على الرغم من تقدمِ الفنان السوري دريد لحام بالعمر وبلوغه 86 عاماً، وقلة ظهوره الإعلامي؛ نظراً لانشغالاته المتواصلة، إلا أنه قبل وبكثير من رحابة الصدر، إجراء مقابلةٍ صحفيةٍ مع "شمس نيوز"، فالرجل المتيم بفلسطين لا يرد منْ يأتيه "من رائحة أهلها وترابها"، وما أنْ عرف أنْ الصحفي الذي يتحدث هاتفياً مع زوجته السيدة هالة بيطار من فلسطين وتحديداً من قطاع غزةَ، نادى بأعلى صوته في خلفية المحادثة، قائلاً باللهجة الشامية "إيه بحب أحكي معهنْ".
أكثر ما يحرقُ فؤاد الفنان الدرامي والكوميدي دريد لحام هو التطبيع الذي تمارسه الأنظمة العربية مع "اسرائيل"، إذ قال بصريح العبارة: "التطبيع مرفوض".
وأضاف الفنان لحام: "التطبيع مرفوض، وإن حصل فقد يحصل على مستوى الأنظمة، ولكن لا يمكن أنْ يخترق الشعوب، فلا يمكن لإسرائيل أنْ تخترق الشعوب العربية".
قد تطبع إسرائيل مع حكام وأنظمة وأجسام رسمية، لكن لن تستطيع أن تطبع مع الشعوب
وتابع: "قد تطبع إسرائيل مع حكام وأنظمة وأجسام رسمية، لكن لن تستطيع أن تطبع مع الشعوب".
وأردف: "لا يمكن لإسرائيل اختراق الشعوب، أنا دائما أزور مصر، الشعب المصري لا ولم ولن يقبل التطبيع أبداً، كذلك الشعب السوري، وباقي الشعوب العربية الحرة، فالتطبيع يصير مع أنظمة وليس مع شعب".
وعن محاولات إسرائيل اختراق الشعوب عبر الفن والثقافة، قال: "المشاهد أو المستمع أو القارئ العربي ينتقي ما يتناسب مع رؤيته ومع أحلامه، وبالتأكيد أحلامنا لا تتماشى اطلاقًا مع كل من يحاولون أن يصنعوا تطبيعاً من خلال الفن أو غير الفن".
وقال لحام الذي زار فلسطين أكثر من مرة متضامناً معها، وتحديداً قطاع غزة المحاصر: "فلسطين قضيتي الأولى، وهي على رأس أولوية كل مواطن عربي حر شريف، فلسطين قد تكون القضية الوحيدة بالنسبة لي، ولكل مواطن شريف في سوريا".
وذكر أن فلسطين تحتاج الكثير من الشعوب العربية، قائلاً: "يجب ان نقدم للقضية الفلسطينية كل ما بوسعنا، وكل ما تحتاج إليه".
وفي ختام حديثه المفعم بالكثير من الحب لفلسطين، وجه كلمته للفلسطينيين قائلاً: الفلسطينيون تُرفع لهم قبعة الاحترام والتقدير، لصمودهم ومعاناتهم سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، وصمودهم الأسطوري أمام الاحتلال الإسرائيلي".
ودريد محمد لحام، ممثل الكوميديا والدراما السورية، ولد في 31-1-1934، في حي الأمين في دمشق القديمة، لأب سوري وأم لبنانية من بلدة مشغرة في قضاء البقاع الغربي، متزوج من السيدة هالة البيطار وله ثلاثُة أبناء منها وسبعةُ أحفاد.
وعرف الفنان الكوميدي دريد لحام في الستينيات من القرن الفائت في بطولة أعمال نقدية فكاهية للكاتب والأديب السوري الكبير محمد الماغوط، نالت شهرة واسعة في العالم العربي أيام الشاشة ذات اللونين الأبيض والأسود.