شمس نيوز / عبدالله عبيد
قال المحلل السياسي الفلسطيني، محسن أبو رمضان، إن إسرائيل تنظر للمصالحة الفلسطينية التي تم توقيعها في غزة أمس الأربعاء، بقلق كبير، لأنها تدرك أن وحدة الشعب الفلسطيني ستشكل مصدر تمكين له في استكمال كفاحه الوطني ب وجه الاحتلال، مدللا على قوله بحالة الاستنفار التي ضربت أركان الحكومة الإسرائيلية، وردة الفعل الغاضبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث ألغى جلسة مفاوضات كانت مقررة الليلة الماضية، ودعا المجلس الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" لاجتماع عاجل من أجل بحث تداعيات الاتفاق على تشكيل حكومة موحدة بين حركتي حماس وفتح.
بينما اختلف المتخصص في الشأن الإسرائيلي د.ناصر اللحام، مع المحلل أبو رمضان، معربا عن اعتقاده بأن إسرائيل سعيدة جداً بالمصالحة، وخصوصاً نتنياهو، لأن المصالحة-بحسب اللحام- أنقذت فروة رأس نتنياهو ومنعت انهيار ائتلافه الحكومي، واصفا تصريحات القادة الإسرائيليين وتهديداتهم للسلطة عقب المصالحة بأنها "مسرحية كاذبة بكل معنى الكلمة".
ضغوطات إسرائيلية
ويعتقد المحلل السياسي محسن أبو رمضان، أن إسرائيل ستقوم بإجراءات مرتبطة بضغوطات على المستوى المالي والدبلوماسي، وحث المجتمع الدولي على مقاطعة السلطة الفلسطينية ومنع وصول المساعدات إليها، وتقليص كافة الاتفاقات معها باستثناء التنسيق الأمني.
وأضاف أبو رمضان متحدثا لـ"شمس نيوز": كل هذه الإجراءات تؤشر إلى أن إسرائيل منزعجة جداً من اتفاق المصالحة، كون إدراك الفلسطينيين للوحدة الوطنية والمصالحة المنحنى الحاسم والوحيد في إطار ترتيب البيت الفلسطيني واستكمال مسيرة الكفاح الوطني في مواجهة الاحتلال على طريق ضمان حق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة".
ولفت إلى أن حماس -حسب التصنيف الأمريكي والدولي- مدرجة على قائمة (الإرهاب)، ما سيدفع إسرائيل إلى تصوير الرئيس عباس بأنه الرجل المتحالف مع قوى مرفوضة دوليا، مشددا على أن ذلك لا يجب أن يُثني عباس ولا الإرادة الوطنية الفلسطينية الموحدة عن تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام".
وتابع بالقول: وحدة الشعب الفلسطيني هي من يستطيع إفشال مخططات الاحتلال، وهي الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات".
الإسرائيليون سعداء
بدوره، قال المتخصص في الشأن الإسرائيلي ناصر اللحام، لـ"شمس نيوز"، إن جميع أقطاب اليمين الإسرائيلي مرتاحون لاتفاق المصالحة الفلسطيني، والآن هم سعداء لأن نتنياهو سيحافظ على ائتلافه الحكومي، وسيظهر عباس وكأنه هو الذي سلك طريقا بعيدان عن مسار المفاوضات.
واستبعد اللحام إمكانية أن تؤدي المصالحة إلى تدهور ميداني أو تصعيد عسكري إسرائيلي، أو أن تقوم إسرائيل بعمليات اغتيال لقادة قطاع غزة، مضيفاً: لن تصل الأمور إلى هذه السيناريوهات طالما لم توجد عمليات كفاح مسلح، ولم تسل دماء إسرائيلية على الأرض، فكل هذه السيناريوهات مجرد تهديدات، حين تُنفذ عمليات وحين تسيل دماء اليهود هنا إسرائيل ترد عسكريا".
لا يزال في خطر
وفيما يتعلق بترحيب روسيا باتفاق المصالحة، أشار المتخصص في الشأن الإسرائيلي ناصر اللحام، إلى أن هذه التصريحات عبارة عن بالونات إعلامية لا أكثر، بسبب انشغال روسيا في أوكرانيا وسوريا، وعدم اهتمامها بالملفات الفلسطينية، حسب رأيه.
ونوه إلى أن اتفاق المصالحة لا يزال في خطر شديد، لأن مهلة الخمسة أسابيع لتكوين حكومة وحدة وطنية قد تكون كفيلة بتدمير الاتفاق، معربا عن اعتقاده أن قلوب الفلسطينيين لن تطمئن إلاّ حين تطبيق ما تم توقيعه أمس في غزة.