شمس نيوز/ غزة

نشرت اللجنة الدعوية العامة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الخميس، ارشادات وتعليمات مهمة للخطباء في كافة محافظات قطاع غزة، استعدادًا لإلقاء خطبة الجمعة غدًا في مساجد القطاع.

وشمل بيان اللجنة الدعوية على 5 ارشادات هامة على الخطيب، أن يتحدث عنها لكنها جميعها تصب في ملف واحد وهو الدعوة للالتزام بالإجراءات الوقائية للحفاظ على الصحة بالاستعانة بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.

فيما تحدث بيان اللجنة على ضرورة ان يقوم الخطيب في المساجد المغلقة على القاء الخطبة من المسجد وتكثيف دروس الوعظ والارشاد لحماية النفس البشرية من الوباء.

وجاء نص البيان كالتالي:

تعميم هام للإخوة الخطباء والدعاة ونشطاء التواصل الاجتماعي:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع قرب انطلاق حملة #سلامتكم_قوة ، واستمراراً لسياسية اللجنة الدعوية العامة التوعوية والتربوية والتزاماً منا جميعاً بمسؤولياتنا الوطنية وواجباتنا الدينية، وحرصاً منا على حماية أبناء شعبنا من جائحة كورونا، وذلك بنشر الوعي وإيضاح وتبيان الحكم والتأصيل الشرعي لمن يستهتر ويتلاعب بأرواح البشر، غير آبهٍ بالنداءات المتكررة والتحذيرات المستمرة من خطورة انتشار وباء كورونا، والتحذير من المخاطر المأساوية والكارثية لتفشي هذا الوباء الخطير، ومع دخول فصل الشتاء وعجز القطاع الصحي في مواجهته بسب نقص الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة جراء الحصار الظالم المفروض على شعبنا منذ أكثر من 14عاماً، وزيادة أعداد الإصابات الخطرة والحرجة والتي تحتاج لمزيدٍ من أجهزة التنفس الإصطناعي الغير متوفرة، يتحتم عليكم توجيه الرسائل التالية بخطبة جمعة الغد والجمع القادمة إن شاء الله، بحيث لا تزيد الخطبة مع الصلاة عن ربع الساعة فقط وتسجيل هذه الخطب لنشرها عبر وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة لكي تعم الفائدة على الجميع وننقذ أكبر عدد ممكن من أبناء شعبنا من الهلاك المحتم والمحقق، ولذلك نؤكد على ما يلي:

التأكيد على الاستمرار بأخذ مزيداً من الاحتياطات وإجراءات السلامة والوقاية من وباء كورونا والذي ما زال خطره وشره يتجول من حولنا وإن أعداد المصابين والحالات الخطرة به بازدياد وارتفاع مستمر بصورة مقلقة، فعلينا التعود والتعايش مع وسائل السلامة وإجراءات الوقاية والالتزام بها لتصبح ثقافة لنا وجزء من حياتنا اليومية، وندعو إلى عدم التراخي والاستهتار لأنك تأثم وتتسبب بقتل الأنفس وهلاك الآخرين.

أهم وسائل الوقاية والسلامة الالتزام بالجلوس بالبيت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى والتباعد بين الناس وعدم المصافحة والتجمع أو التجمهر وخاصة الأماكن المغلقة داخل البيوت وخارجها والمحافظة على النظافة الشخصية والعامة، ووضع الكمامة عند الخروج من البيت بلا خجل، وغسل الأيدي بالمعقمات والمطهرات باستمرار، والاستماع لتوجيهات وإرشادات الجهات المعنية والمختصة وخاصة الصحية منها.

تعامل الصحابة _رضي الله عنهم بكل حكمة ومسؤولية عند انتشار الوباء حيث حصل الطَّاعون الجارف، وكانت شدَّته بالشام، فهلك به خلقٌ كثيرٌ، ولم يرتفع عنهم الوباء إِلا بعد أن وَلِيهم عمرو بن العاص، فخطب النَّاس، وقال لهم: "أيُّها الناس إِنَّ هذا الوجع إِذا وقع إِنما يشتعل اشتعال النَّار، فتجنَّبوا منه في الجبال"، فخرج، وخرج النّاس، فتفرقوا حتّى رفعه الله عنهم،

وقيل بأنّ عمر بن الخطاب كتب إلى عمرو بن العاص بالتوجه بسكان المدن إلى الجبال، فالطاعون لا ينتشر عند أهل الجبال وقيل بأن عمرو بن العاص طلب منهم أن يشعلوا النار ويختبئوا منه في الجبال بأراضٍ مرتفعة بحيث يبعدهم عن الهواء الملوث في المناطق المنخفضة، وهكذا رفع الطاعون عن أهل الشام.

أيضاً لا يرفع هذا الوباء إلا بالعودة إلى الله، والتوجه إليه بالتوبة والإنابة والخشية منه، واتقاء محارمه ونواهيه، وترك المعاصي والمنكرات، ورفع الظلم ورد المظالم إلى أهلها، والدعاء المصحوب بالخشوع والبكاء برفع البلاء والوباء. هكذا تعامل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأوبئة والأمراض.

إن رخصة الصلاة في البيت وعدم حضور الجمعة والجماعات في المساجد لا زالت قائمة وتشمل الجميع أصحاب الأمراض المزمنة وغيرهم من الأصحاء لأن سلامة الأبدان مقدمة على سلامة الأديان والشريعة جاءت لتحمي وتحافظ على الضرورات الخمس، ومنها: حفظ النفس، وهذا ما عليه جمهور العلماء، وإن الله عزوجل يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.

الإخوة في دائرة الوعظ والإرشاد متابعة الالتزام بهذا التعميم ونشره وتعميمه وإرسال دعاة إلى المساجد المغلقة لإلقاء موعظة مختصرة بهذا الخصوص، الساعة الحادية عشر بداية من جمعة الغد وتستمر كل جمعة، ما دام المسجد مغلقاً، وتكثيف الدروس الوعظية والإرشادية، والتحذير من خطورة وحرمة الاستهتار وعدم الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية من الوباء عبر مكبرات الصوت الخارجية للمساجد المغلقة والمفتوحة عصراً مرتين أسبوعياً على الأقل. وتسجيل أكبر عدد ممكن من الفيديوهات التوعوية والإرشادية المتعلقة بوباء كورونا ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

اللهم ارفع عنا البلاء إنا موقنون، واكشف عنا العذاب إنا مؤمنون، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، والطف بنا بلطفك فيما جرت به المقادير، واحفظ هذا البلد وبلاد المسلمين من كل شر ومكروه، ونسألك الشفاء التام والعافية للمصابين بهذا الداء وبغيره من الأمراض إنك ولي ذلك والقادر عليه. اللهم آمين

اللجنة الدعوية العامة

الخميس: 18 ربيع الآخر 1442 هجري

الموافق: 3 / 12 / 2020 م