شمس نيوز/وكالات

أكَّد رئيس تحرير جريدة "رأي اليوم" عبد الباري عطوان أن عودة السلطة للعلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي لم يكن مفاجئاً، كون العلاقة والتنسيق الأمني بينهما لم يتوقف مطلقاً.

وأوضح عبدالباري عطوان في مقالةٍ افتتاحية له على "جريدة رأي اليوم" أن التنسيق الأمني والعلاقات الثنائية مع الاحتلال الإسرائيلي هو العمود الفقري لوجود السلطة، مشيراً إلى أنَّ تلك العلاقات هي الضامن الوحيد لاستمرار السلطة في البقاء.

وأشار إلى انَّ المراقبين لتحركات السلطة لم يكونوا على ثقة بأقوالها، ووعودها التي قطعتها على نفسها في أكثر من مرة بشأن الانفكاك عن الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أنَّ التنسيق الأمني مع الاحتلال لم يتوقف للحظةٍ واحدة.

وذكر عطوان أنَّ القرارات التي كانت تصدر عن السلطة الفلسطينية بشأن تجميد التنسيق الأمني، ووقف العلاقات الأمنية لم تكن سوى "مسرحيّة"، قائلاً: ما يهم قادة السلطة البقاء والاستمرار وتلقّي الأموال المغموسة بالذل والعار من العدوّ الإسرائيلي.

وشدد على أن التنسيق الأمني والتنازلات المخجلة من قبل قادة السلطة هي من شجَّع الأنظمة العربية على الإنخراط في التطبيع، مشيراً إلى انَّ العلاقة بين السلطة و"إسرائيل" وفرتْ غطاءً كبيراً لعملية التطبيع العربي مع "اسرائيل".

وأوضح أن تصريحات قادة السلطة الرافضة للتطبيع، لم تكن سوى حيلة لامتِصاص نقمة الشّعب الفِلسطيني، وغضبه لا أكثر ولا أقل، مشدداً على التنسيق الأمني أكثر سوءًا من اتفاقات التطبيع.

وأكد أن قرار استئناف السلطة للعلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي إلى ما قبل (مايو) أيار 2020، لم يكن مفاجئاً، كون السلطة محكومة باتفاقات أوسلو والتزاماتها، والتي شكلتْ ضربة قاصمة للقضيّة الفِلسطينيّة.

وألقى عبدالباري عطوان باللوم على الفصائل الفلسطينية التي وقعت في مصيدة "أكاذيب السلطة"، ووفرت لها الشرعية الوطنية لتحسين شروط علاقاتها مع بنيامين نِتنياهو، وشراء الوقت انتِظارًا لمعرفة نتائج الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة.

وقال: "للأسف الشديد هناك من لايزال يهرول إلى السلطة بمجرد إشارة بالإصبع الصغير من يدها، ويقدم لها فروض الطاعة، ولا يمانع من اللدغ من الجحر نفسه للمرة العاشرة".

وكانت رئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ أعلن مساء أمس عودة العلاقات كاملة بين السلطة و"اسرائيل".

وقال الشيخ في تغريدة على تويتر "إنه على ضوء الاتصالات الدولية التي قام بها الرئيس محمود عباس بشأن التزام اسرائيل بالاتفاقيات الموقعة معها واستنادا إلى ما وردنا من رسائل رسمية مكتوبة وشفوية بما يؤكد التزام اسرائيل بذلك ، فإنه سوف يتم إعادة مسار العلاقة مع اسرائيل كما كان عليه الحال قبل 19/5/2020"