بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
لا تحاول ... تلك الواقعية التي تراوح مكانها تارةً، وتنحصر بين العلو والدنو تارةً أخرى ، والمسافرة غلسه للأفق الاخرس لتعود مهزومة إلى قاعات الظلمات والذكريات ، لتؤكد لنفسها أن مازال في الحياة مقتبل ، ولا وجود للخريف إلا على ضفاف المحاولة التي باءت بالانكسار والفشل ، رغم ما قيل وسيقال على ان المحاولة ماهي إلا صناعة للحلم والأمل ، لأن التساؤل هنا غير متاح وممنوع ، والاجابة لا تحمل في جعبتها الاقناع أو حتى القبول للاستماع ، لأن كافة الأوضاع تتمترس خلف لا تحاول في أجواء مبعثرة تدلل على التشتت والضياع.
لا تحاول ... تلك الفكرة التي كانت تمد يدها للمحاولة دوماً قدر المستطاع ، رغم عناء التجربة وشقاء المحاولة دون انقطاع ، ولكن الاصطدام في مخلفات الواقع وضباب الحاضر وسوداوية القادم ، جعل منها اقرب للاستسلام في زمن عدم الشعور بالأمان ، لأن المحاولة في خضم التجربة ، وحتى وإن تم افشالها ، فتبقى الباحثة عن الانسان في كل مكان وزمان.
لا تحاول ... ذلك الواقع الذي يشبه الجسد العنيد ، الذي يرفض العلة والانسان المريض الذي لا يقوى على المحاولة النهوض والشفاء رغم وجود الطب والدواء ، المستسلم في مكنون علته لحالة اليأس والبؤس والانعزال والانطواء ، دون ترك مساحة للاستثناء ، او حتى لاحتواء الذات مع الذات ، لربما يكتب للمحاولة التجربة مرة أخرى على طريق الخروج من دائرة لا تحاول لاحتضان الاجابة والقضاء على التساؤل ، بكل أمل وتفاؤل البعيد عن الانهزام والتشاؤم.
لا تحاول ... تبقى الحالة الملبدة بالغيوم والمعتقة بالهموم ، والاسهم الممزوجة مخالبها بالسموم ، في تجربة محتواها حاول ولا تحاول... ، وتبقى الايام دول والانسان خارج مسرح التداول.