مع بدء شهر رمضان المبارك، يثقل "مصروف رمضان" كاهل العائلات ذات الدخل المتوسط أو المنخفض، وتسيطر المخاوف والأعباء لاجتياز هذا الشهر بسلام، وكأنه شهر الطعام فقط، الذي يجب أن تتزين له المائدة يوميا، ويتكلّف أصحابها بما لا يطيقون، وجاءت جائحة كورونا وتبعاتها الاقتصادية لتزيد عبء "مصروف رمضان" وترهق ميزانية العائلة المالية.
لكن، هل يمكن التمتع بشعيرتي الفِطر والسحور بذكاء اقتصادي يرضي البطون والجيوب؟ مدونة الطعام الفلسطينية هبة الجيطان تقدم لقراء الجزيرة نت 10 نصائح لإعداد أشهى الأطباق والموائد بأقل التكاليف في شهر رمضان.
لا تقع في فخ الكميات الكبيرة
النصيحة الأكثر أهمية هي ضرورة تقدير حاجات العائلة الغذائية، وعدم الوقوع في فخ الكميات الكبيرة، فالصائم يتوقع أنه يحتاج الكثير من الطعام لإسكات جوعه، ولكن الحقيقة أنه لا يستطيع أكل كميات كبيرة، وسيركز غالبا على السوائل، لذلك يجب أن يحسب مُعدّ الطعام لكل فرد نصف الكمية المعتادة قبل رمضان؛ لوجود مقبلات وأصناف أخرى على المائدة، فمثلا يكفي كوب ونصف من الأرز لـ5 صائمين.
لا تبالغي في الأصناف
ليس شرطا أن تتنوع أصناف مائدة الإفطار كل يوم، فيكفي يومان في الأسبوع لوضع أصناف ثانوية إلى جانب الطبق الرئيسي كالمقبلات المقلية أو الباردة، أما بقية الأيام فنكتفي بالشوربة أو السلطة إلى جانب الطبق الرئيسي، لأن المبالغة في الأطباق الثانوية تشتت عن الرئيسية وتتطلب مزيدا من الوقت والجهد والمال.
أطباق مفيدة وغير مكلفة
يمكن أن تكتمل المائدة دون لحوم حمراء وبيضاء، ولا يشترط وجودها كل يوم، خصوصا في ظل غلائها، وإنما تستبدل في بعض الأيام بأطباق الخضار المقلية بطريقة صحية كالبطاطا والباذنجان والطماطم، أو أطباق الحبوب الكاملة كالمجدرة بالأرز أو البرغل، أو طبق "اليلنجي" وهي أوراق العنب المحشوة بالأرز دون اللحم.
كما تتربع "الفتّة" على قائمة الأطباق اللذيذة الموفرة، التي تتكون من الخبز المحمص وصلصة اللبن مع حمص أو باذنجان أو فول أخضر، ويمكن لمعدها إضافة لحم أو دجاج مفروم وفق الرغبة والمقدرة.
ويمكن للعجين أن يستخدم في أطباق مشبعة متنوعة، مع حشوة اختيارية، كالبيتزا والسبانخ والزعتر والجبنة، أو لحم قليل في الصفيحة والشيشبرك.
بدائل أخرى عملية
واستكمالا للنصيحة السابقة، فيمكن طبخ اللحم ضمن الوجبات ولو كانت كميته قليلة، بشرط أن يقطع قطعا صغيرة تعطي النكهة الكافية، مثل أطباق "اليخنة" بالخضار وعلى رأسها السبانخ، أو كرات الكفتة مع الطحينية أو معجون البندورة، وينصح بإضافة طبق أرز جانبي ليُشعر بالشبع، كما في طبق "الصيادية" التي يجتمع فيها الأرز والسمك مما يقلل كمية السمك لكل شخص.
وفي حال كانت أصناف بعض الخضار مكلفة، فيمكن عدم استعمالها كطبق رئيسي، فمثلا نستبدل طبق المحشي (الكوسا المحشوة باللحم المفروم) أو المحشي بصينية الخضار؛ لتتحول الكوسا من طبق رئيسي إلى ثانوي، ويكفل تذوق الطعام واستخلاص الفائدة.
إعادة تدوير الطعام
بدلا من التخلص منها أو مراكمتها، ينبغي إعادة تدوير الأطعمة بذكاء، لتصبح طبقا جديدا، كما في فتّة المحاشي، حيث تُغلى المحاشي "محشي الكوسا أو الباذنجان مثلا" مع مَرَقها، ونضيف إليها الخبز المحمص والمكسرات المقلية. أما الزيادة باللحوم والدجاج فتضاف إليها البهارات ويصنع منها طبق شاورما، أو لفائف مسخّن.
ويمكن أن تُحشى زيادات "الأوزي" وهو طبق مكون من أرز وجزر وبازلاء داخل عجينة رقيقة وتشوى لتصبح "صُرر أوزي".
حلويات وعصائر بتكلفة بسيطة
تتشابه معظم الحلويات الشرقية في مكوناتها بسيطة الكُلفة، كالحليب والطحين والنشا والسميد، ويمكن إعدادها في البيت بدلا من شرائها، مثل طبق ليالي لبنان والقطايف والمهلبية وحلاوة السميد وأم علي وعيش السرايا.
والأمر ذاته ينطبق على العصائر الرمضانية سهلة التحضير في البيت، فيمكن شراء التمر الهندي ونقعه وإضافة السكر وماء الزهر إليه، لينتج لنا 6 لترات بسعر لتر ونصف جاهز من السوق، كذلك يمكن إعداد إبريق "ليموناضة" لكل للعائلة من حبتين ليمون فقط وبعض السكر.
سر الولائم الذكية
لا تُحبذ الدعوة إلى الولائم في ظل كورونا، لكن إن اقتصرت الوليمة على المقربين فقط، فيُنصح أن نركز على الوجبات المشبعة الرئيسية التي تحتوي على الأرز مثل المقلوبة أو الكبسة أو الأوزي أو المنسف، وعدم التشتت بين أصناف ومقبلات ثانوية كثيرة، مع مراعاة عدم الوقوع في فخ الكميات، واختيار الأصناف بذكاء بما لا يهدر الوقت أو المال.
سحور مفيد سريع
لسحور صحي ومشبع واقتصادي، يمكن أن نضيف البيض والبقوليات إلى المائدة، ونصنع البقوليات كالحمص في البيت؛ فكيلو الحمص الجاف يصنع 10 صحون على الأقل، وهذا يغنينا عن شرائه جاهزا.
ويمكننا إعادة تسخين بقية وجبة الإفطار على السحور، أو إعداد كمية أكبر من الشوربة (الخضار، الفريكة، الأرز والبقدونس) وتقديمها على السحور، أو الاكتفاء بالفواكه والشطائر السريعة مما يتوفر في البيت.
استغلال عروض الشراء
يُفضل إعداد قائمة طعام أسبوعية في رمضان تُراعي النصائح السابقة، وشراء الحاجيات وفقها، مع ضرورة استغلال فترات العروض الشرائية والتنزيلات التي تكثر في رمضان، ومراعاة عدم شراء ما لا تحتاجه القائمة أو البيت لمجرد أنه ضمن عرض مغرٍ.