غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

في ذكرى ارتقائه..

القائد دانيال منصور.. مسيرة جهادية حافلة تكللت بالشهادة 

الشهيد دانيال

شمس نيوز/ غزة

يصادف اليوم، الذكرى السنوية السادسة لارتقاء القائد في سرايا القدس دانيال منصور، الذي تميّز بسيرة ومسيرة جهادية مشرفة.

ولد القائد الشهيد دانيال كامل محمد منصور في حزيران 1973، لعائلة تعود أصولها لبلدة القسطينة، استقر بها الحال بعد الهجرة، بمخيم الشابورة في مدينة رفح.

درس القائد منصور الابتدائية والإعدادية بمدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، وأكمل دراسته الثانوية فرع الصناعة بمجال الصيانة والكهرباء.

تزوَّج عام 1994 وأنجب خمسة من الأبناء هم عبد الله وعلاء وأسامة وسارة وبيسان. 

تقول عنه رفيقة حياته، إنها وجدت في زوجها صفات الإنسان الخلوق ذو الهمة العالية، والروح المرحة، مشيرةً إلى أنه كان يتمتع بحب جميع من حوله. 

وتابعت أم عبد الله حديثها لموقع السرايا: "إن زوجها اعتاد على تربية القطط فتجلَّى عطفه عليهن، حيث كن يأتينه كُلَّما شممنَ ريحه، وأدركن حضوره في المنزل، وكان يُجهز لهُنَّ الطَّعام في وعاءٍ صغير، حيث كان لديه قطة محببة إليه وعقب استشهاده اختفت، ولم تعد للبيت". 

وكان الناظر إلى القائد دانيال في حياته يجده إنسان أشبه بـ "المحرك" لا يكل ولا يمل، يعمل في كل الظروف ولا يأبه بالمعيقات.
عمل القائد دانيال بالعديد من المهن كالبناء والسباكة، وكان له محله الخاص في بيع أدوات السباكة.

مارس القائد دانيال دوره الجهادي في قيادة المسيرات، وتنظيم بيوت عزاء الشهداء، وأشرف على تنظيم مسيرات الأكفان، وفعاليات حرق الأعلام الصهيونية والأمريكية، إلى جانب اهتمامه الشديد بزيارة أهالي الشهداء وعوائلهم. 

مع بدايات اندلاع (انتفاضة الأقصى)، بدت علامات الفرح تظهر على القائد دانيال، الذي برز دوره في قيادة العمل بمدينة رفح، ولم ينحصر دوره في تجنيد الشباب وتأطيرهم الحركي، بل حمل سلاحه البسيط وكان يذهب مع مجموعة من الشباب للاشتباك مع جنود الاحتلال وآلياته عند بوابة صلاح الدين الحدودية، ما أدى إلى إصابته في أحد الاشتباكات بإصابة خطيرة في الكبد، لكن بفضل الله ومنته تعافى من هذه الإصابة، وعاد ليباشر عمله من جديد.

لاحقاً كُلف القائد دانيال من قبل الدائرة العسكرية بإدارة ملف الإعلام الحربي لسرايا القدس، حيث أحدث الشهيد نقلة نوعية في مجال الإعلام المقاوم، وعمل على تطوير العمل الإعلامي من خلال إصدار الكثير من الكتب والنشرات والدوريات، وكذلك إنتاج الكليبات العسكرية التي تخص الشهداء وسيرهم الذاتية، وتوثيق العمليات العسكرية للسرايا.

ونظراً لتميز القائد دانيال منصور وتحليه بروح المسؤولية العالية، وتحمله لهموم العمل كلها على كاهله، فقد تم تكليفه من قيادة سرايا القدس بالمسؤولية عن قيادة ملف المعلومات والاستخبارات في قطاع غزة، وقد أحدث الشهيد منذ اللحظة الأولى تطويراً بهذا الملف، واستقطاب العديد من عناصر  مميزة في هذا المجال.

وفي الفترة التي سبقت معركة "البنيان المرصوص"، كُلف القائد دانيال بمسؤولية قيادة سرايا القدس في لواء الشمال، حيث كان يتنقل بين المناطق في قطاع غزة، ويشرف بنفسه على إنجاز العديد من النقاط التي تخص العمل، ويقوم بالوقت ذاته بدور الأخ والقائد والمربي، والكل يصغى إليه، وكان يشعر بمدى مسؤولية هذا القائد الفذّ وبمدى إحساسه بالعمل وإخلاصه وتفانيه في السير على خطى الشهداء. 

وفي الأيام الأخيرة التي سبقت لحظات استشهاده كان القائد دانيال، يستحضر ذكرياته مع الإخوة الذين رافقوه على امتداد فترة عمله في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، وكان كثيراً ما يردد أسماءهم، ويسأل عنهم وعن أحوالهم وكأنه يودع الدنيا، بحسب موقع السرايا.

ولم يمضِ على القائد كثير من الوقت حتى فارقه أعز الناس على قلبه، وعلى رأسهم القائد الشهيد صلاح الدين أبو حسنين، والقائد الشهيد شعبان الدحدوح، والقائد الشهيد حافظ حمد، والقائد الشهيد محمود زيادة، وكثيرون ممن تأثر كثيراً لفراقهم خلال معركة "البنيان المرصوص". 
ومع اشتداد المعركة واستمرار العدو في غيّه وطغيانه من قصف للبيوت واستهداف للمناطق المأهولة بالسكان والعائلات والأبراج، أقدم العدو الإسرائيلي في الثالث من شهر أغسطس آب 2014 على استهداف  أحد البيوت التي تعود ملكيتها لعائلة "نجم" في جباليا شمال قطاع غزة، والذي كان القائد دانيال، متواجداً بداخله هو، ومجموعة من إخوانه المجاهدين، حيث ارتقى مع المجاهد  عبد الناصر العجوري، وأغلب سكان المنزل شهداء.