شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
شهد قطاع غزة ومع تسجيل أول حالات الإصابة بفيروس "كورونا" داخل المجتمع، سلسلةً كبيرة الشائعات، حول مسببات انتشار الوباء، بالإضافة إلى ذكر بعض الأسماء، والشخصيات المُسببة لانتشاره أو حتى المُصابة به.. هذه الشائعات انعكست بالسلب على المواطنين في القطاع.
ولهذا صار الشغلُ الشاغل للجهات الأمنية والرسمية المختصة كالنيابة العامة، ملاحقة وتعقب مصادر بث هذه الشائعات، وتحديد عقوبات صارمة، بموجب القانون لمن يروجها، لاسيما عبر منصات التواصل الاجتماعي.
شائعات ربحية!
ويرى المختص في الشأن الأمني مرشد أبو عبد الله، أن هذه الأخبار والشائعات في غالبها، تُلامس رغبات أو مخاوف المواطنين، وهذا ينعكس على سلوكهم وتعاملاتهم.
وأشار خلال حديث مع "شمس نيوز" إلى أن الشائعات مهما كانت، فهي تُشكل خطراً على الحالة المجتمعية برمتها.
ولفت أبو عبد الله إلى وجود عدة أهداف يحاول مطلقو الشائعات الحصول عليها، منها ما هو ربحي وزيادة عدد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يمر به المجتمع حاليًا، ومنها ما هو سياسي وهذا يحصل وقت الحروب لإرباك الطرف الآخر، ومنها ما يكون على سبيل الفكاهة.
وتابع حديثه "الشائعات في ظل انتشار فيروس "كورونا" وغيره من الأوبئة، تكون أخطر من عدوى الفيروس نفسه، وتسبب حالة من التخبط والإرباك لدى المواطنين"، منوهاً إلى أن الشخص المصاب يتحمل المرض، ويخرج منه بعد فترة العلاج، أما العامل النفسي المرتبط بالإشاعات فمن الصعب الخروج منه بعد فترة زمنية طويلة.
ولا يستبعد أبو عبد الله، وجود أيدٍ خارجية تُحاول استغلال الوضع في غزة لبث الشائعات، مشيرًا إلى أنها تهدف من ورائها لزعزعة المواطنين والجبهة الداخلية في القطاع.
ووفق المختص الأمني، فالمسؤولية الاجتماعية تقع على كلا الطرفين (المواطنين والحكومة) فالمواطن يقع على عاتقه الالتزام بما يصدر عن الجهات المختصة، والالتزام ببيته واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، أما الجهات المُختصة فمن واجبها أن تقطع الطريق على مروجي الشائعات من خلال عرض المعلومات على مستوى أوسع.
وأوضح أن هنالك مواقعاً وصفحاتٍ على وسائل التواصل الاجتماعي للجهات الحكومية تقوم بنشر كل المعلومات الرسمية أولًا بأول، بالإضافة إلى الإيجاز الصحفي اليومي الذي تخرج به وزارة الصحة، والذي يكون عبارة عن وجبة متكاملة لتطورات انتشار المرض وعدد الإصابات فيه.
وتابع أبو عبد الله "هناك وجبة معلوماتية يومية تصدر في الإيجاز الحكومي على المواطنين أخذ أخبارهم منها"، مشيرًا إلى أن الإيجاز الصحفي مرة أو مرتين في اليوم يُعطي صورةً كاملة، وفي ذات الوقت تكرار الخروج به أكثر من ذلك يُضعف إجراءات الحكومة.
الشائعات والتنمر
بدوره، يرى المختص الأمني محمد أبو هربيد، أن الشائعات التي خرجت في ظل انتشار فيروس "كورونا" بغزة، مرتبطة بشكلٍ أساسي بالتنمر.
وأكد أبو هربيد خلال حديث لـ"شمس نيوز"، أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في انتشار الشائعات، حتى أن البعض بدأ يشك بأن الفيروس تقف وراء انتشاره داخل البلد عائلة ما أو أشخاص معينين.
ولفت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء عليها، هم من يضيقون الخناق على المواطن، من خلال المعلومات غير الصحيحة التي يقوم البعض بنشرها.
ووفق أبو هربيد فالفراغ الذي نتج عن عمليات منع التجول، وعدم وجود ما يُلهي الجمهور، يساهم مساهمةً طبيعية في تنامي الشائعات، مشيرًا إلى أن كل الدول التي انتشر فيها الفيروس تعرضت للإشاعات وعملت على ملاحقتها من خلال وِرش عمل مختلفة.
وضرب أبو هربيد المثل فيما حصل بجنوب إيطاليا عندما خرجت شائعة بأن الحكومة ستعمل على حَجره لوجود بؤرة لتفشي "كورونا" هناك، مبيناً أنه فور انتشار الشائعة هرب أهل الجنوب إلى وسط وشمال البلاد خوفًا من الحجر، وكان موجوداً بينهم عدد من المصابين، وعندما هربوا نشروا المرض في كل أنحاء إيطاليا، تبع ذلك دخول البلد في أزمات سياسية واقتصادية، فيما لم يتمكن الجهاز الصحي من مقاومة هذه الحالات، رغم التطور الكبير في إيطاليا.
وطالب أبو هربيد من الجهات الحكومية الاستمرار في منهجها من خلال الإيجاز الصحفي، ووضع المواطن في صورة كل التطورات، مشددًا على أهمية أن يأخذ المجتمع معلوماته من مصادرها الرسمية بشكل سريع قطعاً للطريق على الإشاعات.
ووجّه دعوة للصحفيين والكتاب والنخب والنشطاء أن يحدوا من تأثير هذه الشائعات، من خلال تقديم توجيهات للمواطنين بكيفية التعامل معها، وتسهيل وصول المعلومات للمواطنين والتأكيد على التزام إجراءات السلامة والوقاية.