شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
"فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها تَرَى كُلَّ ما لا تستطيع احتمالَهُ".. هي كلماتٌ تعبر عن حجم الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة بحق المسجد الأقصى المبارك، الذي يئن تحت وطأة العدو الإسرائيلي.
تهويدٌ، وابعادٌ وأسر، واقتحاماتٌ، وهدم منازل، ومصادرات، كلها اعتداءات إسرائيلية كانت حاضرة منذ احتلال مدينة القدس في العام 1967، غير أنها اشتدت وزادت في عام 2020، الذي شهد أكبر هجمة إسرائيلية ضد القدس ومسجدها المبارك، والتي تمثلتْ في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعتراف ترامب بالمدينة عاصمة للكيان الإسرائيلي.
مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري أوضح أنَّ العام 2020 من كان قاسياً للغاية على المدينة المقدسة ومسجدها المبارك، إذ تجاوز الكيان الخطوط الحمراء كافة.
وأشار صبري في حديثٍ مطولٍ مع "شمس نيوز" إلى أن الاحتلال شدَّدَ على محاصرة المدينة وعملَ على عزلها عن باقي المناطق، من خلال بناء المستوطنات في محيطها، وإكمال القبضة الحديدية عليها، وحرمان أبنائها من رخص البناء، إلى جانب هدم عشرات المنازل بحجة عدم الحصول على ترخيص.
وقال صبري: "إنَّ وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى ارتفعت بشكل غير مسبوق، إضافة إلى ارتفاع مدة الاقتحام، واعداد المقتحمين من المستوطنين الإسرائيليين، مضيفاً: "أنَّ الاحتلال ابْعَدَ العشرات عن الأقصى من المقدسيين ومن أهل فلسطين بشكل عام".
ويؤكد صبري أن المستوطنين يدخلون إلى المسجد الأقصى من خلال الحراسات المشددة من قبل شرطة وجيش الاحتلال، وهو ما يدلل على أنهم ليسوا أصحاب حق، ولن تكسبهم هذه الاقتحامات أي حق فيه.
وأضح أن الحفريات زادت تحت المسجد الأقصى والمدينة المقدسة بشكل عام، في محاولات فاشلة للوصول إلى ما يدعون أنه "التاريخ اليهودي القديم" في المدينة المقدسة، مشيراً إلى أنَّ الحفريات وصلت إلى عمق الـ8 أمتار تحت حائط البراق.
وذكر صبري أن ما يجده الاحتلال تحت الحائط وتحت المدينة المقدسة هو فقط آثار إسلامية يعملون على تدميرها وطمسها.
وتطرق صبري خلال حديثه إلى الزيارات التطبيعية للمسجد الأقصى قائلًا "لا شك أن ما حصل في الفترة الأخيرة من مظاهر التطبيع يندى لها الجبين، كونه لا علاقة له بالاتفاقات السياسية إنما هرولة مجانية إلى الاحتلال.
وشدد على أن من زار الأقصى من خلال تصريح الاحتلال لا يدرك خطورة ذلك، كون تلك الزيارات تضفي شرعية على الاعتداءات الإسرائيلية بحق الأقصى، قائلاً: "إن ما يحدث هو عبارة عن اقتحامات للمسجد وليس زيارات له كون الزيارات تكون بإذن صاحب المكان، وليس من العدو الإسرائيلي المحتل للمسجد".
وتابع "السيادة على الأقصى للمسلمين ولا سيادة للاحتلال عليه، وهبة 2017 أكدت ذلك، كذلك ما حصل في باب الرحمة يؤكد بأن السيادة للمسلمين، وأنَّ حاولات الاحتلال بفرض سيادته باءت بالفشل رغم التطبيع من بعض الأنظمة العربية".
ودعا صبري إلى العمل على ترويج الرواية الإسلامية عن القدس والمدينة المقدسة، كونها هي التي تثبت الحق الشرعي في هذه البلاد، مشددًا على ضرورة نشرها بلغات متعددة.
ولفت إلى أن الرواية الإسرائيلية باطلة قادها التشويه والأوهام، معربًا عن أسفه من تأثيرها على بعض العرب وصدقوها وتداولوها في وسائلهم الإعلامية.
وعزا صبري خلال حديث مع "شمس نيوز" السبب الأساس في استمرار التجاوزات من قبل الاحتلال إلى الظروف العامة في الوطن العربي والعالم الإسلامي، خاصة ما يتعلق بالخلافات الكبيرة في سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، مشدداً على أن الدماء التي تسيل في العواصم العربية هي انحراف للبوصلة التي يجب أن تتوجه إلى مدينة القدس.