شمس نيوز / عبدالله عبيد
قال العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، إبراهيم صرصور، إن إسرائيل ستبذل قصارى جهدها لإفشال اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح، اللتين عقدتا لقاءات في غزة لتنفيذ اتفاقي القاهرة والدوحة، والتوافق على حكومة وحدة وطنية.
وأشار صرصور في حديث لـ"شمس نيوز" إلى أن موقف إسرائيل من التصالح بين حماس وفتح بدا جليّا من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء، والذي خيّر فيه الرئيس محمود عباس بين سلام مع حماس أو تسوية مع إسرائيل.
وأكد العضو العربي في البرلمان الإسرائيلي أن إسرائيل ستعمل جاهدة من أجل إفشال المصالحة الفلسطينية التي تسير قدماً نحو النجاح بعد سبع سنوات من الانقسام، منوهاً إلى أن الموقف الإسرائيلي مفضوح ومكشوف "ولا يمكن أن يوصف إلا بالوقح".
وفيما يتعلق بالتهديدات التي أطلقها قادة الاحتلال بضرب المقاومة في غزة حال استمرار إطلاق صواريخ منها تجاه المستوطنات القريبة من القطاع، قال صرصور: تأتي تهديدات جيش الاحتلال لقطاع غزة لعرقلة ملف المصالحة، ولكن هذه التهديدات لا تقلقني بقدر ما يقلقني تعامل العرب، وخاصة المصريين مع غزة".
وأعرب صرصور عن أمله في أن تفضي اجتماعات قيادات حماس وفتح بغزة إلى اتفاق فعلي يطوي صفحة الانقسام، مضيفا: بالوحدة الفلسطينية يمكن أن نحرج العالم العربي، وإسرائيل ستأخذ الأمر بعين الاعتبار، والعالم سيعترف بحقوق الفلسطينيين عند توحدهم".
دوامة من العنف
وحول الحديث المتداول في أروقة منظمة التحرير الفلسطينية بحل السلطة الفلسطينية حال فشلت المفاوضات مع إسرائيل، أشار العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي إلى أن هذه المسألة أوجدا جدلا في الساحة الإسرائيلية، فأغلبية من يُسمون بصناع القرار، والمؤثرين في الرأي العام داخل إسرائيل يتحدثون عن جدية السلطة الفلسطينية في حل نفسها، عند عدم التقدم في عملية التسوية مع إسرائيل."
وزاد بالقول: في إسرائيل يتوقعون حال تنفيذ قرار حل السلطة أن تدخل المنطقة في دوامة عنف لا يمكن أن تنتهي إلا بنتائج وخيمة على إسرائيل وعلى كل المنطقة"، لافتاً إلى أن الرئيس عباس قد وصل إلى حالة من النضوج في اتخاذه خطوات جريئة وغير مسبوقة لمواجهة العنجهية الإسرائيلية.
وأوضح صرصور أن إسرائيل لا تريد سلاماً حقيقا، لكنها تريد عملية تسوية هزيلة وركيكة من غير أن تقدم أي تنازلات، وأنها تستغل الوقت لفرض أمر واقع في فلسطين المحتلة، وبالذات في مدينة القدس.
ويرى أن الحل الفلسطيني للتخلص من العنجهية الإسرائيلية أن "يبدأ الفلسطينيون باتخاذ إجراءات جريئة تخرجهم من قيود الاتفاقيات مع إسرائيل، ووضع القضية الفلسطينية على مسار جديد"، معتبراً أن الوحدة الفلسطينية هي الخطوة الجريئة التي تضع حدا لتصرفات الاحتلال العدوانية والتهويدية والاستيطانية.
سحب مواطنة أسرى 48
وعن بحث القضاء الإسرائيلي مسألة سحب المواطنة من أسرى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، الذين تطالب السلطة بإطلاق سراحهم ضمن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى لتمديد وقت المفاوضات، نوه صرصور إلى أن إسرائيل قد أقرت بإمكانية إصدار تشريع يتيح سحب المواطنة الإسرائيلية من أسرى فلسطينيي 48، مؤكداً أن الموقف الفلسطيني أجمع يرفض رفضاً قاطعاً هذه المسألة.
وأردف: في صفقة وفاء الأحرار تم تحرير خمسة أسرى من فلسطينيي 48، سجنوا قبل أوسلو، وعادوا إلى بيوتهم ولم تُسحب جنسياتهم، بسبب رفضنا لهذا القانون".
وبيّن صرصور أن الشعب الفلسطيني ليس أمامه ما يخسره، في حين أن إسرائيل ستخسر الكثير إذا ما رفضت التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين، موضحاً أن دولة الاحتلال تسعى لتحسين صورتها على مستوى العالم والشرق الأوسط، بما يدلل أنها أصبحت منبوذة بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين.
وتوقع صرصور ان تعود الولايات المتحدة مجدداً لحل أزمة المفاوضات بين إسرائيل والسلطة، من خلال الإفراج عن الجاسوس "بولارد"، مقابل الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى، وإنعاش طريق التسوية.