شمس نيوز/ خاص
أفكارٌ ريادية، ومبادرات إبداعية، وورش عمل مميزة، وأسلوب فريد، وشغف، وحب، وإنسانية وكل شيءٍ جميل، هو ما أهل الفنانة الفلسطينية المقيمة في (ملبورن) الحصول على جائزة التفوق والإبداع في الفنون، والتي تقدمها مفوضية التنوع الثقافي في ولاية فكتوريا.
اسيل تايه ليست فنانة عادية بل هي استثنائية بكل سكناتها وحركاتها، إذ استطاعت من خلال فنِها الهادف الدفاع عن الفنانين واللاجئين من مختلف الأعراق والألوان، ومد جسور الثقة والحب والمعرفة بين الثقافات المختلفة، لتعيد المعنى الحقيقي للإنسانية؛ ألا وهو أنَّ "الإنسا.. قيمة عليا".
الفلسطينية الفنانة أسيل تايه كرَّست موهبتها وشغفها بالفنون لإثراء الحياة الفنية في ولاية فكتوريا، من خلال مشاريع فنية ومبادرات وورش عمل مميزة، وكان أشهرها عملها الفني "بقجة" التي خلق منصة تعرض فيها قصص اللاجئين وطالبي اللجوء، وكذلك حكواتي الأطفال.
وأضافت الفنانة تايه الكثير إلى قطاع الفن في فيكتوريا بفضل أعمالها التي تميزت بالصدق والثبات، والتي لم تتوقف حتى في ظل التحديات التي وضعها وباء كورونا على كاهل الفن والفنانين.
تقول تايه: "لم أتوقع الفوز بجائزة التفوق والإبداع كونها تعد جديدة في أستراليا"، إذ أنها تفاجأت عندما أعلنت المفوضية فوزها، وخاصة أنها كانت تنافس فنانين موهبين.
قابلت الفنانة أسيل العديد من الفنانين الفلسطينيين والأستراليين، للحديث عن معاناة اللاجئين، كما تحدثت مع العديد من أصحاب القرار في عالم الفن، لمد جسور الثقة بين الثقافات، واستخدامه لصالح اللاجئين الذي عانوا الامريين نتيجة نزوحهم من بلادهم، وهو ما لفت الأنظار إليها، كواحدة يمكن ان تغير من واقع اللاجئين عبر أدواتها الفنية.
مشروع بقجة
بقجة يعد من أبرز المبادرات المشاركة في فعاليات أسبوع اللاجئين في السنوات الأخيرة، ركَّزت فيه أسيل على إحياء قصص اللاجئين من خلال الفن القصصي لتفريغ المشاعر المعقدة والمختلفة التي يمر بها المهاجرون.
وخلال أسبوع اللاجئين 2020، قامت أسيل برعاية وإنتاج وتقديم سلسلة من حلقات النقاش الحية عبر الإنترنت بمشاركة فنانين محليين ودوليين وقادة ثقافيين. جذبت السلسلة أكثر من 40 ألف مشاهدة وأدت إلى دعوة للمشاركة في حدث TEDx Melbourne PluggedIn الافتتاحي حيث حصلت على جائزة أفضل متحدث.
تقول أسيل "إن ولعها بقصص اللجوء بدأ من سنٍ صغيرةٍ جداً، كانت سبب اهتمامها بشؤون اللاجئين ومتابعتها لقصص اللاجئين الفلسطينيين وغيرهم من المشتتين في المهجر أشعلت بداخلها سؤال: "كيف يستطيع هؤلاء المضي قدماً بعدما تركوا موطنهم غصباً؟" وتراءى لها أن صورة المهاجر أو اللاجئ -في مخيلتها كطفلة، تمثلت في شخص يحمل على كتفه بقجة، واعتقدت بأن البقجة بالتأكيد تحمل قوى سحرية، تمدهم بالقوة ليتخطوا بها محنتهم.
ولذلك تهدف أسيل من خلال مشروع بقجة، إلى فتح بقج اللاجئين الخيالية والكشف عن مشاعرهم الحقيقية حول الاغتراب وتجربة التهجير وكل ما في بقجتهم مما لا يشاركون العالم به عادةً.
تسعى أسيل إلى تجسيد الوعي وتسهيل التواصل من خلال إضفاء الطابع الإنساني على تجارب الأشخاص الذين نزحوا، على هذا النحو، فإن عملها جزء لا يتجزأ من المجتمع وغالبًا ما يكون سريع الاستجابة للقضايا الحالية.
حكواتي الأطفال
تستمع أسيل أيضاً بقراءة قصص الأطفال في سلسلة فيديوهات تنشرها من خلال صفحة المشروع على فيسبوك باللغتين العربية والإنجليزية، والقصص مختارة لتمثل واقع الغربة والوحدة الذي يختبره معظم اللاجئين، كما أنها تعتقد أن مخاطبة الأطفال مباشرةً في سنٍ صغيرة تزرع فيهم روح التفاهم والتعاطف من هم مختلفين.
كما ينظم المشروع العديد من ورش العمل التي تعلم القراءة والكتابة والشعر والتصوير، بالإضافة إلى تنظيم أمسيات مع فنانين نشطين في مجال شؤون اللاجئين، يتحدثون خلالها عن مبادراتهم ويناقشون فيها قصص ومشاكل اللاجئين والمهاجرين.
وعن المجتمعات التي استفادت أو تم دعمها من خلال مشروعها، تقول أسيل: "أدعم الأشخاص الذين نزحوا والمهاجرين الوافدين حديثًا مع التركيز على الأمهات والأطفال والشباب والفنانين الملونين، تعمل بشكل وثيق بشكل خاص مع الجالية الإسلامية وكذلك المجتمعات الفلسطينية والشرق أوسطية.