...
نقولها بكل ثقة قبل أن يحسم الكثيرون مواقفهم منها ...
هل يدرك اليمين الحاكم في المستعمرة بزعامة نتنياهو وغانتس وسيد البيت الابيض وفريقه، والطابور الخامس من المشككين والمخذلين والخارجين على وحدة الصف والساعين إلى لعب أدوار في الخفاء تتساوق وسياسات المحتل، إن هذه الخلاصة والنتيجة التي تنتظر مشاريعهم، وهجماتهم المرتدة وتحديهم للقانون والشرعية الدولية، وإعتداءاتهم المستمرة على الأمن والسلام وعلى حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته ..!
وللحديث بقية..