شمس نيوز/ القدس المحتلة
تناولت صحيفة معاريف العبرية، الذكرى ال 20 للانتفاضة الفلسطينية الثانية تحت عنوان: "بعد 20 عاماً، المواجهات.. العمليات القاسية، والمفاوضات التي فشلت، والفرصة الضائعة التي كان يمكن أن تغير الصورة".
واستعرض المحلل السياسي آيال ليفي في تقرير له البدايات التي كانت من قمة شرم الشيخ، قائلاً:" أسبوعان بعد جولة مفوضات باريس، وفي 16 أكتوبر عُقد لقاء قمة، هذه المرّة كان في شرم الشيخ، وحضر القمة عدد من قادة العالم والمنطقة، منهم الرئيس الأمريكي في حينه بيل كلينتون، والرئيس المصري آنذاك حسني مبارك، وأمين عام الأمم المتحدة، "اقترحتُ على باراك أن أسافر معه"، قال آفي ديختر، لكنه رد عليّ بالقول:" إن اللقاء للقادة فقط"، بعد ساعات من وصوله لهناك اتصل بي قائلاً: "خذ طائرة وانزل إلى شرم الشيخ، لا يوجد اتفاق على أي شيء".
وتابع ديختر "وصلت ُواكتشفت أنه لا مجال لاتفاق على كعكة بجانب فنجان القهوة.. جلسنا مع عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية آنذاك، ورئيس ال CIA جورج تنت، وياسر عبد ربه، وجبريل الرجوب من الجانب الفلسطيني، ناقشنا طوال الليل لنتوصل لتفاهمات أمنية".
وواصل ديختر: "جلستُ أمامهم وقلت، نحن نعود لحدود 28 سبتمبر وأنتم تعيدوا للمعتقلات "المخربين" - على حد وصفه- الذين أطلقتم سراحهم، ياسر عبد ربه قال :"لم نطلق سراح أحد"، حينها أخرجت قائمةً فيها 114 أسيراً تم إطلاق سراحهم، استمر عبد ربه على موقفه قائلاً "كلهم في المعتقل"، لم تكن لديهم مشكلة "في الكذب"، حسب تعبير ديختر.
ومضى يقول "قلتُ له تعال نضع 1000 دولار على كل رأس في المعتقل أنا أدفع، وكل رأس خارج المعتقل أنت تدفع (رهان)، كانت سذاجة مجنونة. لم يفهم الأمريكيون على الإطلاق ما كان يدور حوله الأمر، لقد اعتقدوا أنها قضية قابلة للحل، ولم يفهموا أن عرفات لا ينوي التدخل في الأمر".
بدوره، تحدث الوزير السابق شاؤول موفاز عن التباين بين الجيش الإسرائيلي وجهاز "الشاباك" حول علاقة ياسر عرفات بالانتفاضة الثانية، قائلاً "أنا انتمي لمدرسة عملية تفحص النتائج، مضيفاً "ليس عبثاً أن تبدأ موجة عمليات واسعة، اقتحام مستوطنات، إطلاق نار و"انتحاريين" (استشهاديين)، اعتقد حتى أقرب المقربين لعرفات لم يكن لهم علم بما يدور برأس "أكبر إرهابي" في القرن ال 20، وفق وصف موفاز.
واستدرك "ولكن كان واضحاً أن أمام عينيه تحقيق أهدافه الوطنية الفلسطينية عن طريق "العنف والإرهاب" - وفق تعبيره- وكان مستعداً لدفع أي ثمن، من أجل أن يكون هذا إرثه اليوم".
وتابع موفاز "عندما تتحدث مع شخصيات رفيعة في حقبة عرفات يقولون، "حملة عرفات الإرهابية" على "إسرائيل" فشلت"، كما قال.
أما وزير الحرب الأسبق موشيه يعالون فتحدث في ذات الاتجاه قائلاً: "عندما كنت أحضر الاجتماعات كنائب رئيس أركان، ومن خبرتي كرئيس الاستخبارات العسكرية، كنت مقتنعاً بأن عرفات بادر لحرب.. موقفي كان يثير الجدل، جهات داخل جهاز "الشاباك" قالت: لا يوجد في أيدينا دليل على مثل هذا القرار لعرفات، هل احتاج إلى أمر؟، قال يعالون.
وواصل يعالون: "أيهود باراك أرسل شمعون بيرس وزير التعاون الإقليمي في إحدى الليالي للقاء مع عرفات، وجمعنا الساعة الثالثة صباحاً لنسمع ما كان في اللقاء مع عرفات.. قال بيرس: "قابلتُ شخصاً مسكيناً، فاقداً للسيطرة، ما عملتم منه استراتيجية كبيرة، يجب تعزيزه".. أنا كنت على معرفه أنه بدأ الحرب، عرفات يعلم، عندنا تجاهلوا، وكان اعتقادي أنه في حينه أن علينا الخروج لعملية "السور الواقي"، ولكن رأيت أن هناك من يريد أن يبقى بمفاهيم قديمة، ليست ذات علاقة، وأن الإعلان عن عرفات كعدو بالنسبة لهم، بمثابة جائزة لفتح، واعتراف بأن العملية فشلت".
وفي السياق ذاته قال يعالون: "أحد أعضاء الكنيست في لجنة الخارجية والأمن سأل في البدايات:" الأحداث الرئيسة باتت خلفنا، أمسكت برأسي، وسألت أين هو وأنا أنا؟، وقلت لهم، هذا يمكن أن يستمر ست سنوات، إن لم تعطِ الأوامر للانتقال من مرحلة "الدفاع" لمرحلة الهجوم.. واستمرينا في تجاهل أن أمامنا عدواً وليس "شريكاً"، وسيستمر هذا لفترة زمنية طويلة"، على حد وصفه وحديثه.
وعن موقف رئيس جهاز الشاباك آنذاك آفي ديختر كتبت معاريف،:" رئيس جهاز "الشاباك" كان يحمل رأياً بأن ياسر عرفات لم يبادر، ولم يخطط للانتفاضة الثانية، حيث قال في هذا السياق: "لم تكن هناك أوامر صدرت من عرفات، وقلتُ، الانطلاقة كانت في 29 سبتمبر واستمرت، أذكر إنه كان جدل بين "الشاباك" ووحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والتي قالت بأن الانتفاضة الثانية كانت عملية مركبة لعرفات، حتى عملية "السور الواقي" كانت حولها جهات نظر مختلفة، خلال عملية "السور الواقي" اعتقل قرابة 8000 شخص منهم من شاركوا في الانتفاضة".
وتابع ديختر: "في مرحلة من المراحل أن تحقق مع كل فرد على حده، وشيئاً فشيئاً تبني شبكة، وفي النهاية تعمل كبرلمان وتأتي بالجميع، جلسوا وتحدثوا بما كان..".