شمس نيوز/ غزة
أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، اليوم الثلاثاء، أن شهداء معركة السادس من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1987، نقلوا شعبنا نقلةً تاريخية، وأحدثوا تحولاً دراماتيكياً في هذه البقعة المقدسة.
وقال الشيخ عزام في رسالةٍ له، وصل "شمس نيوز" نسخة عنها، بمناسبة الانطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين:" في مثل هذا اليوم قبل 33 عاماً، صعد أربعةُ رجالٍ إلى ذروة المجد، وكان خامسهم قد سبقهم قبلها بثلاثة أيام"، معتبراً أن شهادتهم لم تكن عادية.
وأضاف "هؤلاء الرجال غيّروا كل شيءٍ تقريباً، ونقلوا شعبهم نقلةً تاريخية، وكانوا بعد الله سبحانه سبباً في تحول دراماتيكي في هذه البقعة المقدسة".
وتابع الشيخ عزام "عرف العالم هذا التحول باسم الانتفاضة. الأسماءُ عادية كبقية الأسماء، لكن أصحابها لم يكونوا عاديين، هذه أسماؤهم: مصباح الصوري، محمد الجمل، سامي الشيخ خليل، زهدي قريقع، وأحمد حلس. أسماءٌ عادية لكن ما فعلوه لم يكن عادياً على الإطلاق".
وأشار الشيخ عزام إلى أن حياة هؤلاء الأبطال لم تكن عادية أيضاً، وكذلك شهادتهم، فقد هزوا جدول الأعمال اليومي، وحركوا سكون المرحلة، وببركة دمهم انفجر بركانُ غضبٍ، ظن المحتلون أنه لا ينفجر، بركان غضبٍ اسمه الانتفاضة.
ونوه إلى أن روحاً جديدة سرت في شعب بأكمله مع انفجار الانتفاضة، وكأن أياماً جديدةً وُلدت في ذلك المساء التشريني المُدهش، الذي زينته دماؤهم، وملأته رصاصاتهم المباركة.
ولفت الشيخ عزام إلى أن هؤلاء الأبطال عاشوا في بيوتهم الصغيرة، ودخلوا بشهادتهم كل بيت، وكل حي، وكل زقاق. دخلوا كل قريةٍ، وكل مخيمٍ، وكل مدينة، وأزهر دمهم المسفوح في تلك الليلة الخريفية ربيعاً وعنفواناً وثورة.
وواصل الشيخ عزام "قد يكون هؤلاء الأبطال عملوا تحت راية الجهاد الإسلامي، لكن انتماءهم كان للإسلام، وفلسطين، ولكل شعبنا"، متوجهاً بالتحية لأرواحهم في يوم عرسهم، يوم ازدهارهم، الذي هو يوم شهادتهم.
ومضى يقول "تحية لهذه الأسماء التي يجب على كل فلسطيني أن يحفظها، وأن يُعلّمها لأبنائه، وأن يُوشحها وساماً على جبين الأيام. تحيةً لهم، ولكل من سبقهم، ولكل من لحقهم، ولكن من سيأتي".
ولم يغب عن بال الشيخ عزام أن يوجِّه تحيةً واجبةً لمن حمل هؤلاء الشهداء كلماته، ورددوا صرخاته، وكان معلماً، وملهماً لهم، الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي (رحمه الله)، الذي برغم أن مناسبة استشهاده بعد أسابيع من هذه الذكرى، لكنه يحضرُ في كل المناسبات، فهو بكل فخر وتواضع وجّه قلوب أبطال معركة تشرين ومشاعرهم وعقولهم، بل وجّه جيلاً بأكمله، وأجيالاً أتت من بعدهم نحو (الإسلام، فلسطين، والجهاد).
وبيّن أن هذه العناوين الثلاثة حضرت بتفاصيل حياة الشقاقي كلها، ونقلها إلى كل من عرفه، ومن سمع باسمه، مشدداً على أن القائد الشهيد فتحي الشقاقي، لم يكن مجرد زعيم لفصيل فلسطيني، بل كان قائداً مسلماً، عربياً، فلسطينياً، سعى بقوةٍ من أجل إعادة الفاعلية لقيم الإسلام، وبذل حياته كلها لكي تكون فلسطين في قلب كل مسلم، وكل عربي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لم يكن يتعب أو يَمل، ولا تؤذيه كثرة السهام، أو قيود المحتل، ولذلك اصطفاه الله سبحانه وتعالى، ليكون شهيداً كما شهداء السادس من أكتوبر".