بقلم أحمد قنن
المناورات العسكرية في الجيوش النظامية تعكس مدى جهوزية القوات واستعدادها لأي مواجهة قادمة، يتم فيها استخلاص العبر وتفادي الأخطاء وتلاشيها وتعزيز نقاط القوة وصقل مهارات المقاتل حيث يعايش وضعًا أشبه بحالة الحرب لكن في وقت السلم.
"الركن الشديد" في قطاع غزة مناورة عسكرية سياسية بحتة حملت في طياتها رسائل عدة، موجهة لجيش الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين وللدول التي غفلت حق الشعب الفلسطيني.
شعب ولد حرًا وسيموت شامخًا، تجمعت جل رايات فصائله المقاومة وامتزجت وأنتجت لوحة فنية تعرف دوليا بأنها علم فلسطين، فلسطين الجغرافيا والتاريخ وفلسفة الوجود.
أسلحة متنوعة، من العدم أنتجتها أيادي مقاتلين أشداء عيونهم تصبوا نحو القدس لا مكان غيره سوى ساحل يافا أو سور عكا وكنيسة المهد في بيت لحم، أو أية بؤرة جغرافية حدودها تحمل اسم فلسطين.
شارك في المناورة سلاح المدفعية والإشارة والهندسة والدروع البشرية وسلاح المدفعية والصاروخية والكوماندوز البحري ورجال المشاة، من اثني عشر فصيلا في مناورة تحمل اسمًا واحدًا، جميلة هي وحدة الصف؛ تؤلم العدو.
بعد هذه الحادثة لا بد من تسخير الجهود لطي صفحة الانقسام السياسي والجغرافي وحتى العسكري والفكري والعقائدي، للتفرغ فقط لمقارعة الاحتلال العنصري وشغل مؤسساته الدامية، وذلك تحت سقف واحد يحمل اسم فلسطين لا شيء سواه.