شمس نيوز/ سعيد الأغا

إذا ما أُتيحت لك فرصة لزيارة متحف شهوان في قطاع غزة، فإنك ستكون على موعد غرامي مع الحضارة وعصور مضى عليها آلاف السنين، كون هذا القبو يحتض مزيجاً من الحضارات الرومانية واليونانية والفرعونية وأخيراً الحضارة الإسلامية.

مروان شهوان (50 عاماً) أنشأ متحفه الخاص حباً في اقتنائه القطع الاثرية، التي بدأت مع شرائه أول قطعة أثرية من سوق خان يونس، وانتقل من مرحلة الهواية إلى مرحلة الحفاظ على الآثار التي تحفظ تاريخ هذه البلاد.

جمع شهوان القطع الأثرية واحدةٌ تلو الأخرى، وكان دائماً يشغله سؤال كيف يمكن أن أجعل من ذلك المكان مزاراً للباحثين والعارفين والعاشقين للآثار، وكان له ما تمنى، إذ أصبح المكان قبلة لمن أراد أنْ يكحل عينيه بعبق الماضي.

ويحتوي المتحف على قطعِ ثمينةٍ بقيمتها الحضارية، إذ يحوي قطعاً من الفخار تسمى سراج غزة، وتعود للعصر الروماني (أي قبل 3000 سنة)، بالإضافة إلى فخار يعود إلى العصر الكنعاني، وآثاراً تعود إلى الحرب العالمية الأولى والثانية.

وذكر أن فكرة اقتناء التحف الأثرية بدأت كهواية، أما فكرة افتتاح متحفٍ فكانت تهدف للحفاظ على الآثار، قائلاً: "عرضت الفكرة على كثيرٍ من المهتمين بالآثار والتاريخ فوجدتُ تشجيعاً كبيراً، وبعدها أصبح المكان قبلةً للباحثين والطلبة وعشاق اللقى الأثرية".

ودعا شهوان الشباب الفلسطيني للاهتمام بآثار بلادهم، لاسيما أنها توثق ماضيهم، وتؤكد على الحق الفلسطيني، وتتصدى للرواية الصهيوني التي تدعى أنَّ الفلسطينيين لم يكونوا معمرين في تلك الأرض.

وعن الصعوبات التي تواجهه داخل المتحف، أوضح أن ضيق المكان لا يسمح له باستقبال أعدادٍ كبيرة من الناس، ولا يستطيع إضافة قطعٍ جديدة إلى المتحف، بالإضافة إلى عدم وجود تبني من المؤسسات الحكومية أو الأهلية لتلك الأفكار، داعياً إياهم بدعمه على جميع الصعد، حتى يواصل عمله بالحفاظ على الآثار الفلسطينية.