كنا نسمع زفرات المتشائمين الذى مقتوا ايقاع الحياة البطيء الذى عشناه ومازال يعايشنا منذ أربعة عشر عاما خيم جحيم الانقسام على ربوع حياتنا وقلبها رأسا على عقب ، سنوات عجاف عاش الفلسطيني وكأنه غريب في وطنه ، غدا الاحباط واليأس وحشا كاسرا فتك بالجميع ، علاقاتنا الاجتماعية تفككت وتهاوت ، وأصبح الوطن حزينا متألما ، شباب تمرد على الواقع المر ولا مفر !!!! فمنهم من غادر وفلسطين لا تفارق مخيلته ، ومنهم من استقر به الحال في دول أوروبية ومنهم من عاد يجر اذيال الالم والوجع ، وترافق كل ذلك مع انسداد سيأسى صاغته قوى الشر والعدوان التي أعدت وجبة سياسية بشعة كان هدفها تدمير كل شيء الا ان شعبنا توحد في وجه الطوفان وخرج شامخا قويا وعزيزا
واليوم تدفقت شرايين الحياة في كل أوصال شعبنا ، فالجميع يشارك وعلى موعد مع العرس الديمقراطي الانتخابات ،حتى غدا الجميع في سباق مع الزمن ، القوى السياسية الفاعلة تحاور الناس ،وتغير ايقاع الحياة ،فمن اليأس والاحباط الى حراك سياسي هائل انخرط فيه الجميع
ورغم الفرحة التي تنتاب الجميع ، يخرج البعض ليشكك في العملية برمتها ،ولكن الشباب المتوهج وتعطشه للمشاركة يجعل المشهد يزداد جمالا وتألقا وابداعا ،الأمر الذى يجعلنا نعيش الأجواء الديمقراطية التي غابت سنوات عنا
المحتل المجرم يراقب المشهد عن كثب ويصر على تدخله في كل شيء ،والمجتمع الدولي الذى انتصر لقضيتنا ومعاناتنا ينتظر من ان نتجاوز المرحلة بأمان
الفلسطيني يعيش غربة حقيقية ،أطاحت بأحلامه ، فالإرهاصات متعددة وقاسية ، تسرق الأرض في جنح الظلام ،فما ان يعود المزارع من أرضه ،ليعود لها في الصباح الباكر ،يحد الآليات والمجنزرات الصهيونية تجوب أرضه ،وابناؤنا يستشهدون على حواجز الموت ،والانقسام يضرب كل مناحي حياتنا
لله درك ايها الفلسطيني ،يا أيوب العالم ...غربتك لن تطول لان شعبنا دائما مبدع في خلق الجديد ، ستشرق الشمس على ربوع ديارنا وستجرى الانتخابات في موعدها بإذن الله وسينتخب شعبنا ممثليه لأنه هو صاحب القرار وسينتهى الانقسام وسيتبوأ شبابنا زمام المبادرة ويسنوا القوانين والتشريعات تحت قبة المجلس التشريعي وسيظل الفلسطيني مصدر ثراء للإنسانية كلها
ويبقى السؤال هل يصبح الاغتراب اقتراب ؟
