غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبير سياسي: نحن بحاجة لتغيير شامل في النهج والسياسات والأدوات والأشخاص حتى نأخذ مكاننا اللائق

هنية وعباس.jpg

شمس نيوز/ رام الله

اعتبر رئيس المركز الفلسطيني لأبحاث السياسة (مسارات) هاني المصري، أن الانحدار في الموقف الفلسطيني، جاء من خلال اعتماد المفاوضات، وتقديم التنازلات المجانية، عبر مسيرة التسوية، من دون امتلاك أوراق القوة.

وقال المصري في مقالٍ له وصل "شمس نيوز" نسخة عنه: "بدأ الانحدار في الموقف الفلسطيني، ليس بالقبول بسلطة على أي شبر يتم تحريره في العام 1974، ولا باعتماد برنامج جوهره إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 في العام 1988، (..) وإنما يكمن جذر الخلل في تصور أن ذلك يتم عبر التخلي عن المشروع الوطني واعتماد المفاوضات وتقديم التنازلات المجانية وإبداء حسن السلوك، وعن تصور إمكانية التسوية التفاوضية من دون امتلاك أوراق القوة".

وشدد على أن امتلاك أوراق القوة، وحدها تسمح بتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه في كل مرحلة، على طريق تحقيق كل الأهداف.

ولفت المصري إلى أن الوقوع في مصيدة التسوية التفاوضية كان نتيجة قناعة خاطئة بأن الحركة الصهيونية - وتجسيدها "إسرائيل"- مستعدة لقبول "حل وسط" تاريخي يقوم على تقاسم الأرض الفلسطينية من دون ربطها بتغيير موازين القوى؛ إلى السير في طريق تقديم التنازلات المتواصلة لإقناع الأعداء بقبول التسوية التفاوضية، وصولًا إلى قبول فلسطيني بالقرارين 242 و338، خلال مبادرة السلام التي أقرها المجلس الوطني في العام 1988، من دون حتى ربطهما بالمشروع الوطني الأساسي، ولا حتى بموافقة "إسرائيل" على القرارات الدولية الأخرى، خصوصًا القرارين 181 و194، أي استُبدِل برنامج التحرير والعودة ببرنامج الدولة، وهذا الطريق أدى إلى الاعتراف بحق "إسرائيل" في الوجود في اتفاق أوسلو، من دون اعترافها بأي حق من الحقوق الفلسطينية، بما فيها حق إقامة الدولة الفلسطينية، وجعل هذا الحق نفسه محل تفاوض مع "إسرائيل".

ورأى أن الرد على المحاولات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، تتطلب وحدة فلسطينية صلبة، على أساس شراكة حقيقية ورؤية وإستراتيجية جديدة تحدث تغييرًا شاملًا في النهج والسياسات والأدوات والأشخاص، فلا يكفي التهديد بحل أو انهيار السلطة، ولا بالوحدة والمقاومة الشعبية، بل يجب استكمال طريق التحرر من قيود اتفاق أوسلو وسحب الاعتراف بإسرائيل، وتغيير السلطة، وإعادة بناء وليس ترقيع مؤسسات منظمة التحرير القائمة.

وأضاف المصري "كما يتطلب الأمر توفير مقومات استمرار التواجد الشعبي والصمود والمقاومة المثمرة، والتخلص من إستراتيجية البقاء والانتظار وردود الأفعال والرهان على الآخرين وعلى نجاح بايدن أو سقوط نتنياهو، واعتماد إستراتيجية مبادرة قادرة على الاعتراف بالتطورات والحقائق الجديدة، وليس الانفصال عنها، بأفق السعي لتغييرها وليس الخضوع لها".

وفي هذا السياق، لفت إلى أنه ليس مطلوباً الانسحاب من الجامعة العربية، كون مثل هذه المواقف تفاقم عزلة فلسطين، وتسهل على الجامعة ككل ودولها المنفردة السير على هذا الطريق بسرعة أكثر، بل يجب رفع شعار استعادة الجامعة العربية المختطفة التي قامت من أجل فلسطين، ويجب أن تعود لفلسطين.

وختم المصري مقاله "المنطقة والعالم في تغير، وعلينا أن نواصل الصمود ونجري التغيير المطلوب، حتى نأخذ مكاننا اللائق في خارطة العالم الجديد".