"حلّو يا حلّو.. رمضان كريم يا حلّو".. على وقع كلمات الكاتب المصري الكبير محمد حلاوة يلعب أطفال غزة في حاراتهم بالفوانيس الرمضانية التي تزيد من بهجة شهر رمضان المبارك، والتي باتت تمثل رمزاً من الرموز الرمضانية.
وتتزين منازل وحارات ومساجد قطاع غزة بالفوانيس الرمضانية التي ترمز إلى شهر الخير والبركة، ولكل فانوس رواية وحكاية، تختلف حسب اختلاف من صنعه وهدفه من تلك الصناعة، فغالباً ما يكون هذا الفانوس عبارة عن مصدر دخل لعائلة نهشها الحصار المفروض على قطاع غزة بالإضافة إلى جائحة كورونا، كما في قصتنا هذه.
أبطال هذه القصة، هما الزوجان خالد سويدان وغدير زنداح، اللذان أبدعا في صناعة الفانوس الرمضاني على مدار 5 أعوام متتالية، وباعوا منه كميات كبيرة؛ لمن أراد من الناس أن يصنع بهجة داخل بيته.
بدأت حكايتهما مع هذه الفوانيس عندما صنعوا الفوانيس لأول مرة عن طريق أوراق الفوم "اللميع" على اعتبار أنها النوع الدارج في ذلك الوقت، كما يقول خالد سويدان لمراسل "شمس نيوز".
الفكرة جاءت من شغف زوجته غدير زنداح -خريجة العلاقات العامة والإعلام- بالأشغال اليدوية، وحبها لتجسيد أفكارها على الواقع لتكون مصدر دخل لهما، وقضاء وقت الفراغ هذه المشغولات.
تقول زنداح، "إنهم بدأوا في العام التالي لتطوير عملهم بحيث لا يكون مقتصرًا على الفوانيس الرمضانية، بل العمل على تجهيز كل مستلزمات المناسبات المختلفة وبيعها سواء عن طريق الانترنت أو في المحال التجارية المختلفة".
ولأن الأشكال تتطور مع مرور الزمن، لم يقتصر عمل الزوجان سويدان وزنداح على تجهيز الفانوس الرمضاني بأوراق الفوم، وإنما بدأت مرحلة جديدة في تطوير العمل، ومواكبة متطلبات السوق، وصولًا إلى القيام بإعداد بعض المنتوجات المنقوشة بطريقة الـ cnc، كما توضح زنداح.
وعملا على إدخال القماش الخيامي "المصري" في العمل، تبعه اختلاف الأشكال كإدخال الهلال مع الفانوس، واستمرا في تطوير العمل إلى أن وصلا لإدخال المؤثرات الصوتية والأضواء على الفانوس الرمضاني، وهو ما يميزهما عن غيرهما، في هذا العام.
تقول زنداح في حديث مع مراسل "شمس نيوز"، "الضغط في الطلب على منتوجاتنا ومشغولاتنا، دفعنا لاستئجار بعض المواد، كالمنشار والدباسة، وغيرها، لمساعدتنا في إعداد الهياكل الخشبية من الداخل"، لافتةً إلى أن زوجها يقوم بتجميع الأخشاب، وهي من تقوم بكسائها.
ولأن لكل مشروع غاية، فإن الزوجين سويدان وزنداح، كان هدفهما من هذا المشروع توفير مصدر دخل لهما بالحد الأدنى، تقول زنداح: "ما يبقى لنا من ربح بسيط بعد بيع منتوجاتنا، نسد فيه بعض الديون المتراكمة على المشروع، وما يبقى منها نعمل على إعالة اسرتنا به".
وعن العقبات التي واجهتهم في بداية المشروع يشير الزوجان إلى أن العقبات متواصلة على مدار الخمس سنوات الماضية، فارتفاع أسعار بعض المواد الخام، بالإضافة إلى عدم توفر المال اللازم لشراء هذه المواد، يعتبر معيق، ويدفعهم لان يستأجرا بعض المعدات.
وتوضح زنداح أن عدم التصدير للخارج يعتبر عقبة كبيرة أمامهما، سيما وأن عدد كبير من الزبائن في الضفة والعراق والأردن ومصر طلب منتجاتهما ولم يستطيعا إيصالها له.
ويأمل الزوجان أن يجدا الدعم المناسب، لمشروعهما، من المؤسسات المختصة، حتى يتسنى لهما توسيع العمل وإنتاج أكبر قدر ممكن من المشغولات وبيعها بأسعار مناسبة.