شمس نيوز/ وكالات
الكثير من الحوامل ينتابهن الخوف وهن يراقبن حركة الجنين، إلا أن الدراسات تفيد بأن حركة الجنين في رحم الأم، دليل على تمتع الجنين بصحة جيدة، إذ أن هذه الركلات تبدأ في فترة مبكرة من الحمل، وتصبح أكثر انتظاما كلما تقدم الحمل.
تقول الكاتبة إلينا مونتيس، في تقرير نشرته مجلة "إستيلو نيكست" (estilonext) الإسبانية، إن المرأة الحامل تنتابها عادة الكثير من الشكوك والأسئلة، ومن بينها ما يرتبط بركلات الجنين، التي تبدأ في مرحلة معينة من الحمل.
و تجيب الكاتبة عن عدد من الأسئلة المتعلقة بركلات الجنين، متى تبدأ فعليا؟ ومتى تشعر بها المرأة؟ وما الذي ينبغي فعله إذا لم يتحرك الجنين؟
في أي شهر من الحمل تبدأ ركلات الجنين؟
تشير التقديرات إلى أن المرأة الحامل تبدأ بالشعور بركلات الجنين في الشهر الرابع من الحمل؛ أي انطلاقا من الأسبوع 16، وذلك رغم أن حركات الطفل تبدأ في وقت سابق؛ أي في الأسبوع السابع أو الثامن من الحمل. وعادة ما تشير هذه الركلات إلى أن الطفل يتمتع بصحة جيدة وينمو بشكل سليم.
خلال الأسبوع السابع أو الثامن من الحمل، يمكن بالفعل الكشف عن حركات الجنين من خلال الموجات فوق الصوتية، ويستطيع طبيب أمراض النساء إظهار هذه الحركات للوالدين حتى لو لم تشعر بها الأم بعد.
ويتحرك الجنين داخل الرحم بفضل "السائل السلوي" (Amniotic fluid)، الذي يحيط به ويحميه من الصدمات، والحركات الأساسية التي يقوم بها في البداية تتمثل في رفع ذراعيه وساقيه، ثم يبدأ لاحقا في القيام بالركلات.
متى تشعر الأم بحركات الجنين؟
عادة ما يختلف الأمر من امرأة إلى أخرى، وتلاحظ الحامل هذه الحركات أساسا عند التمدد أو الجلوس أو تغيير الوضع. في هذه الأحوال، ينتهز الطفل الفرصة لضرب جدران الرحم بذراعيه أو ساقيه. مع تطور الحمل، يميل الجنين إلى التحرك في أوقات محددة من اليوم؛ لذلك يمكن للأم أن تتوقع متى يتحرك طفلها.
ما العوامل المؤثرة على حركة الجنين؟
هناك عوامل تؤثر على حركة الجنين داخل الرحم، بينها النظام الغذائي للأم. على سبيل المثال، إذا كانت الأم تتناول الكثير من الحلويات، فقد يتحرك الجنين بشكل أكثر نشاطا؛ بسبب ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم. حين يرتفع مستوى الغلوكوز في دم الأم، ثم ينتقل إلى الجنين عن طريق المشيمة؛ مما يؤدي إلى حركات منتظمة لفترات قصيرة.
من حركات بسيطة إلى ركلات
تختلف حركات الجنين في الرحم مع تقدم الحمل. في مرحلة مبكرة جدا، حين يكون طول الجنين بضع سنتيمترات، فإنه عادة ما يطفو في الرحم، ويتأرجح ويدور بفضل السائل السلوي. ومع نمو الجنين، تتحوّل الحركات البسيطة إلى ركلات.
هل هذه الركلات خطيرة؟
لا تشكّل هذه الحركات خطرا على صحة الجنين أو الأم. على العكس، تعتبر هذه الحركات مؤشرا على أن الجنين يتمتع بصحة جيدة. وإذا توقف الجنين عن الحركة لفترة طويلة، فإن الأمر يدعو للقلق.
تدل حركة الجنين على أنه يملك الحد الأدنى من التناسق بين العمود الفقري والرأس والكتفين، ويحميه السائل السلوي من أي أضرار عند قيامه بهذه الحركات.
هل يتوقف الجنين عن الحركة في الأسابيع الأخيرة؟
يعتقد كثيرون أن الجنين يتوقف عن الحركة خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل؛ ولكن هذه الأمر ليس صحيحا. يكبر الجنين في الفترة الأخيرة من الحمل، وتصبح مساحة الحركة بالنسبة له صغيرة؛ لذلك تقل حركاته، ويصبح أكثر هدوءا؛ لكن نشاطه لا يتوقف بشكل تام.
ركلات الجنين خلال الحمل الأول
تشعر المرأة خلال حملها الأول بركلات الجنين في الأسبوع 20، بينما تشعر به في حملها الثاني أو الثالث في الأسبوع 16. وقد يكون ذلك بسبب أن الأم في حملها الأول قد تعتقد أن حركة الجنين هي اضطرابات في المعدة أو غازات، وتستغرق بعض الوقت للتعرف على ركلات طفلها. كما أن المرأة النحيفة تشعر بتلك الركلات بسهولة أكثر.
تواتر الركلات
لا يمكن قياس تواتر حركات الجنين علميا؛ لكن هناك بعض المؤشرات، التي تفيد أن الركلات تحدث بشكل منتظم وعلى فترات متباعدة خلال "الثلث" (trimester) الثاني من فترة الحمل. ومع تقدم الحمل، تصبح الحركات أكثر تواترا وانتظاما.
خلال الثلث الثالث من فترة الحمل، يمكن للمرأة حساب ركلات الجنين؛ لأنها تصبح أكثر انتظاما. وينصح أطباء أمراض النساء بملاحظة انتظام وتكرار الحركات؛ لأن قلّتها أو اختفاءها قد يشير إلى حدوث مشكلة تتطلب استشارة الطبيب.
نؤكد ختاما أن هذه نصائح عامة، إذا كنت حاملا أو تفكرين في الحمل، عليك استشارة طبيبك. إذا حصل أي تغيير في حركة الجنين، أو كان لديك أية مخاوف على صحة الجنين، فراجعي الطبيب فورا.