أقفلت المساجد أبوابها في وجه المصلين الغزيين، وراح المؤذن ينادي عبر مكبرات الصوت "صلوا في بيوتكم"، هذا الأمر انطبق على المؤسسات التعليمية المختلفة التي أغلقت أبوابها أمام الطلبة إلا من بعض الدوام الإداري الطارئ فيها واعتمدت التعليم عن بعد، وهي من جملة الإجراءات الجديدة التي اتخذتها لجنة العمل الحكومي في قطاع غزة للحد من انتشار كورونا، ودخلت تلك الإجراءات حيز التنفيذ صباح أمس السبت.

لم تكن المساجد وحدها الشاحبة والكئيبة من عدم إقبال المصلمين، إذ أغلقتْ المحال التجارية والمؤسسات أبوابها في تمام السادسة مساءً، ليبدأ حظر التجول عند السادسة والنصف.

المواطنون أشادوا بهذا القرار واعتبروه من أهم الطرق للحد من انتشار الوباء وملاحقة بؤر انتشاره، مشددين على أن وعي المجتمع يبقى طوق النجاة للحد من الخطر الذي يلوح بالأفق في ظل تحذيرات وزارة الصحة من أن 90% من المناطق المأهولة في قطاع غزة مصنفة حمراء.

سائق سيارة الأجرة محمد حسين لم تكن الإجراءات تهمه كثيراً، كونها تستهدف جيبه، وهو ما دفعه إلى اللجوء إلى منصات التواصل الاجتماعي لاطلاق مناشدات لتقديم يد العون والمساعدة أو السماح له بالعمل لتوفير الحد الأدنى من احتياجات عائلته، بعد أن تفاقمت أوضاعه المادية ولم يعد قادراً على تلبيتها.

نصر واحد من آلاف المواطنين الذين تضررت أعمالهم بفعل الإجراءات الجديدة، والتي سبقتها، خاصة أن عملهم اليومي هو مصدر رزقهم الوحيد، والذين فقدوه على وقع تلك الإجراءات وغياب الخطط اللازمة لاعانة العائلات المتضررة، لاسيما أن "الكابونة" لم تعد تكفي لسد احتياجات المتضررين.

المواطن فادي موسى يقول لمراسل "شمس نيوز": "هذه خطوات جيدة نأمل أن يكون هناك خطوات أكثر صرامة في ملاحقة المخالفين لإجراءات الوقاية خاصة ارتداء الكمامة لما يترتب من مخاطر نتيجة الاستهتار في ارتدائها".

من ناحيته، يشير المواطن حاتم السراج إلى أن هذه الإجراءات المتخذة تم اتخاذها في كافة أنحاء العالم للحد من انتشار الوباء، وكسر عجلة تقدمه في المجتمع.

في المقابل كانت لدى بعض المواطنين مطالبات بضرورة مرعاة أوضاعهم المادية سيما في الوقت الذي يتدهور فيه الوضع الاقتصادي بالقطاع، كما يطالب المواطن فارس نسيم بضرورة توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين ومراعاة ظروفهم الاقتصادية في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة وحالة عدم الاستقرار الاقتصادي واعتماد عدد كبير من أهالي القطاع على الدخل اليومي حتى يتمكنوا من إعالة عوائلهم وأسرهم.

وكان مدير مستشفى الوبائيات في قطاع غزة د. يوسف العقاد أكد أن الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات في القطاع انعكس على القدرة الاستيعابية للمشفى، مشيرًا إلى أن المشفى امتلأ ليلة أمس بشكل كامل ولم يكن هناك أي سرير فارغ اليوم لاستقبال المزيد من المرضى.

وأوضح العقاد في تصريح صحفي، أن مصابي كورونا يدخلون المشفى في الآونة الأخيرة تظهر لديهم أعراض تنفسية صعبة وهذا هو الأخطر، لافتًا إلى في الأونة الأخيرة دخل عددٌ من الشباب إلى المستشفى ولا يزال عدد منهم على الأسرة لا سيما على أسرة العناية المركزة.