غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

صفقة القرن لم تنتهِ بعد

حوار قيادي في حركة النهضة يدعو عبر شمس نيوز لثورة شعبية شاملة لاستئصال التطبيع

القيادي في حركة النهضة ومسؤول الملف الفلسطيني منصف الفرشيشي
شمس نيوز - حاوره (محمد السيقلي)

قال القيادي في حركة النهضة ومسؤول الملف الفلسطيني منصف الفرشيشي، "إن التطبيع العربي الاسرائيلي هو شكل من أشكال السرطان في الجسم؛ لا يقاوم إلا بثورة شاملة على كل المستويات الشعبية والاكاديمية وغيرها".

وأوضح الفرشيشي في حوار خاص مع "شمس نيوز"، أن السياسة الخارجية الأمريكية ثابتة مهما تغير الحزب الحاكم، إلا أنها تبقى بفلسفتها الداعم العسكري، والأمني، والتجاري، والاقتصادي للاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنَّ خطة صفقة القرن التي وضع اسسها الرئيس السابق دونالد ترامب لن تنتهي، إذ أنَّ الادارة الامريكية الجديد بقيادة جو بايدن ستعمل على استمراريتها.

وحول المشهد الفلسطيني أكد القيادي الفرشيشي، أن الفصائل الفلسطينية كافة تقف اليوم على رمال متحركة، لأن المصالحة ما زالت هشة بين فتح وحماس ومنسوب الثقة بينهما ضعيفا، والكل له مبرراته، وتقديره الاستراتيجي الخاص، ورؤيته الاستشرافية.

وقال: "نعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية وبتحرير كل فلسطين تتحرر كل الشعوب، ونحن في النهضة انتقلنا من مربع المشاهدة الى حالة المشاركة الحقيقية فنحن شركاء في الدم والشهادة "حمام الشط محمد الزواري".

اليكم نص الحوار كاملًا:

س1: تعرضتْ القضية الفلسطينية ومشروعها الوطني إلى هزاتٍ وعثرات كبيرةٍ في العقدين الأخيرين تمثلتْ بالانقسام الفلسطيني، ومحطات التآمر من قبل الأنظمة العربية التي طبعتْ مع إسرائيل، وانشغال من قبل الشعوب العربية في قضاياهم الداخلية.. كيف تقرأ واقع القضية الفلسطينية؟

القضية الفلسطينية قضية مركزية في عمق النفس الشعبي والجماهيري، وأرض فلسطين مباركة وفي العقدين الأخيرين كانت المنظومة الدولية تعتمد على معسكرين اساسين الغربي والشرقي ثم جاءت الحرب الباردة وتأثر النسيج السياسي العربي ضمن الانقسام الدولي مشروعين متباينين معسكر الشرق ومعسكر الغرب (هذا الأخير ترك بصماته على فلسفة الفكر العربي وأعني الأيديولوجيا هي التي قادت مضامين معارك التحرر) البعد القومي الإٍسلامي ( فكان للقضية الفلسطينية زخما في المحافل الدولية وعلى أرض فلسطين و خارجها و رفعت الأنظمة العربية حينها شعارات التحرير تحرير كل فلسطين و مع نظام العولمة وسقوط المعسكر الشرقي والنظام العالمي الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بدأ تدجين القضية الفلسطينية الى ان وصلنا الى مشاريع السلام المصري والأردني وعدم ترتيب البيت الفلسطيني جعل من العدو اختراق أحد أهم مكونات القضية عبر معاهدات قسمت المشروع الوطني الفلسطيني نحو مشروعين متباينين مشروع السلام ومشروع المقاومة. وانقسم العرب الى ممانعة ومسالمة مهدت الظروف والمعطيات الى احداث غزة (واقعة الحسم) التي تحتاج إلى قراءة موضوعية وتقييم دقيق، المشهد اليوم كل الفصائل الفلسطينية على رمال متحركة لأن المصالحة ما زالت هشة بين فتح وحماس ومنسوب الثقة بينهما ضعيفا والكل له مبرراته وتقديره الاستراتيجي الخاص ورؤيته الاستشرافية.

س2: هل انتهت صفقة القرن بعد مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المشهد السياسي؟ أم أنَّ الصفقة في ظاهرها "رؤية ترامب" وفي باطنها أنها مشروع إسرائيلي بتأييدٍ عربي من قبل الأنظمة المطبعة؟

يعتقد البعض أن صفقة القرن انتهت مع رحيل ترامب وهذا التقدير خاطئ لأن السياسة الخارجية عبر التاريخ الأمريكية ثابتة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

الإدارة الأمريكية سواء أكانت جمهورية أو ديمقراطية هي امتداد لرؤية اللوبي الصهيوني لفلسطين، وفلسفة الإدارة الخارجية الأمريكية داعمة عسكريا وأمنيا واقتصاديا وتجاريا واعلامياً للكيان الصهيوني في فلسطين وهي العين الحارسة عليهم وستعمل ادارة بايدن على استمرارية ما يسمى بصفقة القرن.

س3: هل يمكن القول إنَّ التآمر على القضية الفلسطينية لم يعد محصوراً بالسياسة الإسرائيلية والأمريكية وأصبح في حقيقته رغبة وهدف لكثير من الأنظمة العربية؟ وإذا كان الأمر كذلك ما هدف تلك الأنظمة من الهرولة نحو الكيان؟

الوضع العربي والإسلامي وخاصة بعد ثورات الربيع العربي تشكلت فيه حالة معادية لهذا الربيع، وأصبحت الدول العربية تبحث عن ملاذ لنفسها للحفاظ على مكوناتها داخل الحكم فكانت القضية الفلسطينية محورا لردة الأنظمة التي تحكم إلى الآن بقبضة من حديد على شعوبها وتراجع منسوب المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني واحتوائها برؤية ما يسمى المشروع الإبراهيمي وهي باختصار انصهار المنظومة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني لهدفين أساسيين أحدهما تامين سلطتها من الثورات الداخلية و ثانيها اجهاض ثقافة المقاطعة مع الكيان الغاصب و فتح ممرات الشراكة بعناوين التسامح و تحاور الأديان والعيش المشترك ال يمكن ان نتحدث عن جامعة عربية وال شريك حقيقي لفلسطين والفلسطينيين

س4: لا تتوقف إسرائيل عن محاولات اختراق الشعوب للتطبيع معها فتارة تستخدم السياسة، وتارة تدخل من باب الإعلام والمال والفن، هل يمكن لإسرائيل اختراق الشعوب؟، وكيف تكون المواجهة الأمثل لموجة التطبيع؟

لقد اخترقت ما يسمى بإسرائيل الشعوب، واختراقها في تقديري على المستوى العمودي والإفقي في النسيج الاجتماعي العربي والإسلامي، نذكر على سبيل المثال التطبيع الأكاديمي بين مؤسسات علمية أكاديمية وصلت الى حد بروتوكولات التعاون العلمي تحت مظلة التسامح وحوار الأديان والتبادل الثقافي. وهنا الأشكال اذا طبعت الفكرة وتم مأسستها في العقل البشري بمثابة استدراج الذاكرة بقبول المغتصب. للأسف لقد نجح العدو في توسع دائرة التطبيع شفعت باتفاقات مكتوبة وبالتزامات دولية وابيح المجال الجوي والبحري والبري والنفسي لتقبل هذا المسار الذي يشكل حالة سرطانية في الجسم العربي والإسلامي وعليه لا يمكن مقاومة التطبيع إلا بثورة شاملة على كل المستويات

س5: للأسف المغرب أول دولة في المغرب العربي تطبع مع الاحتلال، وموقف حزب العدالة والتنمية المغربي (وهو حزب إسلامي) فاجأ الجميع في بيان يرحب بالخطوات الحكومية والتي من بينها التطبيع.. كيف تعلق؟

ناسف لموقف العدالة والتنمية وتقديرنا أن نظام الحكم في المغرب مازالت الملكية هي الحاكمة والعدالة والتنمية لها خيارين إما المصادقة على موقف القصر المطبع أو الخروج من الحكم؛ فاختاروا البقاء في الحكم والتاريخ لن يرحم.

س6: ما هي جهود حركة النهضة تجاه فلسطين؟

حركة النهضة تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية وبتحرير كل فلسطين تتحرر كل الشعوب. نحن في النهضة انتقلنا من مربع المشاهدة الى حالة المشاركة الحقيقية فنحن شركاء في الدم والشهادة من حمام الشط إلى الشهيد محمد الزواري، ونعمل في النهضة على تثقيف منخرطينا ضمن برامج المعارف المقدسية، وملتقيات الشباب، ومخيماتها، تكون القضية حاضرة فكريا وثقافياً؛ كما اننا نشارك في ملتقيات الدولية المتعلقة بالقضية، وتعتبر حركة النهضة التطبيع خطاً احمراً، كما أننا نعمل مع كتلتنا في البرلمان لتقديم مشروع يجرم التطبيع.