شمس نيوز/ غزة (تحرير خاص)
أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، أن حريق المسجد الأقصى، لا يزال مشتعلاً، رغم مرور 51 عاماً على هذه الحادثة الأليمة.
وقال الشيخ عزام في تصريحاتٍ لقناة "القدس اليوم" الفضائية مساء الجمعة:" الأقصى أكبر عناصر الإلهام لهذه الأمة كي تتذكر أن هناك مأساةً يعيشها المسلمون".
واعتبر أن الأقصى من عناصر التحفيز لهذه الأمة كلها، في مواجهة الإنهيار، والتطبيع، والهرولة باتجاه "إسرائيل".
وبيّن الشيخ عزام أن المطبعين واهمون إذا كانوا يعتقدون غير ذلك، مشيراً إلى أن الأقصى بحجارته، وأسواره، وأبوابه حتى الأشجار في باحاته كل ذلك ينطق تاريخاً وثورة وشهداء.
وشدد على أن هؤلاء المطبعين واهمون، ولا يتعظون من دروس التاريخ، مستهجناً بشدة تفاخر هؤلاء بالعلاقة والتحالف مع "إسرائيل" وتصوير ذلك في تصريحات ومقالات لهم بأنه انجازٌ كبير.
وأوضح الشيخ عزام أن المسجد الأقصى يقف ليقول لهؤلاء: لا، سيسقط تطبيعكم، وسيسقط رهانكم على العلاقة مع المحتل، وفي النهاية سيعود الحق لأصحابه.
ولفت إلى أن ذلك يحتاج لبعض الوقت، فالحديثُ هنا عن نهضة أمة، وعن برامج يجب أن تُفعل لهذا الهدف، مستدركاً بالقول "لكن على صعيد المبدأ، والقيمة، والمشاعر، والرؤية لا يمكن أن تتغير".
وتحدث الشيخ عزام عن التعبئة الصهيونية، التي دفعت لإضرام هذا الحريق قبل ما يزيد عن نصف قرن.
وقال بهذا الصدد:" أعداؤنا يزرعون الأحقاد والتطرف والعنصرية في تعبئتهم وتربيتهم ومسلكياتهم، وهم لا يعرفون شيئاً عن السلام، والأمر لا يتعلق بمستوطن معتوه جاء من كندا أو استراليا، وأضرم النار بالمسجد الأقصى، الأمر يتعدى ذلك بكثير".
وفصّل الشيخ عزام "واضح تماماً أن هذا نهج وأفعال تُغذيها وترعاها السياسة الرسمية الإسرائيلية، وتحميها المؤسسة العسكرية بالكيان، إنهم يؤججون العنف والعدوان ويُذكون الحقد، والتطرف، والتعامل مع الآخرين بأنهم دون، وهم بالنسبة لهم خدم!".
واستشهد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على ما تحدث به، بإحراق منزل عائلة دوابشة بمن فيه من نساء وأطفال، وإحراق المساجد وقصفها في الحروب العدوانية، وارتكابهم المجازر البشعة، التي دانها واستنكرها العالم، ولعل مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة، ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية، شاهدة على ما يقومون به، لاسيما تقرير "غولدستون"، ومئات النماذج الأخرى.
وأعرب الشيخ عزام عن أسفه وامتعاضه في الوقت ذاته لعدم وجود تعبئة عربية وإسلامية ضد الأعداء، بل إن ما تقوم به الأنظمة الرسمية هو محاولة تثبيت للهمم والعزائم، واستئصال القيم الإسلامية من حياتنا ومن مجتمعاتنا، مع سبق الإصرار على نشر الخلاعة والمجون والحث على الانحلال!!.
وأضاف " انظروا لما تقوم به معظم الدول العربية والإسلامية من خلال وزارات الثقافة.. انظروا إلى برامجهم وما يبث لتشويه ثقافتنا وأخلاق أجيالنا، في المقابل لا يكاد يوجد حث على تعزيز قيم ديننا العظيمة".
ونبه الشيخ عزام إلى أن الأمة نهضت عندما ألغيت الحواجز بين الناس، ونُسفت مظاهر الفوقية، والعشائرية، والطبقية.. نهضت عندما وقف أبو بكر العربي مع صهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وبلال الحبشي (رضي الله عنهم أجمعين)، وقفوا صفاً واحداً لبناء مجدها، والتصدي لأعدائها.
ومضى يقول :" الإسلام ينهض بالناس، ويأخذ بأيديهم إلى المستوى الرفيع الذي جاءت به شريعة السماء".
وتطرق الشيخ عزام، إلى عربدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضد كل العالم وبالأخص ضد العرب، مشبهاً أفعاله بأفعال رجال العصابات و"المافيا"، متسائلاً: أين وسائل التوعية والتعبئة من هذا الصلف؟!.
وأعرب الشيخ عزام عن أسفه الشديد لغياب منظومة القيم من واقع الأمة اليوم، وابتلائها بهذه الأشكال الزائفة من الزعماء، الذين رضوا لأنفسهم الذل والمهانة، فيما الأمل معقودٌ على شعوبهم الحرة، التي لن تصمت على هذا الضياع والانفلات.