غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المتسللون عبر الحدود بين مطرقة التجنيد والعمالة وسنديان النبذ الشعبي

متسللون.jpg
شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
شهدت الآونة الأخيرة تزايداً في محاولات التسلل عبر السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة، والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. هذه المحاولات تفشل في الغالب نظرًا لمتابعة ويقظة أجهزة أمن المقاومة، ووحدات الضبط الميداني. ومن يتمكن من الهروب والتسلل يكون قد عرض نفسه لعدة مخاطر من قبل جيش الاحتلال.
مراسل "شمس نيوز" تحدث مع المختص الأمني مرشد أبو عبد الله عن هذه المشكلة، وتوصيفه لها، حيث أكد أن حالات التسلل لا نستطيع أن نتحدث عنها بأنها ظاهرة، كون الظاهرة هي نشاط يسلكه عدد من أفراد المجتمع بشكل شبه منتظم، ويستمر لفترة طويلة.
واعتبر أبو عبد الله قضية التسلل بأنها قضية معقدة وخطيرة، ويجب الوقوف على أسبابها والدوافع التي يتحجج بها المتسللون، حتى نستطيع القضاء على هذه المسألة بشكلٍ كلي.
وشدد على أن أي مبررات يسوقها المتسللون، لا تبرر بحال مخاطرته بحياته وسمعته الاجتماعية في سبيل هذه المقامرة.
ووفق المختص الأمني فإن الأسباب التي يتحجج بها المتسللون "البحث عن فرصة للعمل داخل أراضينا المحتلة عام 48، في حال توهم المتسلل بنجاحه، ويظن أنه في حال فشلة سوف يتم اعتقاله، وبالتالي يحصل على مخصص أسير متناسياً أن الأسرى في السجون سيتعاملون معه بنفور وريبة ويضع نفسه في موضع الشك، وبعد انقضاء مدة الحكم سيخرج ليجد أن المجتمع قد نبذه وتعامل معه بريبة، لأنه هو من ذهب للاحتلال بقدميه وقام بتسليم نفسه لهم".
وتابع أبو عبد الله "جميعنا يعلم أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 13 عاماً قد أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر لأكثر من 70% حسب الإحصائيات الرسمية، وهي من أعلى النسب في العالم، إضافة لذلك نتج عن الحصار ارتفاع نسبة البطالة، حيث أن الاحصائيات الرسمية تشير إلى أن نسبة البطالة ارتفعت إلى ما يزيد عن 50% في المتوسط، وترتفع هذه النسبة بين خريجين الجامعات لتصل إلى ما يقارب 70% وهذه النسب تعتبر عالية جدًا، لكن الأصل ألا يدفع ذلك كله البعض من الشباب إلى اليأس، وأن يقوم بالتسلل لجانب العدو أو الانتحار".
وتحدث أبو عبد الله عن الحجج الاقتصادية للمُتسللين، موضحاً أن المشاكل العائلية والأسرية تُعد من ضمن ما يُبرر من قبل المتسللين، للإقدام على هذا الفعل.
ولفت إلى أن هناك عدداً من المتسللين، ادعوا أن سبب هروبهم هو سوء معاملة الأهالي لهم من ناحية الضرب المبرح من قبل الوالدين أو الإهانة من قبلهم أو من قبل أرباب العمل.
ومن الأسباب الأخرى للتسلل، الدافعية والحمية والتخطيط الفردي لمقاومة الاحتلال، متجاهلاً الآثار السلبية المترتبة على العمل العشوائي وغير المخطط له، فقد تنقلب نتائجه كارثية.
وأكد أبو عبد الله أن عدداً من حالات التسلل كانت لعملاء هربوا من الملاحقة الأمنية التي تنفذها أجهزة أمن المقاومة والأجهزة الأمنية التابعة للحكومة في غزة.
وكشف المختص الأمني عن أن بعض المتسللين قد وقعوا في وحل التخابر، ويريد من وراء تسلله مقابلة مُشغله (الضابط الذي يعمل العميل تحت إمرته).
ومن أسباب التسلل كذلك - وفق أبو عبد الله- حب الفضول والمغامرة أو بالأدق المقامرة، مضيفاً أن الصحبة السيئة وتعاطي المخدرات تدفعان البعض بالتقليد والتسلل.
وعن مخاطر هذا العمل يقول أبو عبد الله "في أي دولة يعتبر التسلل جريمةً يعاقب عليها القانون، ناهيك عن المخاطرة بالحياة، حيث أنها قد تودي بحياة المتسلل أو تتسبب بإصابته إصابةً بالغة تؤدي لافقاده الحركة أو أي عضو من أعضاء جسده".
بالإضافة إلى تلك المخاطر تزداد معاناة الأهل، والضغط النفسي عليهم - كما يشير المختص الأمني- حيث أن المتسلل عندما يتم افتقاد أثره يبدأ أهله بالبحث عنه، وإبلاغ الجهات الأمنية المختصة.
وتطرق أبو عبد الله إلى ما نشره جهاز الأمن التابع لسرايا القدس عن ضبطه لمجموعة من المتسللين، وكيف أوقع جهاز "الشاباك" الإسرائيلي بشر أعمالهم في وثائقي (بيت العنكبوت)، قائلًا "من خلال ما تم عرضه في هذا الوثائقي سُلط الضوء على إشكالية التسلل نحو السياج الأمني الفاصل مع العدو، وما صاحبه من تعريض المتسلل لخطر القتل أو الاعتقال أو محاولة العدو اسقاطه في وحل العمالة".
ونوه إلى أن المتسلل قد يتعرض لخطر الشبهات الأمنية نظراً لذهابه الطوعي صوب الحدود، ودون أي مبرر، خاصةً أن كل الشواهد السابقة أثبتت عدم الفائدة من وراء التسرب نحو العدو.
وبين أبو عبد الله أن المتسلل يسلك نفس الطريق الذي يسلكه العملاء الخونة من خلال مقابلة ضبّاط "الشاباك"، وهذا يلحق بالمتسلل شبهات أمنية هو في غنىً عنها.
وعن آليات مواجهة عمليات التسلل، دعا المختص الأمني لتوعية الأسر لحل المشاكل داخل البيت، وأن تكون المعاملة حسنة، ومتابعة الأبناء في سن المراهقة، وتوعيتهم بما يدور حولهم، وزيادة التكافل بين أفراد المجتمع.
وشدد على ضرورة زيادة النشرات الأمنية، والدورات الثقافية لتوضيح خطورة هذا الأمر، وإعداد برنامج يستهدف المدارس والجامعات، يحتوي على مواد توعوية تتناول خطورة التسلل عبر الحدود، ومحاذير الوقوع في وحل العمالة، والآثار الاجتماعية المرتبة على أسر المتسللين.
كما دعا إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار مصير عدد من الأشخاص المتسللين دون ذكر الأسماء، وتوضيح ما آلوا إليه.
بالإضافة إلى ذلك - كما زاد أبو عبد الله- محاولة ضبط تلك الحالات قبل التسلل من خلال نشر قوات الأمن الوطني في أماكن ثابتة ومتحركة في المناطق الحدودية، واتخاذ إجراءات رادعة بحق المتسللين في حالة الإفراج عنهم من قبل الاحتلال، لما ألحقه من أضرار بالواقع الأمني، وتعريض المقاومة لخطر الاستهداف.
ولفت أبو عبد الله إلى أهمية تنبيه السكان القريبين من المناطق الحدودية للتعاون مع الجهات المختصة بهذا الجانب، والإبلاغ الفوري عن أي شكوك بهذا الاتجاه.