شمس نيوز/غزة
طالما اعتقد جيش الاحتلال الاسرائيلي، أن أجواء قطاع غزة هي أجواء يحين له وقت يشاء التجول في سمائها وكأنها تتبع لسيطرته الأمنية والعسكرية، يتلقى اليوم ضربة قوية من خلال قدرة المقاومة على إرسال طيران استطلاعي خاص بها، يحلق في أجواء قطاع غزة ومحيطه بشكل حر، لم يتمكن سلاح الجو الاسرائيلي من إسقاطه.
الصراع الحقيقي يدور بين العقول خاصة في فترات التهدئة أو في فترات اللاسلم واللاحرب، وهي أشبه ما يكون بالأجواء القائمة بين الإحتلال الصهيوني وبين المقاومة في غزة، ويتمثل ذلك في قدرة المقاومة قبل يومين على ارسال طيران استطلاع في أجواء قطاع غزة واعادتها إلى قواعدها سالمة.
رسائل عديدة تريد المقاومة إيصالها من خلال هذا الفعل القوي، أولها أن توضح للجميع أن إنجازات المقاومة قائمة ولا يمكن تبهيتها من خلال أفعال سياسية يشترك فيها أطراف محلية وعربية ودولية، وأن خياراتها في المواجهة ما زالت قائمة لتحقيق ما تحاول المبادرات السياسية الإنقلاب عليه.
السيطرة على أجواء القطاع من خلال طيران إستطلاع يمكنه في أي لحظة الدخول لأجواء الأراضي المحتلة ليلتقط صورا محدثة للمواقع العسكرية للجيش الصهيوني يعني أن المقاومة ما زالت تعكف على الإعداد الجيد لعمليات جديدة تزلزل أمن الكيان في حال حدثت مواجهة قادمة، وذلك يتوافق مع التصريحات الصهيونية بأن القسام يقوم بالتدرب على احتلال مواقع عسكرية كاملة وأسر جنود منها.
رسالة أخرى توجهها المقاومة إلى الجمهور الفلسطيني في الوقت الذي يتعرض فيه للإحباط من قبل الفيتو الأمريكي بأن خيار المقاومة العسكرية هو الحل الأمثل لإجبار العدو الصهيوني وحلفائه على إعطاء الفلسطينيين حقهم، في حال حدثت وحدة وطنية وإجماع فلسطيني على هذا الخيار.
الجمهور الاسرائيلي يعيش أياما صعبة، خاصة بعد خروج المقاومة بوسائل قتالية جديدة ومتطورة عجز الجيش عن هدمها والتأثير ضدها طيلة 51 يوما من الحرب، مما يعني أنهم أمام المزيد من القلق والخوف من مواجهات مستقبلية، ذلك ما سيجعلهم يحسمون الانتخابات ضد من جنى لهم المزيد من الفشل في تحقيق أمنهم.