غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

أسرانا الأبطال مدارس العزة والكرامة

جلال نشوان
بقلم/ جلال نشوان

في رحاب الفكرة والثورة، التي استطاعت أن تخلق حالة نضالية عريضة، وأفقٍ ممتدٍ، للبعدين النضالي والانساني، فكان الأسير الفلسطيني العملاق يصقلها، ويعطيها رونقاً فكرياً وانسانياً وثقافياً، لتصل الى كل الأحرار في هذا الكون

هي مدارس الصبر التي انبثقت من المعاناة والألم وشلال العذابات، تحدت الصعاب، وتجاوزت كل الأوجاع لتحمل مشاعل الحرية الى كل بقاع الأرض، لتفرض اسطورة الفلسطيني الأسير المنتصر على القتلة والمجرمين المحتلين، الذين مارسوا كل أصناف العذاب، إلا أن الأسرى الأبطال عمالقة النضال سطروا أروع ملاحم الصمود والعنفوان الثوري فغدوا ثوارا وكبارا وأحراراً

هي ترنيمة الألم والوجع من عذابات المعتقلات الصهيونية، ولكن السنابل تشمخ عالياً، لترفرف راية فلسطين عاليا بين الأمم.

انهم حماة القضية ورسل الحق، يغمروننا بعطر شموخهم الفواح، لتكتمل حدود الأمل، لتبشر بغد أفضل لفلسطين الوطن والهوية.

ان عمق وكثافة التجربة المريرة التي مروا بها عمالقة النضال وضحت فاشية وعنصرية السجان الصهيوني التي فاقت ممارسات النازيين ورغم ذلك بقوا شامخين صامدين، فأسقطوا كل نظرياتهم البشعة وخرج أبناؤنا الأبطال أشد عزما وقوة وكبرياءً، جرب العدو الفاشي التعذيب الجسدي، فصمد أبناؤنا، وجرب التعذيب النفسي ولم يفت في عضدهم، لأنهم ببساطة وهبوا أرواحهم فداءً لفلسطين وبقوا صامدين في أقبية وزنازين الجلادين

لم يفارقهم الأمل، بأن الفجر قادم، وان قضبان السجون ستنهار، وان دولة فلسطين بإذن الله ستقوم طال الزمن أم قصر وأن الاحتلال الى زول لأنهم رسل الحق والمحتل هو الباطل ومهما ساندت القوى الاستعمارية دولة الاحتلال فان كل مؤامراتهم سترتد الى نحورهم ...

واليوم يعانى أسرانا وأسيراتنا من ممارسات السجانين والسجانات الحاقدين، حيث الحرمان من الدواء المناسب للأسرى وكل ما يتم اعطائه من دواء هو فقط المسكنات وكذلك الملابس وحرمان ذويهم من الزيارات والكثير من الحاجات الانسانية وعدم التطعيم ضد جائحة الكورونا الأمر الذى يعد مخالفة صريحة لكل المواثيق والأعراف الدولية والانسانية ولعل ما حدث مع الأسير المقدسي المحرر (مجد بربر ) الذى أمضى في السجن عشرين عاما ، وبعد أن خرج استدعوه ونكلوا به وحرموا أهله ومحبيه وأصدقائه من الاحتفاء به، خير دليل على فاشية المحتل الصهيوني وظلمه وطغيانه ،وهذا يتطلب من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان التدخل العاجل لإنقاذ الأسرى وخاصة المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة لخروجهم وتوفير العلاج المناسب لهم ...

معاناة الأسرى تزداد يوماً بعد يوم خاصة في ظل الأوضاع الحالية الصعبة وهذا يتطلب وقوف الجميع تضامنا معهم وكذلك منظمات حقوق الانسان العربية لتشكل ورقة ضغط على المحتل لفك أسرهم ليعودوا غانمين سالمين الى أسرهم وعائلاتهم ...

المجد يركع لكم أبطالنا الأسرى وبإذن الله الفرحة قادمة ...وان أجلتها بعض الأيام

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".