"ميلاد الفجر".. مسلسل درامي فلسطيني، يروي قضايا مهمة عاشها الشعب الفلسطيني خلال حقبة الثمانينات إلى منتصف التسعينات، منذ بدء ارهاصات "انتفاضة الحجارة"، وما تبعها من اعتداءات إسرائيلية بحق الفلسطينيين.
روح الدراما الفلسطينية تجسدت في مسلسل ميلاد الفجر، الذي تناول القضايا المهمة التي عاشها الفلسطينيون إبان تلك الحقبة، والتضحيات الجسام التي قدموها في ظل الحصار المفروض عليه آنذاك، بالإضافة إلى منع التجول والعربدة على الحواجز، وانتهاك الاحتلال وجنوده لأبسط الحقوق.
ويعرض مسلسل "ميلاد الفجر" في شهر رمضان المبارك على شاشة قناة "القدس اليوم" الفضائية، في تمام العاشرة مساءً، وهو من إخراج حسام حمدي أبو دان، وسيناريو زكريا أبو غالي.
كاتب مسلسل (سيناريست) زكريا أبو غالي أوضح أن المسلسل سلَّط الضوء على حياة الاسرى الفلسطينيين منذ لحظة الاعتقال مرورًا بالتعذيب الجسدي العنيف، ومعاملة أجهزة الاحتلال المختلفة لهم في غرف وأقبية التحقيق، والإجرام المستمر بالعزل الانفرادي والمنع من الزيارة.
ويقول في حواره مع "شمس نيوز": "إن قصة المسلسل مستوحاة من أحداث حقيقية حدثت في تلك الحقبة، وتم قولبتها بالشكل الدرامي حتى تأخذ شكل جذب المشاهد لمتابعتها".
بالإضافة إلى الانتهاكات التي سلط مسلسل ميلاد الفجر الضوء عليها، كان لمعالجة القضايا الاجتماعية نصيب من السيناريو والحوار، إذ ركز المسلسل على كثير من القضايا الاجتماعية، التي تجسد مدى تمسك المواطن الفلسطيني بأرضه، وبحقه بالعودة، كما يبين أبو غالي.
وذكر كاتب السيناريو أن المواجهة العسكرية والأمنية مع العدو لم تكن غائبة عن المسلسل، من خلال تجسيد العديد من العمليات البطولية التي نفذها المجاهدون في تلك الفترة.
الهدف من المسلسل
ولان لكل عمل درامي هدف يسعى للوصول إليه، يقول الكاتب أبو غالي :"إن الهدف من مسلسل ميلاد الفجر كان العمل على مواجهة محاولات تحسين وجه الاحتلال، وظهور بعض الأعمال الدرامية العربية التي بدأت تدعوا للموافقة على التطبيع مع الاحتلال والتعايش معه".
وفي إطار حرب الرواية، ذكر أبو غالي أن المسلسل جاء للرد على الدراما الإسرائيلية التي تقلب الحق إلى باطل، قائلاً: "الاحتلال هو الآخر عمد إلى إنتاج العديد من الأعمال الدرامية التي تنقل الواقع بصورة غير صحيحة، في محاولةٍ لتحسن صورته، وإظهار أن الفلسطيني ليس له مكان أو وجود على هذه الأرض".
واوضح الكاتب أبو غالي أن الروائي والإعلامي الفلسطيني يواجه أكثر من جبهة إعلامية تعمل لصالح تحسين صورة الاحتلال، ولترويج روايته الكاذبة المتعلقة بالصراع، مشيراً إلى أنَّ الدراما جزء أساسي من سلاح المقاومة الاعلامية لمواجهة العدو الصهيوني"، لاسيما انَّ الدراما تبقى عالقة في أذهان الأجيال، ومن خلالها يمكن توجيه الرسائل وإظهار مظلومية الشعب الفلسطيني.
العقبات والمعيقات
وعن العقبات والمعيقات التي واجهت الفريق المنفذ، ذكر أبو غالي أن عدداً كبيراً من المعيقات واجهتهم أثناء العمل، أبرزها قلة الفنانين، ومحدودية أماكن صناعة الدراما، وضعف القدرات المالية، وعدم وجود مدارس أو كليات متخصصة بالكتابة للدراما،
بالإضافة إلى ذلك واجه إعداد مسلسل ميلاد الفجر -كما يقول أبو غالي- صعوبة الحصول على الممثلين بالعدد الكافي، لافتقار قطاع غزة للمثلين ولندرتهم.
وواجه المسلسل معضلة أماكن تصوير المشاهد التي تجسد الحقبة التي ينقلها، لعدم وجود مدينة انتاج تصور فيها المشاهد، لافتًا -أبو غالي- إلى أن عمليات التصوير أنجزت في أحد مخيمات قطاع غزة، وهذا كان عائقًا من ناحية إخلاء المخيم من ساكنيه خلال فترة التصوير.
ويقول أبو غالي "رغم العقبات التي تمر بها الدراما الفلسطينية بشكل عام إلا أن الفلسطيني معروف عنه الإبداع وشغفه للتطور والاستمرار في أعماله"، لافتًا إلى أنهم بدأوا بكتابة وإعداد الجزء الثاني من مسلسل ميلاد الفجر على أن يرى النور في رمضان المقبل.