شمس نيوز/ جنين
أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشيخ خضر عدنان، أن الشعوب العربية والإسلامية تتشارك الهموم والقضايا وفي مقدمها القضة الفلسطينية التي تعتبر قضية المسلمين الأولى.
وقال الشيخ عدنان في تصريح صحفي عممه المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، إن قوى الشر والظلم والطغيان تسعى لتفرقة المسلمين والعرب، وتشتيت وحدتهم وتجزئة قضاياهم، وهذا أمر يجب أن نتصدى بمزيد من التلاحم والتضامن فيما بين شعوب الأمة.
جاء ذلك في حديث وجهه القيادي عدنان للنشطاء البحرينيين الرافضين لاتفاق النظام البحريني مع العدو الصهيوني، خلال استضافته عبر الانترنت من السيد عباس شبر رئيس وحدة الحريات الدينية في منظمة السلام البحرينية لحقوق الإنسان، للحديث عن خطوة النظام البحريني لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني.
وشدد، على رفض الشعب الفلسطيني السماح لأي زائر مطبع بدخول المسجد الأقصى المبارك، استناداً لفتاوى العلماء والمرجعيات الدينية في القدس التي تحرم زيارة الأقصى من قبل المطبعين مع العدو الصهيوني.
واستعرض الشيخ عدنان تجربته في سجون الاحتلال الصهيوني ومعارك الإضرابات التي خاضها للمطالبة بحقه في الحرية، موضحاً أن المقاومة حق للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الغاصب.
وتطرق، إلى سياسات التنكيل بالأسرى المرضى وحرمانهم من العلاج مما أدى إلى استشهاد كثير من الأسرى نتيجة سياسات الإهمال الطبي وهي سياسة إعدام بطيء يتعرض لها الأسرى المرضي في سجون الاحتلال.
وقال باستنكار شديد إن المنظمات الدولية تعجز عن توثيق ما يحدث من تجاوزات وتخضع لضغوط متزايدة تمنعها من فضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى.
ودان القيادي عدنان نهج التطبيع الذي تبناه النظام البحريني ومحاولته إقحام المؤسسات الرياضية في جريمة التطبيع متجاوزاً بذلك الإرادة الشعبية البحرينية، ووصف هذا النهج بأنه استفراد من قبل نظام الحكم الذي جاء بدون اختيار حر وبدون انتخاب أو اختيار يعبر عن إرادة الشعب البحريني.
ودعا عدنان النخب والعلماء والمراجع الدينية في الخليج للتصدي لنهج التطبيع وعدم الصمت على هذه الجريمة، وعدم السماح للولايات المتحدة والعدو الصهيوني بفرض إملاءاتهم على دول الخليج، لافتاً إلى أن الاستبداد وتكميم الأفواه إلى زوال ولا يفلح القمع في تغييب الإرادة الشعبية.
وقال عدنان إنه من المستنكر أن تقوم السعودية بتشجيع التطبيع وإعطاء الضوء الأخضر لحكام الإمارات والبحرين لعقد اتفاقات مع العدو الصهيوني، وفتح المجال لأن تتحول الديار المقدسة إلى مرتع للاحتلال الصهيوني والأمريكي.
وبيّن القيادي عدنان أن الحديث "التسامح والتعايش" هو كذبة كبيرة وممارسة للخداع والتضليل من قبل المطبعين، فالصهاينة الذين يحتلون بلادنا فلسطين هم غرباء ومعتدون جاؤوا من أصقاع الأرض كمحتلين ومستعمرين، وإن لهم مطامع كبيرة في السيطرة على بلادنا ونهب خيراتها، لافتاً إلى أن الصهاينة يحتقرون حكام وزعماء دول الخليج ويستخفون بهم ويسخرون منهم.
ووصف عدنان موقف الجامعة العربية من التطبيع والعلاقات مع العدو الصهيوني بـ"الموقف المخزي والمتنكر للثوابت القومية والعربية".
ورد القيادي عدنان على سؤال حول ما تردد على لسان بعض الصحفيين الصهاينة عن قرب إقامة قاعدة عسكرية صهيونية في البحرين، قائلاً: إن حاكم البحرين يظن أن التعاون العسكري والأمني مع العدو الصهيوني سيشكل حماية لحكمه، هذا لن يكون حماية له بل تهديد وتقويض لأمن واستقرار منطقة الخليج، لأن هذا التعاون سيكون هدفه التعدي على دولة جارة وصديقة هي إيران التي تقف مع القضية الفلسطينية، وهذا الأمر لن يكون أبداً في مصلحة منطقة الخليج".
وأكد القيادي خضر عدنان أن هناك قواسم مشتركة كبيرة وعديدة تجمع المسلمين في هذه المنطقة والعالم، وإن القضية الفلسطينية كانت دائما عامل توحيد لشعوب الأمة العربية والإسلامية، وإن الحكومات التي تقترب من فلسطين تقترب من الشعوب وتعبر عن إرادتها.
وشدد على أن انتقادنا وتنديدنا بسياسة الحكام المطبعين والمستبدين لا يعني أننا نختلف مع الشعوب، فنحن تربطنا بهذه الشعوب علاقات وطيدة وقوية ونحترمهم ونقدر تضحياتهم وما قدموه من دعم لفلسطين وقضيتها، معبراً عن رفضه لأي محاولة للإيقاع بين الشعب الفلسطيني وأشقائه من الشعوب العربية والإسلامية.
وعلّق الشيخ عدنان على محاولة بعض وسائل الإعلام المتصهينة الإساءة للشعب الفلسطيني ومقاومته، والترويج في خطابها الفاسد قضايا خلافية وادعاءات باطلة مثل القول بأن الفلسطينيين تخلوا عن قضيتهم وغير ذلك من الأكاذيب والافتراءات، فقال: إن تضحيات الشعب الفلسطيني والشهداء الذين قدمهم، والبيوت التي هدمت، وأعداد الأسرى في سجون الاحتلال خير دليل على ثبات الفلسطيني المؤمن بقضيته وأحقيتها، وهناك قسم كبير ممن كانوا يسيرون في مسار التسوية تراجعوا وأدركوا أن خيار التسوية هو خيار عقيم وأن السلام مع الاحتلال وهم وسراب، مستدلاً بهَبّة المقدسيين ورباطهم وقوافل القادمين من شتى مناطق الأراضي المحتلة عام 48 للصلاة في الأقصى والرباط في ساحاته والدفاع عنه، فكل ذلك يؤكد على تمسك الشعب الفلسطيني بحقه ووحدة صفوفه في مواجهة العدوان.
وحذر الشيخ عدنان من محاولة الأنظمة ومعها أمريكا والاحتلال الصهيوني من اشعال مزيد من الفتن بين الشعوب العربية والإسلامية من خلال التحشيد الطائفي بين السنّة والشيعة، داعياً إلى رفض ونبذ الفتنة الطائفية وإخمادها، وقال إن ذلك يتطلب موقفاً من العلماء والمراجع لدى السنة والشيعة بالتقارب وتعزيز المشترك وتنحية الخلافات الثانوية.
وفي ختام حديثة أشاد الشيخ خضر عدنان بالرفض الشعبي لنهج التطبيع من قبل الشعب في البحرين، وقال إن هرولة الأنظمة نحو التطبيع تعبر عن ارتباكها وإفلاسها، وطالب بتعزيز برامج المقاطعة في شتى المجالات وإغلاق الأبواب أمام محاولات اختراق السوق الخليجي من قبل الشركات الصهيوني، موضحاً أن هذا الأمر مرتبط بالحس الوطني والإرادة الشعبية لدى الجماهير العربية في البحرين والإمارات.