شمس نيوز/أنقرة
جدد رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" تأكيده على رفضه الكامل السماح بإهانة نبي الإسلام "محمد" صلى الله عليه وسلم، لافتاً إلى أنه كان سيتخذ نفس الموقف الرافض لذلك، "إذا قام أحدهم بإهانة واحتقار دين آخر لا أؤمن به".
جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة التركية، مساء أمس الجمعة، في لقاء تلفزيوني مشترك أجراه مع عدد من القنوات التركية المحلية، والتي تحدث فيه عن عدد من القضايا المحلية والدولية، ولا سيما الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس، وما نشرته صحيفة "شارلي إبدو" من رسومات مسيئة للرسول "محمد" عليه الصلاة والسلام، وانعكاسات ذلك على الشأن التركي.
وتابع "داود أوغلو" قائلا: "قبل كل شيء علينا أن نتحلى برباطة الجأش حيال مثل هذه الأحداث"، موضحاً أنه "شارك في مسيرة "الجمهورية" المناهضة للإرهاب في باريس، بصفته الشخصية والرسمية، في وقت سابق "لأن الهجمات الأخيرة استهدفت أُناساً أبرياء من بينهم رجال شرطة، أحدهم رجل مسلم، فظاهرة الإرهاب تستوجب تصدينا لها جميعا، وكان هذا هو المبدأ الذي دفعني للمشاركة في مسيرة باريس مع عدد من الزعماء الآخرين".
وأضاف رئيس الوزراء التركي "ولكم أن تتخيلوا كم الانتقادات التي كانت ستوجه لنا من الداخل والخارج إذا لم نشارك في هذه المسيرة.
لكني مع هذا أقول إنني لم أشارك فيها خوفاً من تلك الانتقادات، وإنما ذهبت لأنني وجدت أن هذا هو الصواب الذي ينبغي أن أفعله، ذهبت بالرغم من الوعكة الصحية التي ألمت بي وقت دعوتي للمشاركة في تلك المسيرة، لأنه حري بنا أن نُظهر مواقفنا المبنية على مبادئ في مثل هذه الأمور".
وحول دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" لدول العالم، لإدانة تصريحات رئيس الجمهورية التركي "رجب طيب أردوغان التي أدان فيها مشاركة الأول في مسيرة الجمهورية بباريس، قال "داود أوغلو": "نتنياهو دعا زعماء العالم أجمع لاتخاذ موقف ضدي وضد رئيس الجمهورية (رجب طيب أردوغان)، لكنه في النهاية بقى وحيداً.
ولم يقم أحدهم بقول شيء لنا أو اتخاذ أي موقف. فكل ما قمنا به هو ما يقتضيه شرف الإنسانية، وسنظل نفعل هذا باستمرار، ولسنا من يستأذن نتنياهوا من أجل هذا"
وأشار "داود أوغلو" إلى وجود خط رفيع جداً بين حرية الفكر والتعبير من جهة وبين تحقير الغير وإهانته من جهة أخرى، موضحاً أن هذا الخط يتلاشى حينما يتعدى الآخرون حدود الانتقادات لقيم وأديان الآخرين، لتنتقل إلى التحقير والإهانة.
وأفاد "داود أوغلو" أن حق الانتقاد مكفول للجميع، مشدداً على ضرورة احترام أي انتقادات علمية أكاديمية موجهة للرسول، وأن كل شخص من حقه أن يؤمن بالدين الذي يريد، مضيفا "لكنني لا أعترف بأي حرية عند احتقار وإهانة الآخرين وقيمهم".
مهتنا كحكومة حماية الجميع في تركيا
وبخصوص الصحيفة التركية التي أعادت نشر صورا مسيئة للرسول نشرتها صحيفة "شارلي إبدو"، قال "داود أوغلو" إن مسؤولين في رئاسة الوزراء تحدثوا مع مسؤولي الصحيفة المذكورة، ونقلوا لهم حساسية الأمر، مشيراً إلى "أن تركيا دولة عاشت نماذج مريرة للغاية في مثل هذه الأمور، دولة تنعم بالطمأنينة والاستقرار حينما نحترم فيها بعضنا بعضاً".
وأوضح رئيس الحكومة التركية أن التوتر الذي يشهده العالم في الوقت الراهن، بسبب تلك الأحداث، من شأنه التأثير بشكل مباشر على الأوضاع داخل تركيا، لافتاً إلى أن مهمتهم في مثل هذه الظروف هى حماية الجميع من أي خطر، وأضاف "في حياتي الشخصية لا أُحقر أحداً أو أُهينه، ولا يمكنني أن أسمح لآخر يحقتر شخصاً أحبه وأحترمه، وهذا هو موقفي بصفتي الرسمية أيضاً".
وذكر أن الجميع اتهموا الصحيفة التركية التي نشرت تلك الرسوم، بإثارة الفتن، مشيراً إلى أن حالة الغضب التي تملكت الكثير من القطاعات داخل الشعب التركي كرد فعل على ما قامت به هذه الصحيفة، اقتضت زيادة التدابير الأمنية في محيط الصحيفة، لحمايتها، وحماية المواطنين الغاضبين أيضا.