شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
تصوير/ حسن الجدي
تمكَّن مُزارعون من قطاع غزة من زراعة فاكهة (الباباي)، التي تعدُ واحدة من الفواكه الاستوائية، وبعد نجاحها بالنضوج في مزارع غزة، باتت تشكل مصدر رزق ثابت لأصحابها، كونها تُنتج الثمار طوال العام.
وكان المهندس الزراعي جابر أبو رجيلة (72 عامًا) من أوائل المزارعين الذين تمكنوا من زراعة فاكهة الباباي في قطاع غزة، وهو ما أشعره بسعادة غامرة لنجاحها، كونها باتت تُدِرُ عليه المال.
بداية الفكرة
المهندس أبو رجيلة أوضح وهو يجوب مزرعته يتفقد أشجار الفاكهة الغريبة عن غزة لمراسل "شمس نيوز" أن فكرة زراعة أشجار الباباي جاءته قبل نحو العامين، عندما كان يتبضع في أحد أسواق القطاع، إذ وجد ثمار الفاكهة الاستوائية معروضة للبيع، فقرر شراء بعضها، وتجفيف بذورها، في محاولةٍ منه لزراعتها واستنباتها في المزرعة الخاصة به.
ولشغفه باقتناء وزراعة الاشتال الغريبة، قرر المهندس الزراعي، البدء بمشروع زراعة فاكهة الباباي، فعمل على استنباتها والاهتمام بها إلى أن لاقت زراعتها نجاحًا باهراً، وباتت تحمل كميات كبيرة من الثمار.
وفي بداية عملية استنبات الفاكهة، شرّع المهندس أبو رجيلة بدراسة كل ما تحتاجه هذه الأشجار من أسمدة وأدوية ومبيدات حشرية حتى يعتني بها جيدًا، وتنجح زراعتها ويَسُر عينيه برؤية ثمارها الناضجة.
ولفت إلى أن أشجار الباباي تتسم بطولها الفارع، وجذورٍ غير عميقة في الأرض، وهو ما يتطلب رعاية خاصة، كونها بحاجة إلى تثبيت من الرياح الشديدة التي يمكن أن تقتلعها من جذورها.
بناء جدار حماية
المهندس أبو رجيلة الذي أصرَّ على نجاح زراعته الاستوائية، دشن سياجاً طويلاً حول مزرعته، وزرع بجوارها نباتات متسلقة، حتى تكون تلك النباتات السد المنيع لحماية أشجار "الباباي" من الاقتلاع.
واستخدم أبو رجيلة طريقة التنقيط في عملية الري، وكذلك المواد العضوية الطبيعية لرعاية مزروعاته التي تحتاج إلى عناية فائقة كونها جديدة على هذه الأرض، مشيرًا إلى أنه وفرَّ سماداً لأشجاره من الطيور التي كان يربيها داخل مزرعته.
وفي الأصل يتم زراعة "ذكر" واحد من أشجار الباباي مقابل 10 إناث من ذات الفاكهة، إلا المهندس الغزي خالف المتعارف عليه، فزرع ذكراً واحداً مقابل خمس إناث منها، لضمان الإنتاج والاستمرارية بشكل أفضل، لافتًا إلى أن أشجار الباباي تُنتج الثمار طوال العام؛ فكلما قطف ثمرة تزهر أخرى.
ويأمل المهندس الزراعي بزراعة أعداد أكبر من أشجار فاكهة الباباي خلال السنوات المقبلة، كما يأمل بتوسيع رقعة تسويق منتجه، كون الناس بدأت تتعرف عليها، لاسيما أنه عانى في بادئ الأمر من صعوبات جمة في تسويقها؛ كونها فاكهة غير شعبية وغريبة بالنسبة لكثير من الناس في قطاع غزة.
يشار إلى أن أمريكا الوسطى تُعد الموطن الأصلي لفاكهة الباباي، وهذه الفاكهة تحتوي على العديد من العناصر الغذائية مثل: فيتامين أ، الفولات، البوتاسيوم، فيتامين ج، مواد مضادة للأكسدة وغيرها من العناصر.