شمس نيوز / عبدالله عبيد

تتعدد الوسائل والأساليب التي تستخدمها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون المتطرفون، لتحقيق أهدافهم بالوصول إلى المسجد الأقصى المبارك والنيل منه، بالاقتحامات المتكررة تارة، وتارة أخرى بالحفريات تحت المدينة المقدسة، إلى أن ظهرت وسائل جديدة، كالطائرات الموجهة التي أطلقتها سلطات الاحتلال مؤخراً، وأحبط المرابطون كل تلك المحاولات.

وأحبط حراس المسجد الأقصى، قبل أيام، محاولتين لإطلاق طائرتين صغيرتين تحملان آلات تصوير، الأولى كانت موجهة نحو المصلى المرواني، والأخرى نحو باحات المسجد، وحدثت محاولات مماثلة في يونيو وديسمبر من العام الماضي.

وكان المسؤول الإعلامي لدائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس، أكد أنه بحدود السابعة والنصف من صبيحة يوم السبت الماضي، شاهد بعض حراس الأقصى شخصا يحاول إطلاق طائرة صغيرة موجهة نحو المصلى المرواني، وبعد اكتشافهم الأمر تحركت شرطة الاحتلال وأوقفت عملية إطلاق الطائرة.

الاحتلال يتمادى

من جهته، أكد الخبير المقدسي د. حسن خاطر أن الطائرات الإسرائيلية الموجهة نحو المسجد الأقصى، ما هي إلا محاولات تدلل على تمادي سلطات الاحتلال في وسائل استهداف المسجد المبارك، مشدداً على أن الأخطار تزداد على الأقصى يوماً بعد يوم.

وأوضح خاطر في حديثه لـ"شمس نيوز" أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ يطور من وسائل عدوانه على المسجد من خلال هذه الطائرات، مشيراً إلى أن هناك مجموعات تسمى نفسها "تدفيع الثمن" قامت بكتابة شعارات على جدران قريبة من المسجد الأقصى.

وقال: اقتراب هذه المجموعات المتطرفة من المسجد الأقصى، ووجود مثل هذه الطائرات، يؤشر على نوايا خطيرة، هذه الأمور كلها تنذر بأن المسجد الأقصى في مرحلة جديدة من العدوان يمكن لا سمح الله أن تؤدي إلى المساس ببناياته ووجوده كمسجد".

تسابق الزمن

ولفت الخبير المقدسي إلى أن المؤشرات كلها تتلاقى على أن هناك نوايا للاحتلال والمنظمات اليهودية سواء الحكومية وغير الحكومية، والتي يزيد عددها عن 23 منظمة وجمعية في داخل البلدة القديمة، كلها الآن تسابق الزمن من أجل تحقيق سبق على مستوى المساس بالمسجد الأقصى المبارك.

وشدد خاطر على أن كل هذه الأمور، من طائرات ومجموعات متطرفة قريبة من المسجد الأقصى، بالإضافة إلى اعتقال شاب يهودي أمريكي كان ينوي تفجير قبة الصخرة، مؤشرات لوجود خطر حقيقي على المسجد.

متعددة الأشكال

الخبير في شؤون القدس والاستيطان، د. جمال عمرو، أوضح أن إطلاق الاحتلال طائرات موجهة نحو المسجد الأقصى قد يلحق الأذى بالمسجد، وليس مستبعداً أن يتطور التصوير إلى تفخيخ وتفجير.

وقال عمرو في حديث لـ"شمس نيوز": هذه المخاطر متعددة الأشكال والألوان، منها اختراق المسجد الأقصى، والتنبيه بأن المستوطنين يقتربون من النيل من المسجد الأقصى، وتفريغه وإدخال المستوطنين المتوحشين واستخدام طرق شتى للتخلص من المسجد"، لافتاً إلى أنه قبل أيام تم إحباط محاولة لإحراق المسجد الأقصى من قبل شاب أمريكي.

وأضاف: المرحلة تتدحرج من خطير إلى أشد خطورة حول المسجد الأقصى إلى أن تندلع حرب دينية وأن تبنى الدولة اليهودية"، معتبراً توالي إطلاق طائرات التصوير منذ يونيو الماضي وحتى الآن "مؤشرا خطيرا على احتمال تطور أشكال الانتهاكات بحق الأقصى".

وبيّن عمرو أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق طائرات موجهة نحو الأقصى، مشيراً إلى أن ذلك يأتي وسط إعلان عن إلقاء القبض على أمريكي خطط لتفجير قبة الصخرة، ناهيك عن أن مكان الإطلاق يكون بالقرب من باب الرحمة المرتبط بالدخول إلى الهيكل في عقيدتهم، بحسب وصفه.

وعبّر عمرو عن خشيته من تعاظم المخططات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن هناك مخططا ينتهي مع نهاية 2016 بالاستيلاء على المصلى المرواني الذي هو أساس المسجد.

وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت مؤخرا عن اعتقال شاب أمريكي كان بصدد تنفيذ مخطط لتفجير قبة الصخرة، وهو ما اعتبره البعض حينها محاولة لجس النبض وتهيئة الأجواء لأي عمليات مشابهة قد تحدث مستقبلا.