بقلم / سري القدوة
لن ولم نيأس وكتبنا وسوف نستمر بالكتابة والتطرق الى اهم خيارات النضال والكفاح والقاعدة والمرتكز الاساسي للشعب الفلسطيني وهو خيار الوحدة الوطنية وستبقى رسالتنا الى جميع الفصائل والأحزاب والتوجهات السياسية والاجتماعية والقيادة الفلسطينية تحمل مضامين الوحدة الوطنية لأنها خيار الشعب الفلسطيني الاوحد مهما تقاطعت المصالح وتقاسم الاخرون المناصب والغنائم وفرض الاحتلال سياساته الشائكة ومحاولاته لضرب القيم الوطنية والأخلاقية والنضالية الفلسطينية فلن نتخلى عن خيار الوحدة وعودة قطاع غزة الى الشرعية الفلسطينية التي هي صمام امان المستقبل والدولة الفلسطينية.
ان الاحتلال الإسرائيلي يكثف من إجراءاته العدوانية تجاه أرضنا وشعبنا خاصة في مدينة القدس المحتلة وأهلها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ويستهدف شخصياتها الاعتبارية الدينية منها والوطنية تارة بالإبعاد المتكرر عن الأقصى كما يحصل الان مع خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري وغيره من أبناء القدس المدافعين عن فلسطينيتها وعروبتها وإسلاميتها وتارة أخرى بالاعتقال والإعدام كما حصل مع الشهيد اياد الحلاق رغم أنه من ذوي الإعاقة.
في ظل هذه المعطيات وهذا الواقع السياسي والظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية لا بد من العمل على تحقيق المصالحة الوطنية؛ لأننا اليوم أحوج ما نكون لإنهاء الانقسام لمواجهة كافة التحديات والمؤامرات وإحباط كل محاولة للمساس بشرعية تمثيل شعبنا ولهذا فإن استعادة وحدة الوطن وإنهاء حالة الانقسام هو أول ما نسعى إلى تحقيقه؛ فوحدتنا الوطنية وتمتين علاقاتنا مع أشقائنا العرب وكسب أوسع تأييد دولي لقضيتنا هي متطلبات لا غنى عنها لتحقيق النصر.
ما من شك بان المؤامرات تتسع، وتتشابك المصالح، والبحث عن بديل لتمرير مشاريع الاحتلال بات مهمة الادارة الامريكية وأجهزة مخابرات الاحتلال والتشكيك في القدرة العربية على التصدى لمخططات الضم وقدرة القيادة على امكانية تسيير الامور الحياتية بعد ان تم الغاء اتفاقيات اوسلو فبدلا من تجسيد الوحدة الوطنية لجأ البعض الي وضع العراقيل والاسترسال في خطب الوعظ والإرشاد واستغلال الظروف التي تمر بها الحكومة الفلسطينية للتشكيك في امكانياتها واستمرارها بدفع رواتب الموظفين والنيل من المقدرة الفلسطينية لاجتياز مخاطر المرحلة والتحول الى الدولة الفلسطينية وإصدار جوازات سفر فلسطينية وفقا لقاعدة البيانات والتعداد العام ووضع السياسات المالية لدولة فلسطين، فان هذه المرحلة حساسة ودقيقة وتطلب وحدة الصفوف والتوحد من قبل الجميع لحماية مؤسسات الدولة ووقف نزيف الاحتلال ومؤامراته.
اننا على العهد ماضون عهد الشهداء وان دماءهم لن تذهب هدراً ولا عذابات أسرانا البواسل فالاحتلال إلى زوال والحرية قادمة بكل معانيها وأبعادها وستقوم دولة فلسطين المستقلة وسيأتي غد لن يبقى فيه لاجئ فلسطيني واحد يعاني في منافي التشرد ولا أسير واحد في زنازين المحتل طالما كانت افاق الوحدة هي النبراس الذي يسترشد منه الطليعة الثورية والكفاحية فان المستقبل مبني على وحدة الجهود الوطنية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية التي هي اطار الدولة الفلسطينية الوليدة.
إن الشعب الفلسطيني يتصدى لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية وأن انطلاقة المسيرات في الاراضي المحتلة ومواصلة التصدى لمشاريع الاستيطان هي مهمة وطنية شاملة في هذه المرحلة التي تهدف الى تركيع شعبنا، وتؤكد للعالم رفض هذا الشعب العظيم لسياسة الاحتلال المدعوم من الإدارة الأميركية وستبقى مسيرة النضال مستمرة حتى احباط كل مشاريع ومؤامرات التصفية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حقوق عودة اللاجئين في العودة إلى ديارهم.